ما دلالات زيارة عقيلة صالح إلى تركيا بعد سنوات من القطيعة؟
أثارت زيارة رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح إلى تركيا .بعد سنوات من القطيعة والتصعيد الكلامي بين الطرفين تساؤلات حول أهداف تلك الزيارة .التي تأتي في سياق تتأزم فيه الأوضاع في ليبيا أكثر من أي وقت مضى.
والتقى عقيلة صالح الذي وعد الليبيين قبل أيام بتشكيل حكومة جديدة وموحدة قبل نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .بمقر الرئاسة التركية بالعاصمة أنقرة.
وقال عضو البرلمان الليبي عبد النبي عبد المولى، إن “سبب توجه رئيس البرلمان عقيلة صالح إلى تركيا هو لنقل وجهة نظر البرلمان حول القوانين الانتخابية. والطاولة الخماسية التي دعا إليها المبعوث الأممي”.
وأضاف عبد المولى في تصريحات نقلها عنه موقع “الساعة 24”. المحلي أن “صالح أكد خلال لقائه بالمسؤولين الأتراك أن الحوار الذي يدعو له المبعوث الأممي عبد الله باتيلي .يجب أن يكون بين مجلسي النواب والدولة الاستشاري فقط. وما غير ذلك سيُعرقل تشكيل حكومة جديدة للإشراف على الانتخابات”.
و تابع النائب البرلماني الليبي: “اتفقنا مع مجلس الدولة على القوانين الانتخابية. وتم الاتفاق على تشكيل حكومة مصغرة، لذلك يجب أن يكون الحوار بيننا فقط. ووجود حكومة الدبيبة سبب عدم الجزم بمشاركة مجلس النواب في حوار باتيلي“.
وتدعم تركيا حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة عبد الحميد الدبيبة. الذي يحاول البرلمان عزله وتعيين بديل له يسيطر على كافة أنحاء ليبيا لتهيئة الظروف لتنظيم انتخابات.
وقال رئيس المنظمة الليبية للتنمية السياسية. جمال الفلاح، إن “زيارة عقيلة صالح إلى تركيا لها دلالات كبيرة بالفعل. أولها أنه تم تطبيع العلاقات بين تركيا والشرق الليبي .وهناك شركات تركية أصبحت قادرة على دخول الشرق الليبي. وتنفيذ بعض المشاريع التي توقفت في السابق”.
وأضاف جمال الفلاح أن “هذه الزيارة هي أيضا محاولة لإقناع الرئيس التركي. بضرورة تشكيل حكومة جديدة في ليبيا بعيدا عن حكومة الوحدة الوطنية .التي تعتبر نفسها تملك الشرعية الدولية. وأردوغان تحدث في السابق عن دعمه للشرعية الدولية في ليبيا. ما يعني أنه يدعم حكومة الوحدة الوطنية”.
وأشار إلى أن “عقيلة صالح يسعى إلى أن تكون هناك حكومة بتوافق .ليبي – ليبي وهو يسعى إلى دعم موقف البرلمان. ومحاولة الحصول على دعم دولي واسع له. والاتفاق على تغيير حكومة الوحدة وإقناع تركيا بذلك”.
من جهته، قال المحلل المتخصص في الشأن الليبي غازي معلى. إن “زيارة عقيلة صالح إلى تركيا مهمة لأنقرة من .حيث الدلالات باعتبار أنها تسعى إلى استئناف العلاقات مع كل الأطراف الليبية سواء. كان ذلك في الشرق أو الغرب خاصة أن هناك جدلا. وحراكا سياسيا مكثفا لإعادة تشكيل السلطة السياسية وتهيئة المناخ لتنظيم الانتخابات”.
وبين غازي معلى “تركيا تريد أن يكون لها تواصل مع كل الأطراف لضمان أن .يكون لها دور في هذا الحراك وهناك تفاهمات واتفاقات حول ليبيا. واليوم أعتقد أن الاتجاه هو تغيير حكومة الدبيبة .وهناك إصرار من الأطراف الليبية في هذا الاتجاه وتركيا قد تدعم ذلك”.