سياسة

مأساة غزة.. نازحو المخيمات بين نيران القصف واليأس


يداهمهم القصف وهم نيام، فأما القتلى فيدفنهم الركام وأما الناجون فيجدون أنفسهم أمام ذات المحنة: النزوح أو انتظار الموت في كل ثانية.

يوميات حزينة تطارد سكان غزة منذ اندلاع الحرب قبل 23 شهرا بين حركة حماس وإسرائيل، وتجدد أوجاعا وجروحا لم تندمل.

واليوم الخميس، دفع القصف الإسرائيلي المزيد من الفلسطينيين في مدينة غزة إلى النزوح، بينما تحدى آلاف السكان الأوامر الإسرائيلية بالمغادرة وبقوا بين الأنقاض في مواجهة أحدث تقدم إسرائيلي.

يأتي ذلك فيما أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 44 فلسطينيا على الأقل منذ فجر اليوم بينهم 25 سقطوا في مدينة غزة وحدها في قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على القطاع الذي دمرته حرب مستمرة منذ نحو عامين.

وكثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة ضرباتها في محيط مدينة غزة التي تستعدّ لشنّ هجوم بهدف السيطرة عليها.

وتمضي إسرائيل في خطة السيطرة على أكبر مدن القطاع، رغم تزايد الضغوط الدولية والداخلية التي تدعوها لإنهاء الحرب في غزة حيث أعلنت الأمم المتحدة المجاعة الشهر الماضي.

والأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي مدينة غزة “منطقة قتال خطيرة” وأكد أنه لا بد من إخلائها.

واعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إخلاء المدينة “مستحيلا”، مؤكدة أن الخطط لذلك “غير قابلة للتنفيذ”.

«الخيمة ومن فيها»

خلّف قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لخيمة للنازحين في محيط دوار أبو مازن غرب مدينة غزة، مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وجميعهم من عائلة البسوس.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي لـ«فرانس برس»، إنه ينظر في تقارير تتضمن توقيت هذه الهجمات وإحداثياتها.

وقالت هيام البسوس: “أطفال، أطفال، ماذا فعلوا هؤلاء الأبرياء؟ ماذا فعلوا لدولة إسرائيل؟ هل حملوا سكينا أو سلاحا؟”.

وأظهرت لقطات وكالة «فرانس برس»، خيما لنازحين وقد تناثرت محتوياتها على الأرض وبدا بعضها محترقا وملطخا بالدماء وسط ذهول عدد من الأطفال.

وضاقت أرضية غرفة المشرحة في مستشفى الشفاء بالجثامين، فيما أدى رجال في الخارج الصلاة على عدد منها.

وفي وسط القطاع، قُتل 7 أشخاص؛ بينهم 3 أطفال، في غارة جوية شنتها المقاتلات الإسرائيلية على خيمة لعائلة أبو العيش غرب مخيم النصيرات، وفق الدفاع المدني.

وقال المسن يوسف سليمان الذي فقد ابن شقيقته وزوجته وطفليهما في الغارة إن الضربة وقعت الساعة الرابعة فجرا.

وأضاف: “قصفوا الأرض التي نسكن فيها، قتل ابن اختي وزوجته ووولداهما، ذهبت الخيمة ومن فيها”.

«صعب جدا»

وبحسب سليمان الذي كان يتفقد موقع الضربة “الوضع كان صعب جدا”.

وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، أي في المنطقة التي قالت المنظمة الدولية في نهاية أغسطس/آب الماضي إنّها تشهد مجاعة.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 64231 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس.

ولا يمكن لـ«فرانس برس» التثبت بصورة مستقلة من معلومات الجيش الإسرائيلي أو الدفاع المدني الفلسطيني في ظل القيود على عمل الصحفيين في غزة وصعوبة بلوغ المواقع المستهدفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى