مخاوف دولية تتجدد: معسكرات الهول وروج بيئة خصبة لنمو أشبال داعش

أفاد تقرير حديث نقله المركز العربي لدراسات التطرف، بأن أطفال مقاتلي داعش في معسكرات الاعتقال شمال شرق سوريا، شوهدوا وهم يُظهرون إشارات قطع رؤوس، ويطلقون تهديدات ويسخرون من الحراس، مما يثير مخاوف من عودة محتملة لتنظيم الدولة الإسلامية، في الوقت الذي تحذر القوات الكردية من تصاعد خطر التنظيم الجهادي داخل هذه المعسكرات وخارجها في ظل حالة عدم الاستقرار المستمرة في المنطقة.
ويضم مخيما الهول وروج، اللذان يضمان أكثر من 55 ألف محتجز، نساءً وأطفالاً مرتبطين بداعش. ويُظهر هؤلاء الأطفال، الذين قضى الكثير منهم حياتهم بأكملها في الأسر، ميولاً عنيفة، محاكيين سلوك آبائهم المتطرف وفقاً لتقارير سكاي نيوز.
وبحسب قادة قوات سوريا الديمقراطية، أصبحت المعسكرات أرضاً خصبة لـ”أشبال الخلافة القادمين” مع استمرار داعش في استغلال فراغ السلطة الذي خلفه سقوط نظام بشار الأسد العام الماضي.
وتواجه القوات الكردية المكلفة بتأمين هذه المعسكرات حوادث عنف يومية، بما في ذلك الطعن والتفجيرات ومحاولات التهريب.
وصرح القائد كين أحمد، المشرف على مخيم الهول، لوسائل الإعلام بأن خلايا تابعة لداعش خارج المخيمات تقدم المساعدة للمحتجزين. فهم يهربون الأسلحة إلى المخيمات ويدبرون عمليات هروب باستخدام أساليب مثل إخفاء الأفراد في مقاعد شاحنات نقل مجوفة أو استخدام المجاري المائية، بحسب المركز.
وكثيراً ما تصادر قوات الأمن أسلحة ومتفجرات بدائية الصنع ومواد محظورة أخرى خلال مداهمات خيام المعتقلين. ويعلن المعتقلون، بمن فيهم النساء، ولاءهم لداعش بتصريحات مرعبة مثل “داعش سيعود” و”نحب الدولة الإسلامية”.
وعندما زار طاقم سكاي نيوز المخيم، كان الأطفال، وبعضهم في السادسة من العمر، يلوّحون بإشارات قطع الرؤوس.
-
سوريا: تفكيك خلايا تابعة لـداعش في محيط دمشق
-
تقرير : داعش لا يزال يشكّل تهديداً فعلياً ويسعى لاستغلال عدم الاستقرار في سوريا
وعلى الرغم من التعزيزات على الأسوار المحيطة والمراقبة على مدار الساعة، اعترف أحمد بأن الأمن لا يزال غير كافٍ، محذراً من أن المجتمع الدولي يجب أن يتدخل لمنع داعش من استعادة قوته.
هذا ويضم مخيم الهول وحده حوالي 22,000 طفل؛ أي ما يزيد عن 60% من سكانه. وقد حُرم العديد من هؤلاء الأطفال، المولودين لأبوين من داعش، من طفولة طبيعية، وعاشوا في ظروف قاسية، وتعرضوا لأيديولوجيات متطرفة.
ومن دون الحصول على إعادة التأهيل المناسب والدعم النفسي، يخشى الخبراء أن يتعرض هؤلاء الأطفال لخطر التطرف، مما يؤدي إلى إدامة دائرة العنف والإرهاب.
-
مقتل «أحد أخطر الإرهابيين بالعالم».. «والي داعش» في سوريا والعراق
-
داعش يضع تحرير مقاتليه من سجون سوريا على رأس أولوياته
ومما يزيد المشكلة تعقيداً سحب الولايات المتحدة جزءاً كبيراً من مساعداتها في عهد إدارة ترامب، الأمر الذي ترك القوات التي يقودها الأكراد تكافح من أجل إدارة المخيمات.
وأعرب المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع وفقاً لما أوردته بوليتيكو. وعقد مسؤولو الاتحاد اجتماعاً طارئاً في وقت سابق لمعالجة الأزمة، والذي تضمن مخاوف بشأن المخاطر الأمنية التي يشكلها المعتقلون المرتبطون بداعش، وبعضهم من مواطني الاتحاد الأوروبي.
وخضعت المعسكرات للتدقيق بسبب ظروفها القاسية، مع مزاعم بانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والعنف. وبينما لم تُوجَّه اتهامات رسمية للمعتقلين، فإن العديد منهم كانوا إما أعضاء في داعش أو فروا من التنظيم خلال فترة حكمه.