محلل سياسي فلسطيني: الأوضاع في غزة تتطلب تدخلًا دوليًا فوريًا لوقف التصعيد

تعيش مدينة غزة أوضاعًا مأساوية في ظل التصعيد العسكري الأخير بعد استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي القتال على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط المئات من الضحايا بين قتيل وجريح. وتدمير واسع للبنية التحتية والمرافق الحيوية، وقد أعادت هذه العمليات العسكرية القاسية إلى الواجهة معاناة المدنيين الفلسطينيين الذين يُواجهون ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة.
-
هدنة مؤقتة أم اتفاق دائم؟ تفاصيل المقترح الأمريكي لإنقاذ غزة
-
جريمة إسرائيلية جديدة في غزة.. تطورات ميدانية خلال الساعات الماضية
مع استئناف القتال، شهدت المناطق الحدودية في غزة هجمات مكثفة من الطائرات الحربية الإسرائيلية التي قصفت مواقع عدة، بينها الأبراج السكنية والمدارس والمستشفيات. مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بينهم نساء وأطفال، في المقابل. أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، مما أضاف تعقيدًا آخر إلى الوضع الإنساني.
مراكز الإسعاف والإنقاذ في غزة أعلنت حالة الطوارئ بسبب الأعداد الكبيرة من الجرحى، بينما اشتدت معاناة المواطنين مع نقص حاد في الأدوية والمواد الطبية الأساسية. الوضع في المستشفيات أصبح يائسًا، حيث لا يكاد يُوجد مكان لاستقبال المصابين الجدد. وسط ضغوط كبيرة على العاملين في القطاع الصحي الذين يعملون في ظروف قاسية وسط الخوف من القصف المستمر.
-
غارة إسرائيلية على شمال غزة تهدد استقرار الهدنة
-
إسرائيل تتحدث عن ضم أجزاء من غزة: هل هو ضغط أم مخطط للتطبيق؟
من جهة أخرى، توقفت العديد من الخدمات الأساسية في غزة بما في ذلك الكهرباء والمياه. ما زاد من تعقيد حياة المدنيين، الذين يُعانون أيضًا من نقص حاد في المواد الغذائية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر. كما أن العديد من الأسر الفلسطينية تُواجه صعوبة بالغة في تأمين احتياجاتها اليومية في ظل تدمير شبكات النقل والبنية التحتية.
في هذا السياق، أعربت المنظمات الإنسانية الدولية عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع في غزة. مطالبةً بوقف فوري للعمليات العسكرية .وتقديم مساعدات عاجلة للسكان المدنيين الذين يعيشون في ظل ظروف غير إنسانية. وتعتبر هذه الأوضاع أسوأ ما مر به القطاع منذ سنوات. حيث أصبحت غزة مكانًا غير قابل للعيش بسبب التصعيد المستمر وتفاقم الأزمات الإنسانية.
-
ساعات حاسمة أمام مفاوضات هدنة غزة.. اتفاق أم تعثر؟
-
لأول مرة منذ استئناف القتال.. إسرائيل تعترض ثلاث قذائف صاروخية من غزة
إلى جانب ذلك، يُواصل المجتمع الدولي متابعة الوضع عن كثب. فيما تدعو منظمات حقوق الإنسان إلى تحرك سريع للضغط على الأطراف المتنازعة من أجل التوصل إلى هدنة من شأنها التخفيف من معاناة المدنيين وإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة.
قال المحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب. إن الأوضاع في قطاع غزة تشهد تطورات مأساوية في ظل استئناف التصعيد العسكري من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
حرب، الذي يُعتبر من أبرز الخبراء في الشأن الفلسطيني. أشار إلى أن الوضع في القطاع يتدهور بسرعة كبيرة، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية تجاه ما يجري في غزة.
-
تحرك مصري لإقناع واشنطن بخطة إعمار غزة
-
تلاشي أمل الهدنة في غزة.. تحذيرات أمريكية وحماس ترفض التفاوض تحت القصف
وأضاف حرب أن “استئناف القتال من قبل الاحتلال يأتي في وقت يُعاني فيه قطاع غزة من حصار خانق، الأمر الذي يجعل من الصعب على المدنيين الحصول على أبسط مقومات الحياة، مثل الغذاء والدواء. فضلًا عن انقطاع الكهرباء والمياه عن معظم المناطق”. وأكد أن هذا التصعيد لا يخدم أي عملية سلمية، بل يزيد من تعقيد الأمور. موضحًا أن “الاحتلال يسعى إلى تحقيق أهدافه العسكرية على حساب المدنيين، ما يفاقم من معاناتهم الإنسانية”.
وحول دور المجتمع الدولي، قال حرب إن “المجتمع الدولي يجب أن يكون أكثر فعالية في الضغط على الاحتلال لوقف العمليات العسكرية الفورية .والبحث عن حلول سلمية حقيقية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني”. وأكد على ضرورة “تحرك فوري لوقف الهجوم الإسرائيلي، وإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة لتخفيف معاناة المدنيين”. وأضاف أن “الأمم المتحدة والمنظمات الدولية يجب أن تعمل بشكل حاسم لحماية المدنيين في غزة، وحمل الاحتلال مسؤولية هذه الجرائم المروعة”.
كما لفت إلى أن “العودة إلى سياسة المفاوضات السلمية. قد تكون أمرًا بعيد المنال في الوقت الحالي، إلا أن المجتمع الدولي يُمكنه لعب دور كبير في التخفيف من هذه الأزمة من خلال فرض ضغوط سياسية على الأطراف المعنية”.