مجلة “شارلي إيبدو” تواصل هجومها على إيران وحزب الله يطالب فرنسا بمعاقبتها
طالب حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان والمدعومة من طهران، باريس الثلاثاء إلى معاقبة القائمين على مجلة شارلي إيبدو بعد نشرها رسوماً كاريكاتورية اعتبرتها إيران مهينة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
ما يكشف حجم ارتباط الجماعة الشيعية برأس النظام في إيران لتصل إلى مرحلة التقديس في خضم أزمة اقتصادية وسياسية خانقة يمر بها لبنان ويحتاج للخروج منها لدعم غربي بما في ذلك الفرنسي.
حيث نشرت المجلة الأربعاء رسوما كاريكاتورية لخامنئي، أعلى شخصية سياسية ودينية في إيران، في إطار مسابقة أقامتها دعما للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني على إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس.
ولقيت الرسوم انتقادات لاذعة من طهران التي اعتبرتها “عملاً مهيناً وغير لائق”. وأعلنت الخارجية الإيرانية الخميس إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران. وذلك كخطوة “أولى” في سياق الرد على نشر الرسوم، فبما قالت باريس إنها لم تتلق إشعاراً رسمياً بهذه الخطوة.
وقال حزب الله في بيان “نُدين وبشدّة العمل القبيح الذي أقدمت عليه هذه المجلة” التي وصفها بـ”المشؤومة”، داعياً “الحكومة الفرنسية إلى اتخاذ الإجراءات الحاسمة لمعاقبة القائمين على هذا العمل بسبب اعتدائهم على مقدسات وكرامات أمّة بكاملها”.
وأضاف “يجب على الحكومة الفرنسية أن تفصل بين نزاعها السياسي مع إيران وبين السماح لمجلات وقحة كـشارلي إيبدو من النيل من مقدسات وكرامات المسلمين ومقاماتهم ورموزهم، وأن لا تكون شريكة في هذه الإساءة إليهم”.
وتعتبر الجماعة الشيعية التي تأسست بقرار من الجمهورية الإسلامية ومرتبطة عضويا بالمشروع الايراني في المنطقة انتقاد خامنئي او رسم كاريكاتور عنه بمثابة اهانة للمقدسات والرموز الإسلامية بينما تمكن الشعب الإيراني الذي خرج بالآلاف من كسر ما يصفونه ” بالصنم” واحرقوا صور خامنئي ورجال الدين وأطلقوا عبارات منددة بسياساته.
ويدين حزب الله بالولاء التام لمرشد الجمهورية الاسلامية وهو ولاء عقائدي وارتباط فكري بولاية الفقيه وبالتالي فان التقليل من قيمة خامنئي هو تقليل من احد الرموز الهامة لهذا المشروع بعد المؤسس روح الله الخميني.
ويرى مراقبون ان جريدة شارلي ايبدو انما هي قامت بتجسيد غضب الشعب الإيراني الكطالب بالحريات ورفضه للحكم الديني المجسد في شخص خامنئي.
ونشرت المجلة الأسبوعية الفرنسية الرسوم في عدد خاص إحياء للذكرى السنوية لهجوم على مكاتبها في باريس في السابع من يناير 2015، نفذّه مسلّحان مرتبطان بتنظيم القاعدة، وقالا إنه كان انتقاما لنشرها رسوما كاريكاتورية اعتبرت مسيئة للنبي محمّد.
ويأتي موقف حزب الله الداعم الرئيسي للمشروع الإيراني في المنطقة بينما تتعرض المجلة الفرنسية لتهديدات من الجهاديين ما يؤكد ان المتطرفين سواء من الطائفة السنية او الشيعية يتخذون ما تنشره المجلة الساخرة لتوجيه تهديداتهم ضد حرية التعبير.
ورغم ان ما تنشره المجلة في بعض الأحيان يقلق عموم المسلمين لكن توجيه تهديدات ضدها والمطالبة باغلاقها يعتبر أمرا مرفوضا من قبل السلطات الفرنسية.
وأكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مرارا انه سيحمي حرية التعبير في بلاده من بعض الأصوات المتطرفة على خلفية تهديدات تتعرض لها المجلة.