الخليج العربي

محادثات بين السعودية ومليشيات الحوثي تُنعش الآمال بهدنة طويلة الأمد


يطرح وفد سعودي يزور العاصمة صنعاء، على الحوثيين تصورا لحل سياسي يمهد لإنهاء الأزمة اليمنية، بينما تشهد المنطقة حراكا دبلوماسيا على وقع الاتفاق السعودي الإيراني الذي أنهى سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين طهران والرياض وأعطى دفعة قوية لتحريك عدة ملفات عالقة ومفصلية وتعتبر مفتاحا للاستقرار.

وبحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخرا على تصور سعودي بشأن حل الأزمة اليمنية بعد مباحثات سعودية حوثية برعاية عمانية استمرت لشهرين في مسقط.

ويقوم التصور السعودي وفقا للمصادر على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف.

وتتضمن المرحلة الأولى خطوات إجراءات بناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.

حثّ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الإيرانيين على “أن يظهروا حقا أنهم يحدثون تحولا ايجابيا في النزاع، عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي”.

وكان ليندركنغ قد زار سلطنة عمان في الأسابيع الأخيرة. والسبت، أعلنت البحرية الأميركية عن دخول غواصة نووية صاروخية قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز مياه البحر الأحمر قرب اليمن، في عرض جديد للقوة.

اتفاق يكسر جمود المحادثات

وانعكس الاتفاق السعودي الإيراني لإعادة العلاقات الدبلوماسية، بالدرجة الأولى على الأزمة اليمنية، حيث سرّع المحادثات بين السعودية الداعمة للحكومة المعترف بها دوليا وبين الحوثيين المدعومين من إيران.

وفي أحدث تطور ايجابي وصل الأحد وفد سعودي إلى صنعاء لإجراء محادثات مع الحوثيين حسب ما أفاد دبلوماسيان يمنيان، في زيارة نادرة للعاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين المتحالفين مع طهران، تأتي في إطار مسعى جديد لإحياء عملية السلام بعد التقارب الأخير بين الرياض وطهران، في حين ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وفدا إيرانيا سيزور الرياض لإعادة فتح السفارة.

وقال دبلوماسي يمني في الخليج “يزور وفد سعودي صنعاء لمناقشة المضي قدما في صناعة السلام في اليمن”. وأكد دبلوماسي يمني آخر الزيارة النادرة للوفد السعودي.

وكانت وكالة سبأ المتحدثة باسم الحوثيين ذكرت أن الوفد السعودي سيبحث مع رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط رفع الحصار بكل تداعياته ووقف الهجمات و”استعادة كافة حقوق الشعب اليمني المحقة ومنها صرف مرتبات كافة موظفي الدولة من إيرادات النفط والغاز”.

وسبق أن زارت وفود سعودية العاصمة صنعاء لإجراء محادثات حول عمليات تبادل للأسرى مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

لكن هذه الزيارة تأتي في خضم مساع إقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي يفتح الباب أمام خروج السعودية من الحرب، ثم إسدال الستار على النزاع بين الحوثيين والحكومة والذي أودى بمئات آلاف الأشخاص.

وتستمد هذه الجهود زخمها من اتفاق السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة منذ 2015، وإيران التي تدعم الحوثيين، بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية الشهر الماضي بعد سبع سنوات من القطيعة.

وكان وفد عماني بدأ السبت زيارة لصنعاء لإجراء محادثات مع الحوثيين ضمن وساطة تهدف إلى التوصل لهدنة جديدة في اليمن وكذلك إحياء عملية السلام.

وفي مؤشر ايجابي على إمكان حصول تقدم في جهود السلام، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبدالقادر المرتضى السبت عن وصول 13 أسيرا إلى مطار صنعاء الدولي مقابل أسير سعودي أفرج عنه في وقتٍ سابق”.

والشهر الماضي، أعلن الحوثيون والحكومة اليمنية أنّهم توصّلوا خلال مفاوضات في برن إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيرا.

وقد أعطت التطورات الأخيرة للشارع العام اليمني أملا في تقدم خطوات إنهاء الحرب. وقال علي حسين (23 عاما) أحد سكان صنعاء “زيارة وفد سعودي لصنعاء تبشر بخير. نريد أن تنتهي الحرب، لقد تعبنا”.

كما قال يمني يدعى محمد دهمش (35 عاما) “نأمل من زيارة الوفد السعودي والعماني إلى صنعاء توقيع اتفاق ينهي الحرب تماما وليس توقيع هدنة”.

وبالنسبة لمنصور ( 46 عاما)، وهو مدّرس في مدرسة حكومية في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين غرب البلاد، فإن انتهاء الحرب مرتبط بعودة مرتبه الذي لم يتسلمه منذ سبع سنوات.

وقال مفضّلا عدم الكشف عن اسمه الكامل خوفا من الملاحقة “الحرب ليست الصواريخ والقذائف فقط، بل وضعنا الاقتصادي المتدهور”. أما إيمان محمد ( 31 عاما) فأوضحت أن تنقّلها من مدينة الحديدة إلى مدينة تعز لزيارة أهلها يستغرق منها حوالي 12 ساعة بعدما كان خمس ساعات قبل الحرب. وقالت “أتمنى أن يأتي العيد وقد انفرجت الأحوال وعادت إلى وضعها الطبيعي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى