ما أسباب إصرار نتنياهو على استمرار حرب غزة؟
مع تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، «حطم» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الآمال في استئناف وقف إطلاق النار.
وانتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في بداية شهر مارس/آذار، فيما قالت شبكة «إيه بي سي» الأمريكية، إن ذلك الاتفاق بمراحله الثلاث والتزاماته الغامضة، هندسته إدارة جو بايدن للتعامل مع المخاوف الإسرائيلية بشأن إنهاء الحرب مع وجود حماس في السلطة.
-
حرب التصريحات بين نتنياهو وحماس تضع الهدنة على المحك
-
نتنياهو و«الدولة العميقة»: هل يحاول استنساخ تجربة ترامب؟
ولقد قبلت حماس الإطار في يوليو/تموز 2024، لكن الأمر استغرق ستة أشهر أخرى وإدارة جديدة في واشنطن لإقناع حكومة نتنياهو بقبوله – أو على الأرجح الضغط عليها.
وبمجرد حدوث ذلك، أوضح أعضاء في مجلس الوزراء مثل بتسلئيل سموتريتش، أن إسرائيل لا تنوي الالتزام بالاتفاق بأكمله، فقط لتخفيف الضغط عن إدارة ترامب القادمة وعائلات الرهائن الغاضبة في الداخل.
وأرجأت إسرائيل بعد ذلك المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق عدة مرات؛ لـ«أن ذلك كان سيشمل انسحابا إضافيا للقوات والالتزام بالهدوء المستدام».
-
تباين في المواقف.. القاهرة تتحدث عن تقدم ونتنياهو ينفي الاتفاق
-
مفاوضات هدنة غزة.. نتنياهو يصعّد وسط تصاعد الغضب
كما منعت إسرائيل دخول مواد الإغاثة، والمعدات الثقيلة، وأخرت تنفيذ شرط السماح للفلسطينيين في جنوب غزة بالعودة إلى منازلهم في الشمال، ثم عرضت تمديد المرحلة الحالية من الاتفاق مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن فقط، وهي الصفقة التي تجاهلت العناصر الحاسمة في اتفاق وقف إطلاق النار والتي لم تقبلها «حماس».
فلماذا اختار نتنياهو مواصلة الحرب؟
قالت الحكومة الإسرائيلية إنها قررت استئناف هجماتها لأن حماس رفضت إطلاق سراح الرهائن، لكن في المرحلة الثانية من الاتفاق، «التزمت حماس بشكل كامل بالاتفاق»، بحسب الشبكة الأمريكية، التي قالت إن هذا هو السبب في أن الرهائن المحررين وعائلاتهم يشعرون بالرعب الشديد – فقد كانوا على بعد أيام قليلة من رؤية إطلاق سراح الرهائن الـ 24 المتبقين من غزة، لو أن إسرائيل مضت قدماً في الصفقة.
-
مفاوضات هدنة غزة.. نتنياهو يتراجع قبيل لقائه ترامب
-
نتنياهو ينتقد رئيس “الشاباك” علنًا بسبب هجوم 7 أكتوبر
إلا أن إسرائيل أعادت شن غارات غير مسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، مما أعاد إلى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دمارا هائلا وأزمة إنسانية كارثية.
وأشار العديد من الإسرائيليين إلى أن الهجوم المتجدد على غزة تزامن مع موعد ظهور نتنياهو أمام المحكمة في محاكمته الطويلة بتهم الفساد، وقد تأخر ذلك لاحقًا بسبب استئناف الأعمال العدائية.
ويتحرك نتنياهو أيضا لإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، الذي كان يحقق في مزاعم تصرفات غير لائقة من جانب اثنين من موظفيه، فضلا عن إقالة النائب العام للبلاد.
-
ملفات ساخنة: نتنياهو يبحث مع ترامب توسيع السلام وأزمة غزة وإيران
-
نتنياهو ينفي التوصل لاتفاق نهائي مع حماس حول الهدنة
ويحاول نتنياهو -أيضا- إعادة وزير واحد إلى منصبه استقال احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار، وهو إيتمار بن غفير، على الرغم من أن النائب العام الإسرائيلي قال إن إعادة تعيينه قد تكون غير قانونية.
ولقد أطلق البعض في وسائل الإعلام الإسرائيلية بسخرية على العملية العسكرية الأخيرة التي شنتها إسرائيل اسم «عملية إيتمار»، في إشارة إلى الجهود المبذولة لإعادته إلى الائتلاف الحكومي، بسبب نفوذ هذا السياسي اليميني المتطرف على الحكومة الإسرائيلية الحالية.
-
عقبات أمام اتفاق غزة.. نتنياهو يشكك و«حماس» تتفاءل
-
حرب دبلوماسية جديدة.. كيف تسببت علاقة ماسك ونتنياهو في توتر بين ترامب وجنوب أفريقيا؟
وباستثناء إيتمار بن غفير وبنيامين نتنياهو، من الصعب أن رؤية من يستفيد من العودة إلى القتال، بحسب الشبكة الأمريكية.
وفيما يرفض جنود الاحتياط الإسرائيليون العودة إلى الخدمة. هناك شعور متزايد باليأس بين العديد من الإسرائيليين بشأن الوضع السياسي والعسكري.
واختتمت الشبكة الأمريكية تقريرها، قائلة: ربما لم يكن وقف إطلاق النار حلاً. لكن البديل المتمثل في القتال الذي لا نهاية له لا بد وأن يترك الجميع يتساءلون إلى أي مدى يمكن أن تسوء الأمور.