سياسة

محادثات سرية بين الحوثيين وإسرائيل بوساطة دولية لوقف التصعيد في البحر الأحمر


في خطوة مفاجئة قد تحمل تداعيات إقليمية ودولية كبيرة، كشف مصدر مطلع عن تفاصيل اتفاق جديد بين حركة الحوثيين في اليمن وإسرائيل، يهدف إلى تهدئة التوترات العسكرية في المنطقة.

يأتي هذا التطور وسط تصاعد حدة الصراع في البحر الأحمر والهجمات المستمرة التي تنفذها إسرائيل ضد مواقع في صنعاء.

استعداد حوثي للتهدئة

كشف مصدر مطلع، رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن زعيم حركة الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، قد أبدى استعداده لتقليل التحركات العدائية في البحر الأحمر، مقابل إيقاف الهجمات الإسرائيلية المستقبلية ضد صنعاء.

تأتي هذه الخطوة في إطار جهود دولية لتخفيف التوترات في منطقة البحر الأحمر، والتي تعتبر ممرًا حيويًا للتجارة العالمية.

وفقًا للمصدر أجرى الحوثي اتصالات غير معلنة مع وسطاء دوليين لنقل رسالة مفادها أن حركة الحوثيين مستعدة لتقديم تنازلات استراتيجية في البحر الأحمر.

وأشار المصدر، إلى أن هذه التنازلات تشمل تقليل الهجمات على السفن التجارية وتعزيز الأمن البحري، بشرط أن توقف إسرائيل هجماتها الجوية ضد الأهداف الحوثية في صنعاء

وأشار المصدر إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد الهجمة الإسرائيلية على ميناء الحديدة وتهديدات إسرائيلية باستهداف صنعاء، وقال المصدر: “الهجمة الأخيرة رغم سرعتها تسببت في خسائر كبيرة للحوثيين مما دفعهم إلى التفكير في حلول بديلة لتخفيف الضغط العسكري عليهم.”

وقف الهجمات المحتملة

وفي إطار هذا الاتفاق المفترض، يتوقع أن تتوقف إسرائيل عن تنفيذ أي هجمات محتملة على صنعاء، على أن يلتزم الحوثيون بضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، وعدم التعرض للسفن التجارية.

وأوضح المصدر، أن هذه التفاهمات تمت بوساطة دولة أوروبية لم يكشف عن هويتها، وأن هناك إشارات إيجابية حول إمكانية تحقيق هذا الاتفاق.

وأضاف المصدر: “يبدو أن الحوثيين يرون في هذا الاتفاق فرصة لتعزيز موقفهم السياسي والعسكري في اليمن، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والعسكرية التي يواجهونها، وفي المقابل، قد تستفيد إسرائيل من تهدئة الأوضاع والمخاطر الموجهة إلى أراضيها وعودة الحياة إلى البحر الأحمر، الذي يعد ممرًا حيويًا لصادراتها ووارداتها.”

في حال تم تحقيق هذا الاتفاق، فقد يكون له تأثير كبير على مسار الصراع في اليمن، وقد يفتح الباب أمام جهود أكبر لتحقيق تسوية سياسية شاملة.

عقبات وتحديات

ومع ذلك، يظل هناك العديد من العقبات والتحديات التي قد تعرقل تنفيذ هذا الاتفاق على الأرض، بما في ذلك الثقة المتبادلة بين الأطراف والتعهدات الأمنية.

تجدر الإشارة إلى أن البحر الأحمر شهد في السنوات الأخيرة تصاعدًا كبيرًا في الهجمات البحرية، خاصة من قبل الحوثيين الذين استهدفوا السفن التجارية والنفطية، مما أثار قلقًا دوليًا كبيرًا حول أمن الملاحة في هذا الممر الحيوي. ولذلك، فإن أي اتفاق يساهم في تهدئة الأوضاع في هذه المنطقة سيكون محل ترحيب دولي واسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى