محادثات إيران وأمريكا: عراقجي يناور وترامب أمام اختبار القرار

رسائل غير مباشرة أطلقها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للإدارة الأمريكية بشأن “محادثات النووي”، واضعًا الكرة في ملعب الرئيس دونالد ترامب، فيما بدا أنه محاولة لتحريك الجمود بين الطرفين.
تصريحات عراقجي تعكس موقفًا إيرانيًا حذرًا. لكنه مصحوب بإشارات إلى استعداد مشروط للانخراط في حوار، شريطة أن تُراجع واشنطن سياساتها العقابية تجاه طهران.
وأكد عراقجي في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية. أن إيران تفضل الدبلوماسية، لكنها تعلم جيدا كيف تدافع عن نفسها.
-
وزير الخارجية الإيراني: رسالة ترامب تحمل طابعًا تهديديًا
-
ترامب وإيران.. 4 سيناريوهات محتملة أبرزها «الصدمة والرعب»
وأضاف: “خلال الأسابيع الأخيرة، جرى تبادل الرسائل والاتصالات بين طهران وواشنطن. وعلى عكس بعض القراءات السطحية، فإن هذه الاتصالات – على الأقل من جانبنا – لم تكن رمزية ولا شكلية. بل نعتبرها محاولة حقيقية لتوضيح المواقف وفتح نافذة على الدبلوماسية”.
وأبدى استعداد بلاده للدخول في تفاعل جاد وإجراء حوار بهدف التوصل إلى اتفاق. حيث سنجتمع يوم السبت في سلطنة عُمان لإجراء محادثات غير مباشرة. مبينا أن “هذا الاجتماع يمثل فرصة واختبارًا في آن واحد”.
-
ملفات ساخنة: نتنياهو يبحث مع ترامب توسيع السلام وأزمة غزة وإيران
-
مباحثات نووية إيرانية-أوروبية تسبق تولي ترامب السلطة بأسبوع
وتابع: “السعي إلى المفاوضات غير المباشرة ليس تكتيكا. ولا يعكس توجها أيديولوجيا، بل هو خيار استراتيجي تم اتخاذه بناء على الخبرة”؛ مردفا : “نحن نواجه جدارا كبيرا من انعدام الثقة ولدينا شكوك جدية بشأن صدق النوايا. شكوك تفاقمت بإصرار الولايات المتحدة على استئناف سياسة “الضغط الأقصى” قبل أي تفاعل دبلوماسي”.
واستطرد قائلا : “للمضي قدما نحو المستقبل. يجب علينا أولا التوصل إلى فهم مشترك لهذه الحقيقة المبدئية بأنه لا يمكن أن يكون هناك “خيار عسكري”، والرئيس (الأمريكي) يدرك ذلك”.
وأكد أنه “لا يزال اقتراحنا ببدء محادثات غير مباشرة مطروحا على الطاولة. نحن نؤمن بأنه إذا كانت هناك إرادة حقيقية، فهناك دائما طريق للتقدم”.
-
ترامب يضع خططًا لعزل إيران.. خنق اقتصادي وعزلة دولية ضمن الأهداف
-
ترامب بعد اجتماع نتنياهو: اتصالات مع إيران ونهاية وشيكة للقتال
وفيما أبدى استعداد بلاده لتوضيح نواياها السلمية .واتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تبديد أي مخاوف منطقية. دعا في المقابل، الولايات المتحدة لأن تُظهر جديتها في مسار الدبلوماسية من خلال الالتزام الحقيقي بأي اتفاق توقع عليه؛ “إذا تم احترامنا، فسوف نرد بالمثل”.
واختتم عراقجي مقاله بأن “الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة الأمريكية، فإذا كانت تبحث عن حل دبلوماسي حقيقي، فقد أظهرنا لها المسار بالفعل. ولكن إذا كان هدفها فرض إرادتها من خلال الضغط، فيجب أن تعلم بأن الشعب الإيراني سيرد بشكل موحد وحاسم على لغة القوة والتهديد”. مردفا : “توجد الآن فرصة للولايات المتحدة بأن يكون لديها “رئيس لسلام” .وما إذا كانت ستغتنم هذه الفرصة أم لا، فهو خيارها”.
-
ترامب يتوعد بقصف إيران.. ما الشرارة التي قد تشعل المواجهة؟
-
ترامب يمنح إيران مهلة شهرين للتفاوض على اتفاق نووي جديد
وأعلن ترامب ليل الإثنين بشكل مفاجئ أن بلاده ستبدأ مباحثات “مباشرة” رفيعة المستوى مع إيران بشأن برنامجها النووي السبت المقبل. وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
وأكّدت طهران أن المحادثات ستعقد في عُمان لكنها شددت على أنها ستكون “غير مباشرة”.
وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني. عاود ترامب اعتماد سياسة “الضغوط القصوى” حيال طهران، لكنه أكد في موازاة ذلك انفتاحه على الحوار معها لإبرام اتفاق نووي جديد.