لماذا لايؤثر التقارب السعودي الإيراني على الاحتجاجات في إيران؟
بالرغم من التقارب السعودي الإيراني، والاتفاق على بنود الاتفاق برعاية صينية والالتزام بها من قبل إيران. إلا أن نظام الملالي قد يسعى دائما للانجرار نحو مصالحه والتمسك بالسلطة فوق الجميع.
والاتفاق ما بين الرياض وطهران الذي تم برعاية صينية، شهد على إعادة التمثيل الدبلوماسي، وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية. وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار ونشر الأمن والسلم في المنطقة بعدم الدعم المادي والمالي للميليشيات الإرهابية في العديد من الدول العربية، فضلا عن الانصات لمطالب الشعب الإيراني وحل الأزمات في البلاد .
وجهات نظر إيرانية مختلفة رغم الاتفاق
وفي طهران هناك بعض من المتشددين لنظرية التمدد الشيعي في المنطقة العربية. ويرون أن المصالحة التي تمت بعد سنوات من المقاطعة ما هي إلا تطرف من طهران تجاه ما تقوم به أمريكا وهو تقرب للمصالح الصينية.
وطهران التي تعاني من عزلة سياسية وعقوبات اقتصادية واضحة، تسعى لإنهاء العزلة واكتساب أصدقاء جدد في معركتها ضد الجانب الغربي. وكان من أولوياتها دعم الملف الصيني والذي سعى لإنهاء أزمات الشرق الأوسط في ظل محاولات أميركية بإبعاد طهران عن المشهد.
الاحتجاجات في إيران
ويرى مراقبون أن المرشد الأعلى علي خامنئي ودائرته لهم حسابات أخرى في المصالحة مع الرياض. لهذا يحاول التمسك بخيارات مرفوضة لدى المجتمع الدولي، خاصة بما يتعلق بالاحتجاجات وقمعها في البلاد.
كما أن قرار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بتعيين القائد بالحرس الثوري المعروف بتصريحاته المتشددة علي أكبر أحمديان أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي، خلفاً لعلي شمخاني الذي وقع الاتفاق مع المملكة العربية السعودية يؤكد بشدة ما يحدث داخل طهران من صراع داخل الدولة وحسابات المرشد الأعلى، والذي يريد قمع الاحتجاجات بقوات الحرس الثوري.
وخلال الفترة الماضية، أصدرت الخارجية الإيرانية قراراً بتعيين علي رضا عنايتي سفيراً لإيران في السعودية، وعنايتي عمل مساعداً لوزير الخارجية، والمدير العام لشؤون الخليج العربي في الوزارة، وسبق أن شغل منصب المسؤول عن السفارة الإيرانية في الكويت 2014، قبل أن يتم تعيينه في بداية 2019 مديراً عاماً لمنطقة الخليج العربي في وزارة الخارجية الإيرانية.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد أعرب في وقت سابق، عن ارتياحه للتقدم في التوافقات التي تم التوصل إليها بين بلاده والسعودية.
المتشددون يمارسون استعمال القمع
ويقول الباحث في الشأن الإيراني حسن هوشيمان: إن المتشددين يمارسون استعمال القمع المفرط ضد المحتجين على مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني وتدهور الأحوال المعيشية والاقتصادية في البلاد، كما أن الإقالة الأخيرة والتغيرات جاءت على خلفية التقارب مع المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن الصراع الخفي بين مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الإيرانية. جاء عقب الاستعانة بشمخاني للقيام بدور مهم في المصالحة مع السعودية واستئناف العلاقات، وهو ما يراه البعض أنه تهميش لوزير الخارجية حسين عبد اللهيان.