أوروبا

ماكرون يخسر حليفًا سياسيًّا بارزًا.. التفاصيل


في تحول سياسي كبير أعلن دانيال كوهين بنديت، عضو البرلمان الأوروبي السابق، رسميا إنهاء تحالفه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد أن كان من أبرز حلفائه منذ عام 2017.

وقالت صحيفة لوموند الفرنسية إن كوهين بنديت، وهو شخصية مؤثرة يمتد تاريخها إلى أحداث أيار/ مايو 1968 (فترة من الاضطرابات المدنية في جميع أنحاء فرنسا) يعزو هذا القرار إلى “خيبة أمل فكرية” عميقة.

وأشارت إلى أن بنديت يتأمل الآن حماسته القديمة لإستراتيجية ماكرون التي تهدف إلى تجاوز الانقسامات السياسية التقليدية، ويعبر كيف أفسحت هذه الرؤية نفسها الطريق الآن لما يعتبره عودة إلى “العالم القديم”.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، يكمن جوهر استياء كوهين بنديت في كون النهج السياسي لماكرون تحول بعيدا عن فلسفة “اللحظة المؤقتة” الشاملة التي كانت تروق له ذات يوم.

وزعم السياسي الفرنسي أن ما بدا في البداية وكأنه نموذج واعد للتغلب على الانقسام بين اليسار واليمين، تحول إلى موقف أكثر صرامة ومحافظة في نظره، كما إن النهج السياسي لماكرون تخلى عن التوازن الدقيق الذي ميز رئاسته المبكرة.

بنديت مستاء لتخلي ماكرون عن التوازن الدقيق الذي ميز رئاسته المبكرة
لوموند

ويوضح كوهين بنديت أن قراره لم يصدر عن انزعاج شخصي، بل عن اختلال أيديولوجي أساس، مشيرا إلى أن محاولات إيصال مخاوفه إلى ماكرون قوبلت بالصمت؛ ما كشف عن مسافة متباعدة بين الحليفين السابقين.

ومن نقاط الخلاف الرئيسة بين الرجلين تعامل ماكرون مع الهجرة، تحت تأثير وزير الداخلية جيرالد دارمانين .

ويعرب كوهين بنديت عن مخاوفه بشأن ما يعتبره نهجًا يميل إلى اليمين ويفشل في معالجة تعقيدات الهجرة بشكل كافٍ، داعيا إلى الاعتراف بضرورة هجرة اليد العاملة ورفض فرض حصص تعسفية على اللاجئين.

وتغوص صحيفة لوموند في سلسلة الأحداث التي أدت إلى توتر العلاقة بين كوهين بنديت وماكرون، بدءًا من الخلافات حول إصلاحات معاشات التقاعد في عام 2019. ويكشف كوهين بنديت أنه رغم دعمه في البداية لفكرة إصلاح التقاعد، فإن بعض الجوانب كانت نقاط خلاف، مثل:: إدخال “محور العمر” الذي يؤخر التقاعد.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى احتجاجات “السترات الصفراء” وموقف ماكرون من روسيا بعد غزو أوكرانيا، كأسباب أخرى لخيبة أمل كوهين بنديت المتزايدة.

وعلى خلفية خيبات الأمل المتراكمة هذه، دعا كوهين بنديت إلى تشكيل جبهة يسارية موحدة، وحث علماء البيئة على التغلب على ارتباطهم بحزب الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد (Nupes)  والتوافق مع حزب غاوش وحزب الراديكاليين.

كما يسلط النائب الأوروبي السابق الضوء على ما يعتبره افتقارًا إلى الفهم الاجتماعي من جانب ماكرون، مستشهدًا بمحادثة عشاء حول تقنين الحشيش كمثال على ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى