سياسة

ليبيا وعرقلة انتخابات: المليشيات تعترض على ترشح القذافي الابن


اعترضت المليشيات المسلحة ، على ترشح القذافي الابن، غربي ليبيا ولجأت ل”حرب ضروس” وغلق مقار مفوضية الانتخابات.

كما أغلقت عناصر من المليشيات المسلحة، اليوم الإثنين، مقر مفوضية الانتخابات في مدينة غريان شمال غربي ليبيا بقوة السلاح، بعد تعرض المقر لهجوم بطلقات نارية الليلة الماضية، إثر دعوة خالد المشري رئيس ما يعرف بـ”المجلس الأعلى للدولة”، لإغلاق المراكز حتى تبطل النتائج.

وفي حادث متزامن، هرول عدد من المليشيات المسلحة في مدينة زليتن الليبية، لإغلاق فرع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات رفضا لترشح سيف الإسلام القذافي وما أثير بشأن نية القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الترشح لرئاسة ليبيا، غدًا الثلاثاء.

وقال مصدر من بلدية الزاوية، إن المليشيات المسلحة أغلقت مكتب الإدارة الانتخابية في الزاوية بالدائرة 13، ويضم 6 دوائر وهي الزاوية المركز والزاوية الجنوب والزاوية الغرب وصرمان وصبراتة وزوارة.

الأمر نفسه، أعلنه ما يعرف بـ”قادة ثوار الزاوية”، والذين أكدوا في بيان مصور أنهم لن يسمحوا بفتح المراكز الانتخابية داخل المدينة، محذرين الليبيين والمجتمع الدولي من إجراء هذه الانتخابات التي زعموا أنها ستعود بليبيا إلى الدائرة الأولى، وسينتج عنها “حرب ضروس لا يعلم نتائجها”.

غضب مليشياوي

تلك الخطوات وذلك الغضب المليشياوي، حذر محللون ليبيون من تأثيره على العملية الانتخابية المقبلة والتي ستسعى المليشيات المسلحة لإفشالها، مؤكدين أن مفوضية الانتخابات ستكون هدفًا لسهام وأعمال العنف من قبلها.

وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي الليبي معتز بلعيد، إن ما حدث سيناريو متوقع من كيانات وأشخاص يعتمدون في استمرارهم بحكم ليبيا، على الفوضى وانعدام الدولة، مستخدمين كل الحجج الممكنة لإفشال الانتخابات.

وأكد المحلل السياسي الليبي، أنه خلال الأشهر الماضية حاولت تلك المليشيات ومن يقف خلفهم عرقلة الانتخابات عبر طرق سياسية مشروعة، إلا أنهم عندما فشلوا، هرولوا ولوحوا باستخدام القوة، وبدأوا يبحثون عن طرق ملتوية لتعطيلها بأي شكل.

حيل “خسيسة”

وأشار إلى أن إغلاق مقار المفوضية، لن يكون رد الفعل الوحيد ولن يكون الأخير؛ فلا يزال في جعبتهم الكثير من الحيل التي وصفها بـ”الخسيسة” للبقاء، مهما كلف الأمر.

وأكد أن المليشيات المسلحة باتت تتحد خلف ذلك الهدف إلى حد كبير، مشيرًا إلى أنهم لن يحيدوا عن تلك الوجهة، إلا إذا تضارب مصالحهم، وهو أمر مستبعد، وخاصة مع اقتراب الانتخابات.

وحول خطورة ذلك السيناريو وتأثيره على الانتخابات، قال بلعيد، إنه حتى اللحظة لن يكون له التأثير الكبير، إلا أن هذه المليشيات تعتقد خطأ أنه مع تكرار تلك الاعتداءات، وتصعيد المشهد الداخلي، فإن بعض القوى الدولية المؤثرة في ليبيا ستلجأ لتأجيل الانتخابات أو تعديل قوانينها، في محاولة لتهدئة يسعى إليها المعرقلون.

تهديد مباشر

من جابنه، قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي إن هذه التصرفات جاءت بعد التهديد المباشر الذي وجهه المفتي المعزول الصادق الغرياني، بالإضافة إلى دعوات خالد المشري رئيس ما يعرف بـ”مجلس الدولة”، الذي حذر من إجراء الانتخابات ملوحًا بمقاطعتها.

وحول الأهداف من تلك التحركات التي بدت متناسقة، قال المحلل الليبي، إنها تهدف لتأجيل الانتخابات حتى شهر مارس/آذار المقبل للسماح لبعض الشخصيات التي تمثل تنظيم الإخوان والتي ما زالت على رأس مناصبها من الترشح.

ويحظر قانون الانتخابات ترشح المسؤولين خلال المرحلة الانتقالية ويلزم راغبي الترشح بالابتعاد عن مناصبهم قبل موعد الاقتراع بثلاثة أشهر على الأقل.

وحذر من أن مفوضية الانتخابات ستكون مستهدفة في الفترة المقبلة؛ كونها الجهة التنفيذية المسؤولة عن تنفيذ الانتخابات، مرجحًا أن تكون هناك أعمال عنف وتصعيد أكبر خلال الفترة المقبلة.

بلطجة مليشياوية

بدوره، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش إن هذا السلوك ليس جديدًا ولا غريبًا على هذه المليشيات؛ فهي معروفة منذ سنوات بممارسة كل أنواع “البلطجة” من أجل فرض إرادتها على كل مؤسسات الدولة.

واستنكر المحلل الليبي، ما وصفه بـ”صمت” حكومة تصريف الأعمال ورئيسها عبد الحميد الدبيبة الذي كان يؤكد للمجتمع الدولي أن تلك المليشيات تحت السيطرة وأنه استطاع إدماجها تحت أجهزة حكومته.

وطالب المرعاش، المجتمع الدولي بأن يطبق العقوبات المنصوص عليها على المعرقلين للانتخابات والتي أكد عليها مؤتمر باريس الأخير، والذي اختتم أعماله الجمعة الماضية.

وحول الخطوة التصعيدية المقبلة، قال المحلل الليبي إن هناك تهديدات على مستوى التحكم في مراكز الاقتراع ومنع وضع صناديق الاقتراع فيها بالتنسيق مع بعض عمداء البلديات التابعين لنفوذ أمراء الحرب والمليشيات، إذا ما ترشح خليفة حفتر أو سيف الإسلام القذافي.

ضغوط وإرهاب

وأكد أن هناك ضغوطًا وإرهابًا وتهديدات ستمارسها المليشيات المسلحة بحق الناخبين الذين سيصوتون لصالح هذين المرشحين في نطاق سيطرة المليشيات، مشيرًا إلى أن هذه التهديدات بالعنف ستؤدي لعزوف الناخبين عن المشاركة في التصويت خوفا من بطش عناصر المليشيات.

المحلل السياسي الليبي محمد يسري، قال إنه بعد ترشح سيف الإسلام القذافي بات من المتوقع أن ينتهج الإخوان سياسات جديدة ومنها اللجوء للعنف.

وأكد المحلل الليبي، أن ترشح سيف الإسلام أفقد تنظيم الإخوان، توازنه بالفعل وكان مفاجأة لهم، رغم توقعها، لكنهم لم يستطيعوا منعه أو الحيلولة دون ذلك.

وتوقع يسري، أن تشهد المرحلة القادمة تصرفات أكثر حدة من قبل تنظيم الإخوان، مطالبًا الجهات الأمنية بالمنطقة الغربية والحكومة الوقوف أمام مثل هذه التصرفات.

كما طالب الجهات الدولية الموقعة على بيان مؤتمر باريس، بمعاقبة المعرقلين، مشيرًا إلى أن خطوة كهذه متوقعة، إذا لم يعدل تنظيم الإخوان عن مثل هذه التصرفات.

وقفة جادة

المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، أكد أن غلق مقار بعض مكاتب المفوضية وخلق الفوضى على يد بعض المليشيات، يعد أمرًا يدعو للقلق، يتطلب وقفة جادة تجاه الوجود المليشياوي في غرب ليبيا ومدى تأثير تلك المليشيات على سير العملية الانتخابية فيما بعد.

وفيما طالب المجتمع الدولي بمراقبة الانتخابات التشريعية والرئاسية وتحركات المليشيات تجاه مراكز الانتخابات، أكد أن دخول سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر غمار الانتخابات يعد أمرًا طبيعيًا وصحيًا، وفي إطار إرساء مفاهيم الديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة وعدم الإقصاء والتهميش، وخطوة أولى نحو إجراء مصالحة وطنية شاملة.

وأشار إلى أن تصرف المليشيات بهذا الشكل خير دليل على خطر وجودها، مؤكدًا أن الظروف أصبحت ملحة لإيجاد آلية حل وجمع سلاح هذه المليشيات ومراقبتها، ومعاقبتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى