سياسة

ما هو مستقبل حركة النهضة الإخوانية؟ هل اقتربت من نهايتها؟


تساءلت شبكة “بي بي سي” في تقرير نشرته اليوم السبت، عن المستقبل الي ينتظره حركة النهضة الإخوانية، وهل أنها وصلت مرحلة النهاية. إذ ترى أن الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الخريف ستكرس لمشهد سياسي جديد في تونس يخلو من حركة النهضة

ونقلت عن عادل اللطيفي المؤرخ والناشط السياسي التونسي أن النهضة فقدت كل قدرة لها على تحريك الشارع، وهو دليل على تراجع الامتداد المجتمعي لهذه الحركة. وأن هناك نقمة سياسية على حزب اسمه حركة النهضة. ولكن المستوى المجتمعي هناك نوع من المحافظة المتصاعدة وقيس سعيّد بدوره يستفيد من هذه المحافظة ويريد أن يظهر بدوره كأنه حامي الدين الإسلامي وضامن له. كلاهما يلعب على حبل الانتماء الديني”.

ويرى اللطيفي أن النهضة تمثل حركات الإسلام السياسي التي “لا تعتقد في وجود الدولة الوطنية، وتعتقد أن الشريعة بديلة عن قانون الدولة. لكن النهضة كانت واعية بأن المجتمع التونسي له خصوصياته. الوعي لم يأت من مراجعات فكرية للإسلام السياسي. بل أخذ بعين الاعتبار واقع التونسيين. مثلا، لا يمكن الآن إقناع التونسيين بتعدد الزوجات أو التراجع عن حق المرأة في الإجهاض”.

ويضيف اللطيفي أنه “في مرحلة حكم النهضة. كانت هناك مشاريع قوانين تبين أنها لم تقطع مع الإسلام السياسي، مثل مشروع قانون المساجد الذي شهد حملة معارضة كبيرة وتم التراجع عنه…رغم أن الحركة تحدثت عن الديمقراطية. لكن لا ننسى أنه كان لها في الشارع ذراع ميليشيا تسمى رابطة حماية الثورة، وفي 2012 و2013، كانت هذه الميليشيا مسلطة على كل الأحزاب المعارضة والجمعيات والصحفيين”.

كما أكد أنه إذا ثبت تورط النهضة في قضية الجهاز السري والاغتيالات. فإنه سيتم حظرها، “لكن هذا لن يمنع الإسلاميين من أن يكونوا موجودين بصيغة أو بأخرى”، على حد تعبيره.

هذا وتعتبر أطراف سياسية في تونس، بحسب “بي بي سي”، أن السنوات العشر التي تلت الانتفاضة الشعبية وتنحي بن علي عن الحكم “عشرية انتقال ديمقراطي”. في حين أن خصوم حركة النهضة ومؤيدي الرئيس سعيّد يصفونها بـ”العشرية السوداء” ويرون أن الإجراءات التي اتخذها سعيّد كانت ضرورية لتصحيح المسار السياسي. ولا سيما بعد ما شهدته البلاد من ترد للأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

من جانبه، يرجع الدكتور عادل اللطيفي المؤرخ والناشط السياسي التونسي ذلك التدهور إلى التركيز على “مسائل الحكم وتناسي حقوق وانتظارات المواطنين”. ويضيف أن الغنوشي “دفع الوضعية إلى حد التعفن وإبرام تحالفات مشبوهة سياسيا فقط كي يبقى هو في الحكم ويصبح زعيما. وحوّل رئاسة البرلمان إلى سلطة حكم تنافس رئيس الدولة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى