الشرق الأوسط

لماذا يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي لإطالة أمد الحرب في غزة؟


يريد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، يإطالة أمد الحرب للحفاظ على بقائه فى الحكومة، لكن التظاهرات والاضطرابات غير المسبوقة بدولة الاحتلال تضغط عليه وعلى حكومته للتوصل لاتفاق بشأن الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، وإنهاء العدوان على قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر الماضى.

وكشف مراقبون، أن تأثير المظاهرات فى تل أبيب يرفع من مستوى الضغط على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للاستجابة لصفقة تبادل المحتجزين والأسرى ووقف إطلاق النار، حيث إن هذه المظاهرات هى الأكثر ضخامة، ودخول اتحاد نقابات العمال فى تل أبيب أسهم فى شل الاقتصاد يومًا واحدًا.

معاناة الفلسطينيين

وكشف الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي الفلسطيني، أنه لابد من ضرورة وجود وسائل ضغط إضافية على نتنياهو لوقف الحرب وضمان الاستجابة إلى جهود الوسطاء، بما ينهى معاناة الفلسطينيين من ناحية ويضمن صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين من ناحية أخرى.

وأضاف أن الإضراب العام، بجانب المظاهرات، وسيلة ضغط مهمة وذات تأثير على صانع القرار الإسرائيلى، من أجل الالتفات لمطالب الجمهور وتنفيذها، خاصة مع التفاعل الكبير للرأي العام الإسرائيلى معها، وكذلك تفاعل المؤسسات النقابية العمالية والمعارضة الإسرائيلية أيضًا، والوقوف بجانب أهالى الأسرى المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة، ومطالبة رئيس حكومة الاحتلال بضرورة إبرام صفقة تبادل تمكن عودة المحتجزين إلى أهلهم وذويهم.

تأثير الإضرابات

من جانبه، قال الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، إن اتباع أسلوب الإضراب فى إسرائيل فى كل المرافق العامة يؤدى إلى توقف وشلل الحياة بشكل شبه كامل، مع استمرار المظاهرات فى الشوارع والميادين، وتلقيها الدعم والتأييد من الشارع الإسرائيلى والمعارضة والمؤسسات النقابية العمالية «الهستدروت» وكل هذا سيكون له تأثير فعلى وحقيقى قد لا يظهر اليوم أو غدًا، لكن إذا استمرت الإضرابات والمظاهرات فستحدث تأثيرًا وتغييرًا ملحوظًا خلال فترة قريبة، لأنها وسيلة ضغط تجعل صاحب القرار الإسرائيلى يذعن لمطالب أهالى وذوي المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة، والوصول لصفقة تبادل تؤدى للإفراج عنهم واستعادتهم.

وأضاف أن نتنياهو وأعضاء حكومته اليمينية الدينية المتطرفة، القائمة على قاعدة عقدية تدعو لقتل الفلسطينيين وسفك دمائهم بلا هوادة، لا تخيفهم المظاهرات ولا الإضرابات ولا التصريحات الأمريكية، وعلى رأسها تصريحات الرئيس الأمريكى بايدن، ولا قرارات بريطانيا بمنع تصدير الاسلحة، إنما ما يخيفهم هو وقف الحرب.

وأوضح أن وقف الحرب وانجلاء الحقائق، ومن ثم إلقاء حكومة نتنياهو خارج الحلبة السياسية، سيكشف عن مدى جنونها فى قيادة دولتهم، التى جعلت منها دولة دموية وعنصرية وفاشية، ينظر لها العالم أجمع نظرة سلبية، تفقدها التعاطف الذى بنته خلال العقود الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى