ماكرون يرجئ زيارته لألمانيا جراء الاحتجاجات
وسط إجراءات أمنية مكثفة، جرى تشييع جثمان الشاب نائل، السبت، في ضاحية نانتير الباريسية بعدما ألهب مقتله برصاص شرطي فرنسي، الأحياء الشعبية وتسبب باندلاع أعمال شغب ونهب ومواجهات في أرجاء فرنسا.
واصطف عدة مئات لدخول مسجد نانتير الكبير، الذي كان يحرسه متطوعون يرتدون سترات صفراء. بينما تابع المشهد بضع عشرات من المارة من الجانب الآخر من الشارع، بحسب رويترز.
وانتظم المشيعون في الشارع لأداء صلاة الجنازة. وأكد محامو العائلة أن السبت سيكون “يوم صلاة” لعائلة نائل، طالبين من وسائل الإعلام عدم حضور المراسم “احتراما لخصوصية العائلات الثكلى”.
يأتي ذلك بينما تتواصل أعمال الشغب في أنحاء فرنسا والتي تمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال رئاسته للبلاد ما دفعه لإرجاء زيارة دولة إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ غدا الأحد.
وهذه هي المرة الثانية خلال العام الحالي التي تجبر فيها اضطرابات في فرنسا ماكرون على تأجيل لقاءات رفيعة المستوى. بعدما ألغى ملك بريطانيا تشارلز زيارة للبلاد بسبب احتجاجات على قانون بشأن المعاشات التقاعدية.
وأكد الإليزيه أن ماكرون يرغب بالبقاء في فرنسا خلال الأيام المقبلة. ولم يتم تحديد موعد جديد للزيارة.
بينما قال أحد مساعدي ماكرون لرويترز طالبا عدم نشر اسمه: “زيارة الدولة هي زيارة صداقة، وهي شرفية بحتة، سيكون هناك وقت أفضل للقيام بها”.
وأضاف “لم يكن الفرنسيون ليتفهموا الأمر لو أنه ذهب إلى ألمانيا، الوقت غير ملائم”.
يأتي هذا الإعلان بعدما ألقت الشرطة القبض على ما يزيد على 1300 شخص بأنحاء فرنسا أمس خلال أحداث شغب لليلة الرابعة على التوالي.
وقال متحدث باسم الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن ماكرون تحدث اليوم هاتفيا مع الرئيس وأطلعه على الوضع.
وكان من المقرر أن تشمل زيارة ماكرون لألمانيا محطات عديدة قبل أن يلقي خطابا حول العلاقات الثنائية.
وبحسب برنامج زيارة ألمانيا، كان من المقرر أن يصل ماكرون وزوجته مساء الأحد إلى مدينة شتوتغارت (جنوب غرب). والإثنين، كان من المقرر أن يقيم شتاينماير استقبالا رسميا في قلعة لودفيغسبورغ قبل أن يزور ماكرون برلين. على أن يختتم زيارته الثلاثاء في درسدن، الواقعة في ألمانيا الشرقية السابقة.
في باريس، أكد أحد المصادر أن المسؤولين الفرنسيين والألمان لديهم العديد من الفرص للقاء. وأن زيارة الدولة هي قبل كل شيء وسيلة للاحتفاء بالصداقة الفرنسية الألمانية، وأكثر من مجرد لقاء سياسي.
وفي إشارة إلى أهميتها الرمزية، كانت هذه الزيارة ستكون أول زيارة دولة لرئيس فرنسي إلى برلين منذ عام 2000. وكان من المفترض أن تساهم، مع كل مراسمها الاحتفالية، في توثيق روابط الثنائي الفرنسي الألماني بعد توترات عدة شهدتها في الأشهر الماضية.
وكان الإليزيه قد اشار هذا الأسبوع إلى أن “تجول” ماكرون في ألمانيا كان سيجعل من الممكن “الارتقاء” والاحتفاء بـ “قيم تاريخنا المشترك” و”رسم المستقبل معًا” ضمن “فصل جديد”.
وشابت توترات متعددة مؤخراً الصداقة بين الجارتين، من الطاقة النووية إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السيارات. مروراً بالعلاقات مع واشنطن وتبني مبدأ أوروبا دفاعية الذي أصبح أمراً ملحاً منذ حرب أوكرانيا.