سياسة

محور فيلادلفيا: ورقة ضغط نتنياهو في مفاوضات غزة


اتفاق وقف الحرب في غزة يمر عبر مفاوضات صعبة، ما زالت مستمرة في القاهرة، دون أفق للتوصل لحل يوقف إطلاق النار.

فقد أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، مساء الخميس، أنّ رئيسي جهازي الموساد والشاباك موجودان في مصر لإجراء محادثات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال عومير دوستري المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنّ رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار “موجودان حالياً في القاهرة حيث يفاوضان للدفع قدماً نحو اتفاق للإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع”.

تأتي هذه المفاوضات بعد يومين من انتهاء جولة شرق أوسطية جديدة قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من دون أن تؤدّي إلى حدوث انفراجة في الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار وإطلاق سراح رهائن محتجزين في القطاع.

هذه المفاوضات تأتي وسط الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على طرفي الحرب للتوصل إلى هدنة، في حين يضغط وزراء أقصى اليمين على نتنياهو لرفض الاتفاق مهددين بالانسحاب من الحكومة التي يقودها، مما يهدد بانهيارها، وهو ما يخشاه نتنياهو.

وتأتي المفاوضات الحالية بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. التي خلفت أكثر من 40 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال.

بنيامين نتنياهو وسط الجنود الإسرائيليين في غزة - رويترز

وتجرى المفاوضات بوساطة مصرية أمريكية قطرية، وهي مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية. وعقدت جولتها الأولى الأسبوع الماضي في الدوحة واستمرت يومين، دون مشاركة حماس.

عصا نتنياهو في عجلة المفاوضات

وبالتزامن مع المفاوضات، أكد مكتب نتنياهو أنه يصرّ على تحقيق “جميع أهداف الحرب”، وهو ما يتطلّب “تأمين الحدود الجنوبية” لقطاع غزة مع مصر.

وقال مكتب نتنياهو، الخميس، إن “التقارير التي تفيد بأنّ إسرائيل تدرس فكرة وضع قوة دولية على محور فيلادلفيا غير صحيحة.. رئيس الوزراء نتنياهو يلتزم بالمبدأ القائل بأن إسرائيل يجب أن تسيطر على محور فيلادلفيا من أجل منع حماس من أن تعيد تسلّحها. ما يسمح لها بأن ترتكب مجددا الفظائع التي ارتكبتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

وتشير التصريحات الإسرائيلية إلى رغبة تل أبيب في إبقاء قوات إسرائيلية في القطاع، وهو ما ترفضه حركة حماس بشدة.

وبحسب مصادر مطلعة فإن حماس تشعر بالقلق بشكل خاص من أحدث مطلب. الذي يتعلق بالاحتفاظ بقوات إسرائيلية على طول محور نتساريم، وهو شريط ممتد من شرق القطاع إلى غربه يمنع حرية حركة الفلسطينيين بين شمال قطاع غزة وجنوبه. وأيضا وجود قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا.

ولكن الموقف الإسرائيلي يقابله رفض أمريكي، عبر عنه الرئيس جو بايدن في اتصال مع نتنياهو مساء الأربعاء حين أكد “الضرورة الملحّة لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن”.

بنيامين نتنياهو وسط الجنود الإسرائيليين في غزة - رويترز

وقبل مغادرته المنطقة، سلّط بلينكن الضوء على معارضة بلاده “احتلال إسرائيل غزة لأمد طويل”. لكنه كان قد أكد أن نتنياهو قبِل بالمقترح الأمريكي، وحثّ حماس على أن تحذو حذوه.

وفيما لم يُكشف رسميا عن مضمون الاقتراح الأخير. الذي تقدّم به الأمريكيون خلال جلسة التفاوض في الدوحة، إلا أن حماس أكدت أنه “يتماهى” مع شروط نتنياهو.

موقف مصر

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية. فإن القاهرة رفضت مقترحًا إسرائيليًا بإنشاء 8 أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا وآخر أمريكيًا بإنشاء برجين.

ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من السلطات المصرية في وقت سابق، عن مصدر مصري رفيع المستوى نفيه صحة ما. تناولته وسائل إعلام إسرائيلية حول وجود اتفاقات أو تفاهمات مصرية مع إسرائيل بشأن محور فيلادلفيا. مضيفًا أن “كل الادعاءات بشأن المحور تأتي في إطار سعي الطرف الإسرائيلي للتغطية على فشله العسكري المستمر بقطاع غزة”.

وأوضح المصدر أن مصر أكدت ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من معبر رفح من الجانب الفلسطيني، حتى يمكن إعادة تشغيله مرة أخرى. كما أن مصر أكدت تمسكها بحتمية الانسحاب الإسرائيلي الكامل من محور فيلادلفيا.

محور فيلادلفيا

يقع محور فيلادلفيا على الأراضي الفلسطينية بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة. على طول الحدود المصرية مع القطاع، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبوسالم جنوبا. حيث نقطة التقاء الحدود بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل. ويبلغ طوله نحو 14 كيلومترا وعرضه بضع مئات من الأمتار.

مقترح بايدن

وتتمسّك حركة حماس بموقفها الداعي إلى التقيد بالمقترح وفق الصيغة التي أعلنها الرئيس بايدن في 31 مايو/أيار الماضي. وأعلنت قبوله في مطلع يوليو/تموز الماضي.

وينص المقترح على هدنة مدتها 6 أسابيع يصاحبها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة وإطلاق سراح رهائن خطفوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ثم مرحلة ثانية تنتهي بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى