سياسة

ماذا تعرف عن الجمعية الأوروبية لدعم وبناء المساجد؟


خلال الأعوام الأخيرة نمت في الدول الغربية شكوك حول الهدف من تمويل دول خارجية لبناء وصيانة مراكز إسلامية ضمن أراضيها، خصوصاً أنّ أغلب دول الغرب علمانية والكنائس فيها منفصلة عن الدولة وتمويلها ذاتي.

من المراكز الإسلامية الجمعية الأوروبية لدعم وبناء المساجد، وهي شركة لإدارة العقارات، تأسست في ألمانيا عام 1985، ويقع مقرها الرئيس في مدينة كولونيا، وهي تابعة للجماعة الإسلامية (مللي غوروس) التركية، وفي الوقت نفسه مرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، من خلال ممثلها العام إبراهيم الزيات؛ أحد أهم وأبرز قادة الإخوان في ألمانيا وأوروبا.

تتحدد المهمة الأساسية للجمعية في توفير الموارد المالية اللازمة لـ “مساعدة المجتمعات الإسلامية في أوروبا على تأهيل/ تطوير مباني المساجد والمؤسسات التعليمية الإسلامية حتى تتمكن من القيام بأنشطتها الدينية والثقافية والاجتماعية والقانونية في ظروف مناسبة، ومن أداء رسالتها الأساسية، وهي نشر الإسلام بشكل أكبر في أوروبا”، غير أنّ عمل الجمعية لا يقتصر على التمويل فقط، بل يشمل أيضاً اختيار المباني وعمليات الفحص والتخطيط والتصميم الداخلي والبناء، مع الحرص على إبراز معالم الفن والثقافة الإسلامية خاصة في عمارة المساجد، لربط مسلمي أوروبا بهويتهم الدينية والثقافية.

 وبحسب بيانها التعريفي عبر موقعها على الإنترنت، تمكنت الجمعية خلال الـ (30) عاماً الماضية من الاستحواذ على أكثر من (300) مبنى في ألمانيا ودول أوروبية أخرى لاستخدامها مساجد أو مراكز ثقافية وتعليمية، نقلاً عن المركز العربي لدراسات التطرّف.

يتكون فريق العمل في المقر الرئيس للجمعية من (20) شخصاً متخصصين في مجالات الهندسة المعمارية والعقارات وإدارة الأعمال، فضلاً عن الهندسة المدنية وإدارة المشاريع والعلاقات العامة. ويدير هؤلاء شبكة واسعة من المقاولين والعمال الذين يعملون على العشرات من مشاريع البناء والتجديد لمباني المساجد والمراكز الثقافية والتعليمية في ألمانيا ودول أوروبية أخرى.

تعتمد الجمعية في تمويل أنشطتها على مساهمات أعضائها، بالإضافة إلى حملات التبرع الدولية التي تطلقها بصورة منتظمة، وأبرزها حملة “إنفاق” السنوية، كما تساهم منح المؤسسات الاقتصادية والمالية للإخوان في أوروبا في تغطية جزء كبير من أعمالها، وتتعاون أيضاً مع المنظمات الشريكة المحلية كذلك.

في الحالة التركية، وبحسب تقارير صحفية، لا يكتفي حزب العدالة والتنمية عبر المساعدة في بناء مساجد وإرسال دعاة إلى أوروبا بالترويج لسياسة حزب العدالة والتنمية بين المغتربين الأتراك في أوروبا، بل يلعب دوراً رئيسياً في تمثيل فكر ومواقف الإسلام السياسي، من خلال علاقاته وتعاونه وتنسيقه مع الأحزاب والتيارات السياسية ذات المرجعية الإسلامية في كامل الشرق الأوسط، ويخوض صراعات مع قوى الاعتدال الإقليمية، ساحتها الدول الأوروبية.

وعموماً ارتفعت إلى حد كبير عمليات بناء المساجد والمراكز الدينية الإسلامية في أوروبا في سياق التنافسات الإقليمية حتى بلغت أعدادها في إسبانيا حوالي (1000) مسجد ومركز ديني، وفي فرنسا (2450)، وفي بريطانيا (1700) مسجد تقريباً، ورغم أنّ أغلب هذه المساجد عبارة عن مراكز إسلامية ومصليات غير كبيرة، ولكنّ عددها يبدو في كثير من الأحيان أكبر من الحاجة الحقيقية للمسلمين في الدول الأوروبية، ولا تستخدم هذه المراكز لنشر الفكر الإسلامي بقدر استخدامها كأداة سياسية في الصراعات بين مموليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى