المغرب العربي

ليبيا على صفيح ساخن.. مواجهات بين «الفار» و«تشارلي» تهز العاصمة


اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة الزاوية، غربي ليبيا، التي باتت مرتعًا للمليشيات الإجرامية.

ولا يكاد يمر أسبوع دون أن تحصد اشتباكات الزاوية عددًا من الأرواح وتدمّر بنى تحتية ومنازل وممتلكات المواطنين، ناشرة الفوضى والرعب في نفوس السكان.

اشتباكات الفجر

وكشف مصدر أمني ليبي عن اندلاع اشتباكات عنيفة منذ فجر اليوم غرب الزاوية بين مجموعات مسلّحة تتبع حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، وسط حالة من الهلع بين المدنيين واستنفار أمني غير مسبوق.

جانب من الاشتباكات

وأوضح المصدر أن الاشتباكات اندلعت في المنطقة الساحلية الممتدة من “سيمافرو أولاد صقر” حتى “سيمافرو الحرشة”، بعد محاولة اغتيال آمر قوة احتياط الزاوية محمد الفيتوري الملقب “تشارلي”، والتي نفّذها مسلحون تابعون للمدعو محمد بحرون الملقب بـ”الفار” آمر قوة الإسناد الأولى، والمطلوب للنائب العام.

وأشار المصدر إلى أن تشارلي أصيب بجروح خطيرة رفقة أحد رفاقه، ونُقلا إلى المصحة لتلقي العلاج، فيما يرقد الأول حاليًا في غرفة العناية المركزة.

وتداولت صفحات محلية لقطات مصوّرة تُظهر لحظة استهداف سيارة “تشارلي”، ما أجّج غضب أنصاره ودفعهم إلى التحشيد منذ ساعات الصباح الأولى.

توترات أمنية خطيرة

ودعا ناشطون وسكان محليون عبر صفحات التواصل إلى الابتعاد فورًا عن الطريق الساحلي من سيمافرو الحرشة إلى سيمافرو أولاد صقر، بسبب إطلاق النار العشوائي الذي ما يزال مستمرا على فترات متقطعة.

جانب من الاشتباكات

وأكد شهود عيان أن الوضع خطير جدًا، والرصاص يُسمع من وقت لآخر، فيما أُغلق طريق سيمافرو أولاد صقر من جهة البحر بشكل إجباري منعًا لتفاقم الإصابات.

وأعلنت عدد من مدارس الزاوية تعليق الدراسة اليوم إلى إشعار آخر، في ظل المخاوف من تجدّد الاشتباكات قرب الأحياء السكنية.

فراغ أمني

تأتي هذه التطورات، وفقا للمصدر الأمني الليبي، بعد انسحاب قوات فضّ النزاع مؤخرًا من طريق المصفاة دون صدور أي توضيح رسمي من الجهات الأمنية، ما أثار تساؤلات حول أسباب الخطوة وانعكاساتها على أمن المواطنين، مؤكدا أن الانسحاب دون بديل فعّال جعل الوضع الأمني أكثر هشاشة، وفتح الباب أمام احتمالات خطيرة قد تهدّد المدنيين وممتلكاتهم.

جانب من الاشتباكات

فوضى المليشيات

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في دوامة من الفوضى، وتشير تقديرات غير رسمية إلى وجود أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة.

وباتت الزاوية واحدة من أبرز بؤر هذه الظاهرة التي تقوّض أي مساعٍ لبناء دولة مستقرة، فيما تظل مصفاة النفط في المدينة هدفًا حساسًا يتهدده خطر المليشيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى