سياسة

لوبان تتفاعل إيجابياً مع الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء


 اعتبرت مارين لوبان رئيسة حزب التجمع الوطني الفرنسي أن الحكومة الفرنسية تأخرت في الاعتراف بمغربية الصحراء وبالجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب منذ عقود لتعزيز الاستقرار والأمن في الإقليم المغربي.

وأكدت لوبان في منشور على منصة “إكس” أن “الصحراء المغربية جزء لا يتجزأ من المملكة ويجب علينا أن ندعم جميع المبادرات البراغماتية للسلطات المغربية التي من شأنها تعزيز تهدئة هذه المنطقة وضمان تنميتها”.

وحظي الاعتراف الفرنسي بالصحراء المغربية وتأييد مخطط الحكم الذاتي كأساس وحيد للتوصل إلى حل سياسي لملف النزاع المفتعل بترحيب واسع لدى الطبقة السياسية الفرنسية وخاصة في صفوف أحزاب اليمين المتطرف. الأمر الذي صعّد من حالة التوتر على مستوى العلاقات الفرنسية الجزائرية. 

وعكست رسالة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ 25 لعيد العرش، التطور الكبير في الموقف الفرنسي تجاه قضية الصحراء المغربية وتجاه العلاقات الثنائية بين البلدين. كما أبرزت وعي الحكومة الفرنسية بأنه عليها مسايرة الدينامية الدولية لا سيما بعد الأزمة التي وقعت بين باريس والرباط خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ويعدّ المغرب دولة محورية بالنسبة لفرنسا التي تعتبر مرور دول أوروبا إلى إفريقيا يتم عن طريق الرباط، حيث تعير الدوائر السياسية بكل مكوناتها أهمية كبرى لدور المملكة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والبحر المتوسط.
ولطالما كانت العلاقات المغربية الفرنسية استراتيجية نظرا للروابط الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بينها.

وتمهد الخطوة الفرنسية لصفحة جديدة في العلاقات بين المغرب وباريس. وكانت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية قد قالت تعليقا على استئناف الحوار بين البلدين بالقول إن هذا التطور يؤسس لشراكة جديدة مع الرباط هي مطروحة بالفعل على الطاولة وتتعلق بإطلاق مشاريع طويلة الأجل في مجال البنية التحتية والبيئة والتعليم. 
وأضافت أن الإليزيه مصرّ على فكرة ترسيخ العلاقة وإدامتها مع المملكة. كما أشارت إلى عودة الرئيس ماكرون إلى السياسة الواقعية خاصة بعد رسالة الملك محمد السادس في 14 يوليو/تموز والتي حملت أحر تمنياته بسعادة الفرنسيين وازدهار فرنسا.

ويرى مراقبون أن موقف رئيسة حزب التجمع الوطني ليس بالجديد، اذ كان اليمين الفرنسي بكل أطيافه (التقليدي ويمين الوسط والمتطرف)، قريبا من المغرب، وجميع الرؤساء الفرنسيين المنتمين إليه وعلى رأسهم الرئيس الأسبق جاك شيراك ونيكولا ساركوزي، الذين تبنوا مواقف قريبة من الطرح المغربي في قضية الصحراء المغربية.
ومنذ توليها رئاسة الجبهة الوطنية (التجمع الوطني حاليا) كانت لوبان حريصة على نسج علاقات سياسية وطيدة في الوسط السياسي المغربي.

واحتجت الجزائر على اعلان فرنسا قرارها الإنضمام إلى دول أوروبية أخرى مثل إسبانيا وألمانيا في تأييد مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لأقاليمه الصحراوية منذ العام 2007. حيث سارعت الحكومة الجزائرية على إثر اعلان الرئيس الفرنسي الرسمي بمغربية الصحراء الى سحب سفيرها بباريس.
وقالت في بيان “إن هذه الخطوة التي لم تقدم عليها أي حكومة فرنسية سابقة قد تمت من قبل الحكومة الحالية باستخفاف واستهتار كبيرين بدون أي تقييم متبصر للعواقب التي تنجر عنها” الأمر الذي اعتبره متابعون محاولة من السلطات الجزائرية لتغطية فشلها في استخدام “بوليساريو” منذ سنوات كأداة لابتزاز المغرب ولكن من دون نتائج تذكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى