محمد بن زايد يعلن التوجهات العامة للإمارات عام 2024
“ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والاعتزاز بالهوية الوطنية، وتعزيز الاستدامة، والحفاظ على التعليم المستمر، وتطويره”.
4 توجهات عامة لدولة الإمارات عام 2024، كشف عنها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد، الذي يحل 2 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، فصَّلها في 12 هدفا.
وشكل تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 انطلاقة النهضة الحقيقية لدولة الإمارات في مختلف المجالات نتيجة جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
ويكمل تلك المسيرة حاليا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
وفي كلمة له بتلك المناسبة الوطنية المهمة، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن التوجهات العامة للاتحاد لعام 2024، ضمن خارطة طريق واسعة لتعزيز ريادة بلاده، أكد خلالها أن الإمارات تسير “نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً”.
ودعا رئيس دولة الإمارات إلى التكامل بين جميع فئات المجتمع لتنفيذ تلك التوجهات عبر “مشاريع وبرامج ومبادرات وأدوات”.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: “نعلن اليوم التوجهات العامة للاتحاد لعام 2024، وندعو إلى تكامل القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية ومختلف شرائح مجتمع الإمارات لتبني هذه التوجهات والعمل عليها في العام المقبل من خلال مختلف المشاريع والبرامج والمبادرات والأدوات”.
ومع كل توجه أعلنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فصَّل في شرحه وتوضيحه، عبر تحديد أهداف أكثر تحديدا ودقة مع كل توجه.
التوجه الأول.. الشخصية الإماراتية والهوية الوطنية
أول التوجهات، الذي أعلنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يتعلق بترسيخ سمات الشخصية الإماراتية، والاعتزاز بالهوية الوطنية.
ودعا ضمن هذا التوجه إلى تحقيق عدد من الأهداف وهي:
1- ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والتعريف بها محلياً وعالمياً
وقال في هذا الصدد: “الشخصية الإماراتية ركيزة أساسية تمثل مجتمعنا. الإماراتيون لا يمثلون أنفسهم فحسب، بل يمثلون وطنهم وصورته وسمعته والانطباع الذي يُؤخذ عنه”.
وأردف: “ندعو جميع الإماراتيين والجهات المعنية إلى العمل معاً خلال العام المقبل على ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والتعريف بها محلياً وعالمياً”.
2- الاعتزاز بالهوية الوطنية والاهتمام بـ”السنع”
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: “نريد أن يرى العالم اعتزازنا بهويتنا الوطنية الأصيلة مثلما يرى انفتاحنا على مختلف الثقافات في العالم”.
وأردف “نريد أن تكون القيم العائلية الراسخة في مجتمعنا عنواناً مستمراً لنا نحن الإماراتيين، تقاربنا، تكاتفنا، علاقاتنا الاجتماعية، برنا بالوالدين، احترامنا للآخرين، و”السنع” الذي توارثناه جيلاً بعد جيل”.
والسنع الإماراتي هو بمثابة إيتيكيت أو “فن التعامل مع الآخرين”، ويشتمل على القواعد والسلوكيات الواجب اتباعها خلال الوجود في المجالس، وتبادل الزيارات، وآداب السلام.
ويحفظ السنع الإماراتي مجموعة من العادات والموروثات التي واظب عليها الأجداد، فهو بمثابة دستور ينظم المناسبات الاجتماعية المختلفة.
3- الاهتمام بأخلاقيات العمل
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: “في المؤسسات، نريد أن تكون أخلاقيات العمل سمة مميزة للإماراتيين، الإخلاص والتفاني، بذل أقصى الجهود للإنجاز، احترام الوقت، والحفاظ على الموارد”.
التوجه الثاني.. التعلم المستمر
التوجه الثاني الذي أعلنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتعلق بالتعليم المستمر، ودعا في هذا الصدد إلى تحقيق عدد من الأهداف وهي:
4- تحويل التعلم المستمر إلى مهارة راسخة في المجتمع
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: “الإمارات دولة تبحث عن الجديد، وأفراد مجتمعها هم المحرك الأساس في التقدم والنجاح والدخول في المضامير الجديدة للتنمية. والتعلم المستمر هو وقود هذا المحرك الذي يقود وطننا إلى الأمام”.
5- الاهتمام بالتعلم والتأهيل النوعي
وأوضح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد. أن “التعلم والتأهيل النوعي لا يتوقفان عند مرحلة معينة أو عمر محدد. ولا يقتصران على المدارس والجامعات. بل هما دأب مستمر على امتداد حياة الإنسان، وفي مختلف الأماكن حتى في المجالس والمؤسسات”.
6- الاهتمام بالتعلم المستمر للإماراتي والمقيم
وفي لفتة تحمل معاني سامية. تكشف اعتزاز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالإماراتي والمقيم على حد سواء، قال إن “التعلم المستمر يقود الإنسان إلى النجاح والارتقاء بنفسه. والإسهام في تقدم محيطه ومجتمعه والبشرية. ونجاح أي إماراتي أو مقيم هو إضافة إلى نجاح دولة الإمارات”.
وتابع :”ندعو جميع الجهات المعنية إلى العمل خلال العام المقبل على تحويل التعلم المستمر إلى مهارة راسخة في مجتمعنا”.
وأضاف: “نريد أن يكون التعلم المستمر مسعى لكل الإماراتيين والمقيمين في دولة الإمارات”.
7- تحويل الإمارات إلى مركز للتعلم والمهارات
ضمن هذا التوجه أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الاهتمام بالتعليم المستمر .سيؤدي إلى أن يصبح مجتمع الإمارات مركزاً للتعلم الذي لا يعترف بالوقت ولا المكان. وموطناً لاكتساب المهارات الجديدة خاصةً مهارات المستقبل التي تفتح لدولة الإمارات آفاقاً جديدة من التقدم”.
التوجه الثالث.. تعزيز الاستدامة
التوجه الثالث يتعلق بتعزيز الاستدامة واستمرارية برامجها محليا ودوليا.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد إن “الاستدامة ليست بالمسعى الجديد لدولة الإمارات، بل هي متأصلة في مجتمعنا منذ القدم. فرضتها الظروف الصعبة التي عاشها أجدادنا. والتي كانت تتطلب منهم تبنيها في مختلف مناحي الحياة”.
وأردف: “واستمر هذا النهج عند تأسيس الاتحاد. فكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” راعياً للاستدامة التي أصبحت متجذرة في جميع توجهات الدولة”.
8- تعزيز ثقافة الاستدامة
وبين أنه “ينتهي عام الاستدامة في دولة الإمارات في نهاية 2023. لكن الاستدامة باقية في ثقافتنا وممارساتنا .والجوانب المختلفة للحياة في وطننا”.
9- مواصلة برامج ومبادرات الاستدامة
ودعا في هذا الصدد: “جميع الجهات إلى الاستمرار في برامجها .ومبادراتها المعنية بالاستدامة خلال العام المقبل”.
وأضاف :”ونحرص على مواصلة النهج الذي ورثناه من القائد المؤسس. ونريد أن يواصل أفراد المجتمع تبني ممارسات الاستدامة المتعددة”
10- حشد الجهود الدولية لدعم العمل البيئي
وبيّن “أنه وعلى المستوى العالمي ستواصل دولة الإمارات دورها في حشد جهود جميع الأطراف الفاعلة لدعم العمل البيئي المشترك .وحماية الحياة والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة”.
التوجه الرابع.. تطوير التعليم
التوجه الرابع الذي أعلن عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتعلق بتطوير التعليم. وضع تحت هذا التوجه عددا من الأهداف وهي:
11- تطوير التعليم بشكل ملموس
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد: “العالم يتغير بوتيرة سريعة. والعلم يتطور بشكل أسرع، والدول تتسابق نحو التنمية. وفي هذا السباق سيكون التعليم هو رهاننا للتقدم. فمكاننا في المستقبل سيحدده التعليم، ومكانتنا بين الدول سيبنيها التعليم. والظفر بثمار التنمية والتطور لن يقرره سوى التعليم”.
وحث “جميع الجهات المسؤولة والأطراف المعنية على العمل معاً خلال العام المقبل. لتطوير التعليم بشكل ملموس”.
12- ابتكار مفاهيم جديدة
وشدد ضمن هذا التوجه على أهمية ابتكار مفاهيم جديدة. قائلا: “نريد أن نخطو أهم خطوة تاريخية في تطوير تعليمنا. ونبتكر مفاهيم جديدة تتجاوز الأساليب التقليدية القائمة. وتفتح آفاقاً واسعة أمام جيل الشباب لاختصارِ المسافات على دروب العلم والمعرفة”.
ودعا إلى “أن تضع المؤسسات المعنية المعلمين في صميم العمل على هذه الخطوة. وتوحيد الجهود وتنسيقها ليكون التعليم الرهان في سباقنا نحو التقدم”.