لماذا يصعب على لبنان انتخاب رئيسه المقبل؟
كشفت صحيفة “ذا ناشيونال نيوز” الضوء على تعطُّل انتخاب رئيس جديد للبنان لأشهر.
فعندما ترك ميشال عون الرئاسة اللبنانية في أكتوبر الماضي، ظن العديد من المراقبين أن العثور على خليفة سيكون سهلاً نسبيًا، لأسباب عدة منها أن الأحزاب السياسية الكبرى لن يكون لديها مصلحة في عرقلة انتخاب رئيس جديد للبلاد، ومع ذلك، بعد أربعة أشهر. لم يتم العثور على حل وسط، ويتساءل الكثيرون متى، أو هل سيكون هناك اتفاق في أي وقت قريب؟
وأوضحت الصحيفة أن هنالك ملامح ترتيب أوسع موجودة، ولكن يبدو أنها متوقفة في الوقت الحالي، وهي تنطوي على إجماع بين القوى الإقليمية والدولية والفاعلين السياسيين المحليين، ومن الواضح بشكل متزايد أنه في ضوء الأزمة الاقتصادية الحادة في لبنان والدور الإقليمي لحزب الله، سيتعين على الرئيس الجديد تلبية عدد من الشروط،. فيجب أن يكون مقبولاً لدى دول المنطقة ويجب أن يحظى بثقة الولايات المتحدة وفرنسا.
مصلحة حزب الله أولاً
وأشارت الصحيفة إلى سعي إيران وحزب الله إلى رئيس لا يهدد مكانة الحزب في لبنان، وفي الوقت نفسه يجب أن يكون أي رئيس دولة جديد قادرًا على إظهار اللاعبين الإقليميين والدوليين أنه لن يقوض توقعاتهم، ما يعني هذا أن الرئيس سيحافظ على علاقات جيدة مع شركاء لبنان مع تنفيذ إصلاح اقتصادي تأخر كثيرًا.
الدعم العربي المطلوب
ورأت الصحيفة أن التحوّل في موقف حزب الله قد يكون مرتبطًا بإدراك الحزب أن الوضع في لبنان مريع للغاية بحيث لا يمكن للبلاد أن تتقدم بدون قدر من الدعم العربي، ومع ذلك، بإضافة ملاحظات السيد ميقاتي إلى هذا المزيج، من الواضح أن العديد من الدول لن تعيد النظر في موقفها بشأن لبنان حتى تتنازل إيران وحزب الله عن شيء ما في اليمن، وهذا يشير إلى أن انتخاب الرئيس سيظل معطلاً، كما أن الأبعاد المحلية لا تمنع إجراء انتخابات أقل تعقيداً، ويود حزب الله أن يرى السيد فرنجية منتخباً، لكنه يواجه الآن عقبات كبيرة، والجدير بالذكر أن الحزبين المسيحيين الرئيسيين، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، يعارضونه، وكان التيار الوطني الحر حتى وقت قريب، حليفًا لحزب الله.
رجل حزب الله
وأكدت الصحيفة أنه بدون دعم مسيحي، لن يتمتع فرنجية (وهو أيضًا مسيحي ماروني، مثله مثل جميع الرؤساء) بشرعية مجتمعية، مما يعيق رئاسته، ويرغب حزب الله وحركة أمل في الحصول على الأصوات المطلوبة في البرلمان لضمه، لكن من غير المرجح أن يتمكنوا من القيام بذلك، علاوة على ذلك، أعلن التيار الوطني الحر وحزب الله بشكل غير رسمي موت الاتفاق الذي ألزمهما، الموقع في عام 2006، حيث توقع زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل أن يدعم الحزب ترشيحه.
الحلّ: تنازُل جادّ
واختتمت الصحيفة تقريرها أن السبيل الوحيد للخروج من المأزق هو أن تتوصل الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية إلى اتفاق يأخذ جميع تفضيلاتهم في الاعتبار. ومن المتصور أنه يمكن التوصل إلى صفقة شاملة في نهاية المطاف، لكن في الوقت الحالي، حتى لو كانت المحادثات تجري خلف الكواليس، فإن النتيجة الإيجابية تظل بعيدة المنال، حتى يقدم أحد الأطراف تنازلاً جادًا.