الشرق الأوسط

لماذا تخشى واشنطن من تكثيف العلاقات بين موسكو وبيروت؟


تقارب روسي نحو لبنان دفع الغريم السياسي الأميركي إلى التخوف من انتشار قواعد روسيا في الشرق الأوسط، وسط أزمات متعددة في لبنان ومحاولات للتدخل من قِبل أمريكا وفرنسا، إلا أن العلاقات اللبنانية مع روسيا قد تهدف إلى تحول لبنان لمنطقة صراع جديد بين الشرق والغرب.

وتسعى روسيا للنفوذ داخل الجانب اللبناني الذي يتميز بموقع إستراتيجي على البحر المتوسط والتي بوسعها أن تقدم لموسكو ميناء جديداً وسوقاً تجارياً يساعد روسيا على التملص من العقوبات الغربية.

توسع روسي بالشرق الأوسط

وبعد التدخل الروسي الناجح في سوريا وما تبعه من ترسيخ لنفوذها هناك، إلى جانب  توسع روسيا بعلاقات جيدة مع عدد من الدول في شمال إفريقيا مثل الجزائر ومصر، بالإضافة إلى علاقات مميزة مع الخليج وإيران، ويتبقى فقط لبنان بحيث تسيطر بشكل عام على منطقة الشرق الأوسط من حيث يكون لها حلفاء أقوياء.

بالنسبة للبنان، يمكن لصادرات الطاقة الروسية التي تدفقت إلى لبنان أن تغطي مشكلات البنية التحتية الكبرى وسط أزمة اقتصادية مستمرة، ثم إن الدعم الضمني للشخصية الأكثر حظاً في الانتخابات الرئاسية، وهو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، قد يحرر البلد من فترة الشلل السياسي التي امتدت لفترة طويلة، إلى جانب تمتين العلاقات بين سوريا ولبنان.

فتح جبهات عديدة

وفي السياق ذاته، يعاني البيت الأبيض بسبب تركيزه على الصراع ما بين أوكرانيا وروسيا ومن بعده الخلاف الأميركي مع الصين، وهو ما فتح جبهات عديدة أثرت على تركيز الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط، وتسعى روسيا إلى إعادة دخول المشهد الاقتصادي والسياسي اللبناني؛ إذ ترى في ذلك استمرارًا لوجودها في سوريا.

وقالت عالمة السياسة كارين جيفورجيان في تصريحات إعلامية: إنه على الرغم من صغر حجم لبنان، إلا أن البلاد مهمة من حيث الخدمات اللوجستية، حيث تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث توجد العديد من الموانئ، وأشارت الخبيرة إلى أن الشراكة معها يمكن أن تساعد روسيا في تجنب العقوبات الغربية على نقل البضائع، وتابعت: “أعتقد أن لبنان هو استمرار منطقي تمامًا لسياستها في الشرق الأوسط”.

 عندما وصلت روسيا إلى سوريا، أصبح من الواضح أن هناك حاجة إلى تعزيز المواقع في لبنان المجاور. إن التعاون المتوافق مع الكنيسة الأرثوذكسية جدير بالملاحظة بشكل خاص. هناك عدد غير قليل من المسيحيين في لبنان يشعرون بخيبة أمل من الغرب وينجذبون نحو روسيا.

المكاسب وسبل لبنان

قال مختار غباشي نائب مدير مركز الدراسات الإستراتيجية: إن روسيا  أخذت تبحث عن بعض المكاسب والسبل في لبنان، لاسيما خلال سعيها للتحول إلى أهم عنصر فاعل في الشرق الأوسط.

وأضاف أن ما تركز عليه بشكل كبير على الأقل خلال الأعوام الماضية هو الحرب في سوريا، وكان لبنان مجرد إضافة، أو الخاصرة الغربية التي ينبغي تأمينها حتى لا تتدخل بما يجري في سوريا.

وتابع: بالنسبة لاختلاف لبنان عن سوريا التي كانت لروسيا فيها على الدوام مصلحة راسخة ووجود متأصل، فإن لبنان لم يكن بحياته محوراً للنفوذ أو الوجود الروسي الذي أقر بأن هذا البلد مستقطب من قِبل المحور الغربي-الأميركي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى