ماهي دلالات زيارة السفير السعودي لميليشيا الحوثي في صنعاء؟
في زيارة رسمية إلى العاصمة صنعاء للقاء الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، أكد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، أن الهدف تثبيت الهدنة. وبحث إيجاد حل سياسي شامل ومستدام بعد سنوات من الحرب، التي أودت بحياة مئات الآلاف وتسببت في نزوح نحو 4,5 مليون مواطن يمني.
تثبيت الهدنة
وقال السفير محمد آل جابر، إن الزيارة التي قام بها إلى صنعاء للقاء مسؤولين حوثيين، كان الهدف منها “تثبيت الهدنة” وبحث سبل الدفع نحو “حل سياسي شامل ومستدام” بعد سنوات من النزاع. وأوضح آل جابر في تغريدة له: “أزور صنعاء وبحضور وفد من سلطنة عمان الشقيقة بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى. وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن”.
وتابع الدبلوماسي السعودي: “وقفت المملكة حكومة وشعبا منذ عقود مع الأشقاء في اليمن في أحلك الظروف والأزمات السياسية والاقتصادية. ولا تزال الجهود الأخوية مستمرة منذ عام 2011 لتحقيق تطلعات أبناء اليمن الشقيق بعودة الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي”.
وأظهرت صورة نشرتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين السفير السعودي وهو يصافح رئيس المجلس السياسي في صنعاء مهدي المشاط. وأخرى وهما يتوسطان الوفد السعودي ووفدا عمانيا يقود الوساطة بين الجانبين ومسؤولين حوثيين.
دور الوسيط في الحرب اليمنية
ويقول الباحث السياسي اليمني، محمد جميحن: إن زيارة السفير السعودي لصنعاء تعني أن الرياض تفضل في المرحلة المقبلة أن تلعب دور الوسيط في الحرب اليمنية واللقاء في صنعاء لم يكن الأول من نوعه، بل كانت هناك لقاءات في بداية الحرب بين الحوثيين والجانب السعودي في ظهران الجنو.
وأضاف جميح في تصريحات خاصة لـ “العرب مباشر” أن السعودية ظلت تفتح الباب للحوار وكان الحوثي هو من يرفض. ولكن بعد الاتفاق السعودي الإيراني يبدو أن طهران أوعزت للحوثيين بضرورة الموافقة على الحوار.
وهذه اللقاءات يفترض أن تسفر عن تمديد الهدنة وصرف المرتبات وتخفيف القيود على حركة الطيران والحصار على بعض المدن. ويفترض أن يتم إطلاق مشاورات للذهاب لتفاوض سياسي لتحديد ملامح المرحلة المقبلة.
إقرار صريح بدور الحوثيين داخل الساحة اليمنية
قال مختار غباشي نائب رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية العربية: إن زيارة المسؤولين السعوديين والعمانيين إلى صنعاء والالتقاء بالحوثيين داخل اليمن، بالتأكيد أن دلالات الزيارة تحمل في طياتها معاني مبطنة. وإقرارا صريحا بدور الحوثيين داخل الساحة اليمنية وأنه من الأهمية الحديث معهم في ما هو مرتبط لآليات الحلول السياسية المطروحة إذا كانت مرتبطة بالهدنة أو مرتبطة بإيقاف إطلاق النار أو مرتبطة بالآليات إنهاء هذا التطفل السياسي الذي نراه داخل الساحة اليمنية.
وأضاف غباشي أن المناقشات ستركز أيضا على ارتباط الحوثيين بالمرحلة القادمة، خصوصا إدارة الحالة السياسية داخل الساحة اليمنية من عدمه.
وأكد غباشي أن هذه الزيارة ربما تحمل في طياتها بوادر حل سياسي للأزمة اليمنية. والتي من الممكن أن تنتهي إذا خلصت النوايا لكل الأطراف وابتعد كل طرف فيهم عن الضغوط التي تمارس من قبل أطراف خارجية وأطراف دولية لها أهداف في هذا الصراع في الساحة اليمنية.