متحف المستقبل وتأسيس المملكة.. حدثان مهمان بتاريخ الإمارات والسعودية
تقوم السعودية اليوم 22 فبراير بالاحتفال بذكرى التأسيس لأول مرة عقب قرار ملكي من الملك سلمان بن عبد العزيز الصادر بـ27 يناير الماضي. وتزامن هذا الحدث مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية منتصف عام 1727.
ومن جهتها تحتفل الإمارات بيوم إفتاح متحف المستقبل بدبي، والذي يعتبر من أبرز الأيقونات المعمارية بالعالم ومحطة جديدة لتحقيق مستقبل أفضل.
هذان الحدثان مختلفان، لكن بجوهرهما يتوافقان بعدة أشياء، حيث تؤرخ السعودية عبر احتفائها بهاتته الذكرى لمحطة مفصلية بتاريخ البلاد. والإمارات تهدف من خلال افتتاحها لمتحف المستقبل بتعزيز مساهمتها مسيرة التقدم العلمي للإنسانية. وأيضا التطلع نحو مستقبل أفضل للبلاد، وذلك عبر مجموعة من المبادرات التي سيعرفها المتحف بشكل متواصل.
حدثان يمزجان بين المستقبل والماضي في محطة فاصلة عرفها حاضر البلدين. ويتوجان علاقات أخوية تشهد على أنهما سيكونان دائما معا لتحقيق الخير لكلا البلدين والمنطقة كافة.
يوم التأسيس السعودي
تحتفل السعودية بيوم التأسيس عقب قرار الملك بن عبد العزيز الذي جاء قبل قرابة شهر باتخاذ 22 فبراير من كل سنة، يوما للاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس الدولة واتخاذه عطلة رسيمة. لافتا إلى سبب اختياره لهذا اليوم والذي يكمن في كونه جاء مزامنا لتولي الإمام محمد بن سعود وهو ذو 30 عاما لحكم الدرعية وتأسيس الدولة السعودية ب 1727. حيث كانت آنذاك شبه الجزيرة العربية تعرف فوضى سياسية وكانت أقاليمها متفرقة وفي حرب مستمرة فيما بينها.
لكن الإمام محمد وبالرغم من صغر سنه كان يملك حسا إداريا ونظرة مستقبلية لتأسيس حضارة تزدهر عبر الزمن. حيث وحد شطري الدرعية وجعلها تحت حكم واحد.
وتواصلت الإنجازات بالدولة حيث تم نشر الاستقرار والازدهار بعدة مجالات علاوة على الاستقلال السياسي وعدم الخنوع لأي نفوذ بالمنطقة أو خارجها.
وأصبحت الدرعية عاصمة للدولة بعهد الإمام محمد ومصدر استقطاب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي.
وقد اتجه العديد من العلماء نحو الدرعية بغية التعليم والتأليف الذي كان رائجا حينها، الشيء الذي ساهم في ظهور مدرسة جديدة للخط والنسخ.
دامت السعودية الأولى 91 عام وقد استطاع الإمام تركي بن عبد الله بن محمد سنة 1824 من استرجاعها وتأسيس السعودية الثانية والتي استمر حكمها لغاية 1891.
وقاد استطاع الملك عبد العزيز آل سعود من إعادة تأسيسها بيناير 1902 بعد أن قام باسترجاع الرياض. واضعا بذلك لبنة الوحدة والاستقرار والازدهار تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله.
المملكة العربية السعودية
وقد جاء قرار ملكي ب 17 سبتمبر 1923بتوحيد البلاد وتسميتها المملكة العربية السعودية. وذلك بدءا من 23 سبتمبر 1923 حيث جسد هذا القرار جهود الملك السامية لتوحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة أساسها تنفيذ أحكام القرآن والسنة.
وقد خلفه أبناؤه وسارو على نفس النهج لتعزيز الاستقرار والتنمية لحين عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده. إذ تشهد المملكة مكانة إقليمية ودولية، وثقة عالمية متينة، وتعرف إنجازات في مختلف المجالات.
وتستمر هذه الإنجازات في نطاق نهضة شاملة بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد. والذي قاد المملكة نحو ما يعرف بالسعودية الجديدة والتي تعتبر رؤية 2030 خارطة لنهضتها.
متحف المستقبل في دبي
ومن السعودية لدولة الإمارات، حيث يشهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وعدد من كبار الشخصيات الوطنية اليوم، الثلاثاء، افتتاح “متحف المستقبل” في دبي، والذي يعد أيقونة معمارية الأجمل على وجه الأرض ومحطة جديدة لتحقيق مستقبل أفضل للبشرية.
وقد أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ب 4 مارس آذار 2015 مشروع متحف المستقبل الذي يشمل مختبرات للابتكار ومتحف دائم للاختراعات المستقبل.
وقد صرح الشيخ محمد على أن المتحف يجسد أحد أبرز الطموحات المعرفية الإمارات. وأيضا أبرز الركائز الرئيسية لمستقبل الدولة. مؤكدا أنه سيكون حاضنة للأفكار ودافعا للابتكار ووجهة للمخترعين والرواد من جميع أنحاء العالم
وقد قام الشيخ محمد ب 3 فبراير بالإعلان عن تاريخ افتتاح المتحف. حيث قال بتغريدة له أن أجمل متحف بالعالم ستطلقه الإمارات بـ22 فبراير 2022.
وقد أكد وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس متحف المستقبل على أن المتحف سيكون منبع للأفكار جديدة لمستقبل الدولة. وسيقوم بإغناء شغف أجيال الحاضر والمستقبل بفضول العلم والمعرفة. إذ يجسد معرضا لتجارب دائمة ومتنوعة ومتجددة بخصوص مستقبل البشرية. وأيضا أبرز التقنيات التي تنتظر المجتمعات الإنسانية في العقود المقبلة. كما يجسد الخيال البشري الحيوي الذي يستمر بالإبداع.
كما وضح أن المتحف سكون بمثابة الحاضنة للمستشرفين العالميين وللنخبة العلمية والمعرفية على مستوى المنطقة والعالم. وأيضا ميدانا لتبادل الأفكار وخلق حراك فكري عالمي أساسه رؤى إنسانية مبدعة وحلول مستقبلية واعدة.
رسائل ملهمة
ويعد المتحف الأيقوني الأبرز بالعالم والذي يبلغ ارتفاعه 77 متر، وجهة للزوار من كل بقاع العالم. من أجل التعرف على اتجاهات المستقبل وأفكار الغد والمساهمة في تصور المستقبل الذي تتطلع إليه البشرية.
وكتب على واجهة المتحف 3 عبارات ملهمة لبناء المستقبل للشيخ محمد بن راشد والتي تعد كالتالي:
(لن نعيشَ مئاتِ السنين، ولكن؛ يمكنُ أن نبدعَ شيئاً يستمر لمئاتِ السنين، المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيّله وتصميمَه وتنفيذَه. المستقبلُ لا يُنتظَر، المستقبلُ يمكن تصميمهُ وبِناؤه اليوم، “سرُّ تجدد الحياةِ، وتطوّرِ الحضارةِ، وتقدّمِ البشريّةِ هو في كلمة واحدةٍ؛ الابتكار).
وقد كتبت بالخط العربي دليلا على تجسيد رؤية المتحف بالمساهمة النوعية والفاعلة في استئناف الحضارة العربية. وأيضا كرسالة واضحة بأن الخط العربي عنصر مهم لمستقبلنا.
رسائل أكدت على أن المتحف سيكون محلمة حضارية تعيد أمجاد بيت الحكمة ببغداد. والذي يعتبر أول دار علمية بالحضارة الإسلامية. حيث تأسس بعهد هارون الرشيد بالقرن 2 هجريا. وقد ساهم بشكل كبير في تطور الحضارة الإسلامية لعدة قرون.