الشرق الأوسط

ماذا حدث بعد 5 أشهر من عودة الأسد إلى الحضن العربي؟


بعد مرور ما يقرب من (5) أشهر منذ أن مدت الدول العربية “غصن الزيتون” لبشار الأسد، نشرت شبكة (سي إن إن) الأمريكية تقريراً يسلط الضوء على الأوضاع في سوريا. لفتت فيه إلى وجود دلائل تشير إلى أنّ بعض مهندسي المبادرة (باتجاه الأسد) الرئيسيين يشككون بشكل متزايد بشأن التزامه بالاتفاق.

التقرير الذي نقله مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفت إلى أنّ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال هذا الأسبوع: إنّ تهريب مادة الكبتاغون المسببة للإدمان من سوريا إلى الأردن ازداد بعد محادثات التطبيع التي أدت إلى عودة الأسد إلى الجامعة العربية في أيار (مايو) الماضي.

 وكان الأردن أحد أكبر المؤيدين لإعادة تأهيل الأسد. كون الأردن أحد الضحايا الرئيسيين لتجارة المخدرات في سوريا. لكنّه يشعر الآن أنّ النظام إمّا غير راغب. وإمّا غير قادر على قمع هذه التجارة.

ونقل موقع (المونيتور) عن الملك عبد الله قوله الأسبوع الماضي: “يقاتل الأردن على الحدود للتأكد من عدم دخول المخدرات إلى البلاد. بشار (الأسد) لا يريد صراعاً مع الأردن… لا أعرف إذا كان يسيطر على الأمور بشكل كامل. كان أحد المطالب الرئيسية للدول العربية من سوريا مقابل إعادة تأهيلها أن يساعد الأسد في قمع تجارة الكبتاغون.

وبحسب المرصد، يُعتقد أنّ الغالبية العظمى من الإمدادات العالمية في صناعة الكبتاغون البالغة قيمتها (57) مليار دولار تأتي من سوريا. حيث تكون الدول المجاورة ومنطقة الخليج وجهتها الرئيسية. لقد حولت هذه التجارة سوريا إلى دولة مخدرات سمحت لنظام الأسد بتجديد خزائنه بعد أعوام من الحرب والعقوبات، ومنحته نفوذاً هائلاً على جيرانه. وكان ذلك مسؤولاً جزئياً عن جلبهم إلى طاولة المفاوضات مع الأسد. وفي علامة أخرى محتملة على الاستياء العربي من الأسد.

صحيفة (الشرق الأوسط) ذكرت، من جهتها، هذا الشهر أنّ اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالإشراف على التطبيع العربي السوري جمدت اجتماعاتها مع دمشق بسبب عدم استجابتها لخارطة الطريق المرسومة لتطبيع العلاقات العربية السورية. في حين نفى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي هذه التقارير، بحسب ما رصده مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال زكي لشبكة CNN يوم الجمعة: “إنّها غير صحيحة”. وقال إميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) في لندن: إنّه ليس من المستغرب أن تصل جهود إعادة إدماج سوريا إلى طريق مسدودة.

وقال حكيم لشبكة CNN: “لم يتم إنجاز أيّ شيء جوهري. بينما حقق الأسد نصراً رمزياً”. مضيفاً أنّه من الصعب أن نرى كيف “يمكن التراجع عن قرار أيار (مايو). وكيف يمكن استخدام العصا لإجبار سوريا على الامتثال”.

وفي مقابلة مع (سكاي نيوز عربية) الشهر الماضي. بدا الرئيس السوري واثقاً، وأشار إلى أنّه ليس في عجلة من أمره للتصالح مع الجيران حتى يتغيروا. وألقى باللوم في عدم إحراز تقدم في التطبيع مع الدول العربية على عدم كفاءة السياسة العربية. وقال إنّ العرب يجيدون “النظريات”، وليس “التطبيق”.

وقال الأسد: إنّ تهريب المخدرات يتفاقم مع الحرب. وبالتالي فإنّ مسؤولية مشكلة الكبتاغون في سوريا تقع على عاتق “الدول التي ساهمت في الفوضى في سوريا. وليس الدولة السورية”. وأضاف أنّ سوريا، وليس جيرانها العرب. هي التي اقترحت حل أزمة المخدرات، لأنّ ذلك “يحقق منفعة متبادلة”. (إتش إيه هيللير)، الباحث في مركز كارنيغي للسلام الدولي. يقول: “المشكلة هي أنّه لا توجد في الواقع آلية للمساءلة فيما يتعلق بمبادرة التطبيع”.

دولة الإمارات العربية المتحدة ذكرت هذا الشهر أنّها أحبطت محاولة لتهريب (13) طناً من الكبتاغون -تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار- مخبأة في شحنة من الأبواب وألواح البناء المزخرفة. وتقوم القوات المسلحة الأردنية بشكل روتيني بإسقاط طائرات بدون طيار تحلق من سوريا وتحمل الأمفيتامينات.

ويقول الخبراء: إنّ طرفي اتفاق التطبيع العربي السوري يفشلان في تلبية توقعات بعضهما البعض. ربما لم يجد الأسد حافزاً قوياً بما يكفي للتخلي عن تجارة المخدرات المربحة. وما يريده قد يكون من الصعب تحقيقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى