اخترنا لكم

محمد بن سلمان ونعيق الإخوان

فهد ديباجي


تعودنا من الإخوان المواقف المريبة والتآمرية، والتي غالباً تمارس الاصطفاف ضد السعودية في تقدير أحمق، وتهور غير مدرك للعواقب.

وإذا كانت السياسة ذات حسابات معقدة، فلا شك أن ذلك ليس مبرراً لارتكاب الحماقات، واعتياد الخيانات، والتلوّن في معترك سياسي لا يقبل الألوان الرمادية. 

إن أصعب الخيانات ليست تلك التي تأتي من عدوك، بل تلك التي تأتي ممن يدعي أنه يحمل جنسيتك، وتكون أشد صعوبة عندما تعتمد على تزوير الحقائق حولها والافتراء عليها. فأغلب المعارك التي تخوضها جماعات الإسلام السياسي هي بالأساس، معارك خطابية عاطفية، وليست معارك علمية واقتصادية وسياسية، لهذا ارتكبت الكثير من المواقف السيئة التي يصعب تبريرها، ودعمت إنشاء تنظيمات محلية وخارجية ضد السعودية.

ويأتي كل ذلك لأن المملكة تعتمد الوسطية والتسامح والاعتدال والتمسك بالعقيدة الصحيحة، والتي ترى أن الإنسان لا ينطلق نحو النمو والمعرفة إلا إذا أسقط أفكار التطرف والعنصرية والطائفية، وهذا ما لا تريده الجماعة، بل تريد مَن يدعمها ويتفق مع هواها وفكرها وفي إعانتها للوصول لأهدافها في البحث عن السلطة، والوصول إلى مقاعد الحكم تحت شعارات التصحيح الديني والاجتماعي.

وهذا يجعلنا نحتاج إلى صحوة حقيقية للخروج من هذه الصحوة الفاسدة والمزيفة، التي لم تجلب لمجتمعاتنا العربية إلا تسطيحاً وتأجيراً للعقول، واحتقاراً للنفس، والتبعية للأعداء، وغسل الأدمغة، فأصبح الشباب أدوات تستخدم لتدمير مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فعشنا عقوداً عجافاً جعلت البعض يتمردون على آبائهم، بل وصل التطرف والانحراف بالفكر إلى إهدار دماء المسلمين وأقرب الأقربين.

ولكن حين جاء محمد بن سلمان، ولي العهد في المملكة العربية السعودية، خَلَّصَ مجتمعنا من هؤلاء الحثالة، وقطع دابر هذه الجماعة بدون رجعة، وكشف عمالتهم ونصبهم واحتيالهم وتجارتهم بالدين، بل وحرصهم على تفتيت مجتمعنا، فهم عطلوا التنمية، وجعلوا البعض منا يعيش في عصور الظلام والتخلف.

نعم، محمد بن سلمان جاء برؤية وطنية لتكون منهجاً تنموياً وتطويرياً شاملاً لكل النظم الحياتية، وأحدث نقلة نوعية سترتد إيجاباً على الشأن السعودي والعربي والإسلامي، لذلك هرعت بعض القوى والأذرع المحسوبة على تيار الإخونجية في الغرب لشن حرب استباقية ضد شخصية ولي العهد تحديدا بعدما أدركوا أن رؤيته تشكل خطرا حقيقيا على مصالحهم الاقتصادية، وسحبا لبساط نفوذهم السياسي من تحت أقدامهم، فالرجل وضع نصب عينيه عظمة السعودية؛ ليجسد حقيقةً وواقعاً لجعل السعودية في مصاف الدول العظمى بمكانتها في العالمين العربي والاسلامي، ومقدراتها الفريدة، وثرواتها النفيسة، ورقي شعبها الطامح لذُرى المجد والرفعة، فشرعت أدواتها المعادية، وأجهزتها وقنواتها الإعلامية، وحركت أذرعها وأذنابها من الخارجين على الوطن والعروبة والإسلام، وأذنت لهم بشن الحروب على الأصعدة كافة؛ لمحاولة النيل من سموه الكريم، ونشر الشائعات المغرضة؛ لمحاولة تشويه سمعة ولي العهد والحد من قدراته التأثيرية الخارقة على محيطه الشعبي والعربي.

وكما هي عادة الإخوان المتأسلمين ودأبهم في اللهث وراء كل ناعق بالعداء للسعودية وتحجيم نفوذها والحد من دورها في محاربة هذه الجماعة الخارجة على الدين والملة والعروبة، كانوا في طليعة الفاعلين، مستخدمين أساليبهم وفكرهم الضال والمضل، ورأس الحربة لهذه الحروب غير الأخلاقية بعدائهم للمملكة ومن يقف معها واسترضاء لأعدائها.

على امتداد سنوات خلت، لم يخلُ بوق إعلامي تابع لجماعة الإخوان من خبر أو تحليل أو رأي إلا ويستهدف من خلاله المملكة وحلفاءها استمرارا للحرب الشرسة والقذرة، ورفضاً للمشروع الحضاري التقدمي، الذي يدعو للسلام ويقف ضد المشروع التكفيري الرجعي المتخلف.

لقد بات جلياً للعيان أن رهانات “مشروع أوباما” على الإخوان تلاشى؛ فلم يعد يثق بهم المجتمع الإسلامي كمجموعة دينية، ولم يثق بهم الغرب كمجموعة سياسية. وبما أن الوطن ينطلق وينمو بحب الوطن والمواطنة، ويتمزق إذا انطلق من المرجعيات المذهبية والتيارات السياسية والعصابات الفاسدة، فإن المملكة العربية السعودية ماضية في مشروعها النهضوي بقيادة حكيمة وشعب وفي مهما ازداد الصياح وارتفعت وتيرة النباح من هذه الجماعات الناعقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى