ليبيا.. الميليشيات تفرض سطوتها وتعيد العنف إلى الزاوية
تشهد مدينة الزاوية غربي ليبيا اشتباكات بين مجموعات مسلحة داخل أحياء سكنية. وسط مناشدات بوقفها لتأمين إخراج عائلات عالقة داخل منازلها. وفق جهات طبية رسمية مساء الثلاثاء حيث شهدت المدينة التي تعيش تحت نفوذ عدد من الميليشيات العديد من أعمال العنف في الأشهر الأخيرة.
ودعا الهلال الأحمر الليبي- فرع الزاوية (رسمي)، في بيان، إلى “إيقاف النزاع المسلح فورا. وإعطاء هدنة حتى يتسنى لفريق الطوارئ إخراج العائلات العالقة بمنطقة الاشتباكات” وهو ما حصل في وقت متأخر الثلاثاء.
وأضاف “نأمل من الجهات الأمنية التعاون معنا، كما نأمل ذلك من أطراف النزاع. فالعائلات يستغيثون ولا ذنب لهم”.
وعن موقع الاشتباكات، قال جهاز الإسعاف والطواري (رسمي). عبر بيان، إن “الاشتباكات في مدينة الزاوية ممتدة من سوق الخضار وطريق بئر الغنم. وتمتد حتى شارع الضمان” محذرا من أن “الطريق الساحلي الزاوية يعد بالكامل مصدر خطر على المواطنين” في الزاوية على بعد 48 كلم غرب العاصمة طرابلس.
ولاحقا، أفاد الجهاز، عبر بيان ثان، بأنه “تم فتح ممر آمن لدخول فرق الطوارئ. بجهاز الإسعاف فرع الزاوية، رفقة الهلال الأحمر، وحاليا (هناك) استعداد للدخول إلى المنطقة”.
وحمَّل الجهاز، “كافة الأطراف العسكرية والسياسية بالمدينة مسؤولية أرواح المواطنين”.
ولم تتوفر معلومات بشأن هوية المسلحين ولا أسباب الاشتباكات. كما لم تصدر أي إفادة من حكومة الوحدة الوطنية.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر مدنيين عالقين داخل منازلهم وهم يناشدون السلطات التدخل لإنقاذهم من الموت.
-
هل تتحول ليبيا إلى مركز لتصدير الميليشيات المسلحة إلى أفريقيا؟
-
الصراع في طرابلس يندلع بعد اعتقال محمود حمزة
ومن حين إلى آخر، تشهد الزاوية اشتباكات بين مجموعات مسلحة. كان آخرها في 18 مايو/ أيار الماضي؛ ما تسبب بمقتل شخص وإصابة 6 آخرين وتعليق الدراسة وإلحاق أضرار كبيرة بشبكة الكهرباء.
ودارت الاشتباكات حينها بين مجموعة تسمى الكابوات التي تتبع المدعو عثمان اللهب آمر الكتيبة 103 التي تتبع وزارة الداخلية في حكومة الوحدة .وعناصر من مجموعة مسلحة أخرى تتبع وزارة الدفاع ويقودها المدعو رياض بالحاج واستهدفت شقيق الأخير عبدالرحمان بالحاج.
وتشير هذه الاشتباكات المتكررة إلى هشاشة الوضع الأمني في غرب ليبيا وأيضا إلى عجز رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة عن ضبطها. في وقت يواجه ضغوطا دولية لدفعه إلى التخلي عن السلطة وفسح المجال لتشكيل حكومة وطنية تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية مؤجلة منذ ديسمبر/كانون الاول 2021.
-
معركة تحرير طرابلس من الإرهابيين تكشف التحالف المزيف بين الميليشيات
-
استمرار الجماعات المسلحة في طرابلس يعيق إجراء الانتخابات
وكان الدبيبة قد كشف في مقابلة على “بودكاست” في يناير/كانون الاول الماضي عن موقفه من وضع الميليشيات المنتشرة في المنطقة الغربية. وأكد أنه يدعم بقاءها ويرى فيها عاملا مهما لضمان الأمن والاستقرار في البلاد، قائلا إنهم “أبناء وفلذات أكباد الليبيين الذين دافعوا عن أعراضهم ومقدساتهم في الشوارع من الغازي ومن الذين يريدون تخريب ليبيا.”
وتسبب الوضع الأمني المتدهور في الزاوية، منتصف 2023. في موجة كبيرة من الاحتجاجات بالمدينة تطورت إلى عصيان مدني وإحراق مقار حكومية.
وآنذاك، تدخلت حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي. وجرى الإعلان عن تشكيل قوة أمنية وعسكرية بسطت الأمن في المدينة، قبل أن تعود الاشتباكات المسلحة.
ومنذ سنوات، يعاني البلد الغني بالنفط من اضطرابات أمنية ونزاعات سياسية، وتحو خلافات بين الفرقاء دون إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية طال انتظارها.