سياسة

ماذا يحدث في بوركينا فاسو؟


قصف عنيف بساحة مقر التلفزيون الرسمي ببوركينا فاسو، وسط تحليق مروحيات فوق المنطقة، واللافت في كل ذلك أن الرئيس لم يظهر بعدها قط.

إحداثيات ترفع منسوب الارتباك في بلد يبدو عاجزا عن الخروج من بوتقة الاضطرابات التي تكبله منذ الإطاحة بالرئيس السابق بليز كومباوري في انتفاضة اندلعت عام 2015.

رسميا لا توجد رواية مقنعة لما حدث، باستثناء بيانات عسكرية متعاقبة لم تفلح في إشباع فضول الداخل والخارج، لكن على الأرض، تقدم الحيثيات كشف حالة مثيرا للقلق.

وبحسب تقارير إعلامية نقلا عن شهود عيان، فقد أسفر قصف استهدف، أمس الأول الأربعاء، ساحة التلفزيون الرسمي بالعاصمة واغادوغو عن وقوع إصابات وأضرار مادية.

وحدث القصف بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء، فيما حلقت المروحيات فوق المنطقة معظم فترات مساء اليوم نفسه.

في غضون ذلك، لا يزال البوركينيون يتساءلون عما حدث بالفعل، وعن مكان الكابتن إبراهيم تراوري، الرئيس المؤقت الذي تحول لتوه لرئيس لبوركينا فاسو والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ومددت فترته لمدة 5 سنوات اعتبارا من الثاني من يونيو/ حزيران الجاري.

في الأثناء، أصدر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، الجنرال سيليستين سيمبوري، أمس الخميس، بيانا في شكل إنذار طلب فيه من جميع الجنود العودة إلى فرقهم للاستعداد لمواجهة أي هجوم.

وفي تنبيهه، أصدر المسؤول العسكري تعليماته لقادة الوحدات بدمج الجنود في نظام المتطوعين للدفاع عن الوطن والحفاظ على “قوة التدخل السريع” للدفاع عن أنفسهم والرد بالمثل في حالة حدوث هجوم.

وبعد هذه المذكرة، عاد جميع الجنود إلى ثكناتهم.

إبراهيم تراوري

ماذا يحدث؟

بحسب وسائل إعلام فرنسية نقلت عن مصدر أمني، فإن هذا الاستنفار مرتبط بـ”الوضع الداخلي” لأن “الأمر لا يسير على ما يرام”، في إشارة إلى إطلاق النار الذي سمع بعد ظهر الأربعاء في ساحة التلفزيون الرسمي، والذي تم تصويره على أنه “حادث” رغم وقوع إصابات وتضرر العديد من المركبات بشدة.

كما أن الرئيس تراوري لم يظهر أو يدل بأي تصريح منذ الأربعاء.

وفي بيان صحفي منفصل صدر الخميس، استنكرت هيئة الأركان العامة ”نصا كاذبا” قالت إنه تم توزيعه على شبكات التواصل الاجتماعي، وحذرت من أنه “نسخة بشعة طبق الأصل من صفحة فيسبوك الخاصة بهيئة الأركان العامة للجيوش بهدف التلاعب بالرأي العام من خلال معلومات كاذبة”.

وفي الوقت نفسه، كان الجيش ينقل تعزيزات إلى منطقة دوري بالساحل شمال شرقي البلاد، فيما قال مصدر أمني: “هناك كارثة، لقد سقطت القاعدة بالكامل”، دون تفاصيل أكثر.

سياق

قد يبدو من المبكر الحديث عن أية محاولة انقلاب، لكن المؤكد هو أن الأوضاع في بوركينا فاسو ليست على ما يرام، وأن التطورات الأخيرة فاقمت الغضب في ركن ما.

ففي اليوم الذي سمع فيه دوي القصف، أصبح فيه تراوري رئيسا لبوركينا فاسو وجرى تمديد ولايته لـ5 سنوات، كما حصل على أهلية الترشح للانتخابات القادمة.

وكان ذلك أبرز ما اتفق عليه المؤتمرون ممن شاركوا في حوار وطني جرى تنظيمه في واغادوغو، في 25 مايو/أيار الماضي.

ورغم أن الحوار الذي استمر يوما واحدا وقاطعته أغلبية الأحزاب السياسية، إلا أن نتائجه بدت منتظرة إلى حد كبير، وقد تكون مخاوف كثيرين هي ما قادت لما حدث بالساعات اللاحقة باليوم نفسه.

فهل كان ما حدث هو إعلان غضب ورفض لتلك القرارات تَجسد في محاولة انقلاب سرعان ما تمت السيطرة عليها؟ وفي حال كانت كذلك، هل انتهت فعلا أم أنها لا تزال جارية؟

وإن كان كل ذلك مجرد فرضيات، فأين الرئيس؟ ولماذا لم يدل بأية تصريحات في وقت تسود الشارع البوركيني حالة من الغليان؟

أسئلة عديدة قد تجد أجوبتها بالأيام أو الساعات القليلة المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى