لماذا لا يصوت الملك تشارلز والعائلة المالكة في الانتخابات البريطانية؟
مع توجه المواطنين البريطانيين إلى صناديق الاقتراع لاختيار حكومتهم الجديدة، يتساءل البعض عن سبب عزوف الملك عن المشاركة في الاقتراع.
وفتحت مراكز الاقتراع في بريطانيا أبوابها، الخميس، في انتخابات عامة يتوقع أن تأتي بحكومة من حزب العمال بعد 14 عاما من حكم المحافظين.
وفي 22 مايو/أيار الماضي دعا رئيس الوزراء ريشي سوناك لإجراء انتخابات عامة، يختار من خلالها مواطنو المملكة المتحدة جميع أعضاء مجلس العموم البالغ عددهم 650 عضوا، وسيشكل الحزب الذي يتمتع بالأغلبية الحكومة المقبلة ويكون زعيمه رئيسا للوزراء، وفقا لمجلة بيبول الأمريكية.
ورغم سلطة الملك تشارلز في تعيين رؤساء الوزراء الجدد (وكان الملوك البريطانيون يتمتعون تاريخياً بسلطة إقالة الأشخاص من مناصبهم)، فإنه وغيره من الأعضاء العاملين في العائلة المالكة لا يملكون حق التصويت في السباق.
السبب في ذلك هو أن أفراد العائلة المالكة يظلون محايدين سياسيا في جميع الأمور، وبغض النظر عن الحزب السياسي المسؤول يجب على النظام الملكي البريطاني والبرلمان التعاون فيما بينهما للحفاظ على سير الأمور بسلاسة، كما ينبغي على الملك وأفراد العائلة المالكة أيضا لقاء قادة الدول الأجنبية بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، ولذا فإن العائلة المالكة لا تصوت أو تعبر علناً عن آرائها السياسية.
بيد أنه رغم ذلك فلا توجد قيود قانونية تمنع أفراد العائلة المالكة من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
روبرت بلاكبيرن، أستاذ القانون الدستوري في كلية كينغز كوليدج في لندن. أوضح مؤخرا لمجلة التايم أن “الملك والأعضاء النشطين في العائلة المالكة يمكنهم قانونيا الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة كمواطنين مؤهلين، ولكنهم على الصعيد العملي لا يفعلون ذلك”. لأسباب واضحة، خاصة لأنه من شأنه أن يسبب ضجة من التكهنات الإعلامية وينتهك المطلب الدستوري اليوم الذي يقضي بالحفاظ على الحياد السياسي الصارم للعائلة.
في حين أن الأعضاء العاملين في العائلة المالكة -بمن في ذلك الملكة كاميلا والأمير ويليام وكيت ميدلتون- لا يصوتون، فإن أولئك الذين ليس لديهم دور رسمي يمكنهم ذلك. ومع ذلك فمن غير الواضح إذا كان الكثيرون يفعلون ذلك.
لا تتعامل جميع العائلات المالكة مع السياسة بالطريقة نفسها. لقد قام مؤخراً أبناء ملك بلجيكا فيليب والملكة ماتيلد الأربعة (بما في ذلك ولية العهد الأميرة إليزابيث. التي من المقرر أن تصبح العاهل التالي بعد والدها). بالتصويت مؤخراً في انتخابات يونيو/حزيران في البلاد، رغم امتناع الملك والملكة عن التصويت.
وكانت ميغان ماركل أول شخص في العائلة المالكة البريطانية الحديثة يصوت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2020. وعادت هي والأمير هاري إلى ولايتها الأصلية في كاليفورنيا في وقت سابق من ذلك العام بعد تنحيهما عن العمل كعضوين في العائلة المالكة. وتحدثت ميغان علانية عن ذلك في عدة مناسبات حول أهمية التصويت، بما في ذلك في مقطع فيديو مع غلوريا ستاينم.
وفي حال صار السير كير ستارمر رئيسا جديدا للوزراء بعد انتخابات الرابع من يوليو/تموز. فسيكون ثالث شخص يتولى هذا المنصب منذ اعتلاء الملك تشارلز العرش .قبل أقل من عامين بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث.
كان الواجب الملكي الأخير للملكة إليزابيث هو تعيين ليز تراس كرئيسة جديدة للوزراء في 6 سبتمبر/أيلول 2022، قبل يومين فقط من وفاة الملكة.
وأصبحت تراس أقصر رئيسة وزراء خدمة في تاريخ المملكة المتحدة عندما استقالت. بعد 45 يوما من رئاستها للوزراء، وتم اختيار سوناك كبديل لها من قبل حزب المحافظين. وقام الملك تشارلز بتكليفه برئاسة الوزراء خلال لقاء في قصر باكنغهام في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
ويعقد الملك لقاء أسبوعيا خاصا مع رئيس الوزراء “لمناقشة شؤون الحكومة”.
ووفقا لموقع العائلة المالكة “على الرغم من أن الملك يظل محايدا سياسيا في جميع الأمور. فإنه قادر على تقديم المشورة والتحذير لوزرائه -بما في ذلك رئيس وزرائه- عند الضرورة”.