مرتع للإرهابيين.. قطر تستقطب 2000 فرد من أفغانستان تحت عباءة التعليم
الدعم القطري لحركة طالبان لم يعد مقتصرا فقط على تقديم الإعلانات والمساعدات ومحاولات إكسابها الصبغة الشرعية بالساحة الدولية، عبر المفاوضات العديدة التي تخوضها، بل تجاوز كل ذلك لتصبح الدوحة بأكملها مرتعا لإرهابيّ الحركة الأفغانية.
واستقبلت قطر على مدى سنوات، ومنذ ٢٠١٣، العديد من رموز حركة طالبان، حيث أنشأت لهم مكتبا خاصا على أراضيها، ثم باتت تستقطب العديد من أعضائها وتنقل أطراف الجماعات الإرهابية واحدا تلو الآخر، لتكون أشبه بعاصمة جديدة لطالبان بآسيا.
ومؤخرا، أعلنت قطر توفيرها التعليم لطلاب الجامعة في كابول نظرا للظروف الأمنية في أفغانستان، عبر السماح بإلحاقهم بكليات المدينة التعليمية في الدوحة، وفقا لاتفاقية تم توقيعها بين مؤسسة قطر وصندوق قطر للتنمية مع الجامعة الأميركية في أفغانستان، وقالت مصادر إنه من المحتمل أن تقدم قطر على تجنيس الطلاب الأفغان وطالبان بمنحهم الجنسية، على غرار عدد من الإخوان المتواجدين بها، لتمكينهم في البلاد، مضيفة أن قطر ستحتضن الأفغان من أبناء طالبان وتمنحهم الجنسية وإكسابهم العديد من الحقوق والحريات على حساب أبناء قطر الأصليين، وهو ما ينذر بأن الدوحة لن تكون ملكا لأهلها الحقيقيين وسيسيطر عليها المجنسون.
ولعبت قطر دورا ضخما في المفاوضات مع طالبان، تحت ستار إجراء مفاوضات السلام الذي استعملته لمد الحركة بالدعم المالي والعسكري، للعودة إلى الحكم مجددا، وقدمت لها يد العون في إعادة تشغيل المطار وإرسال طائرة قطرية بها فريق فني في كابول.
كما أجرت قطر عدة اتصالات مع دول أخرى لمساندة طالبان، وتسهيل مهمتها في السيطرة ومساعدتها على أكمل وجه، وتمهيد الطريق أمامها وإجراء مفاوضات مع الدول الأخرى لتكون ذراعها بآسيا، حيث أعلنت وزيرة الخارجية الهولندية، سيغريد كاغ، في الدوحة أن بلادها قررت نقل سفارتها من كابول إلى العاصمة القطرية، بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويأتي ذلك، لرغبة قطر في الحصول على دور رئيسي في المحادثات مع طالبان، في ضمان سيطرة الحركة واستقطاب الأطراف المعادية لها للتمهيد من أجل إجراء محادثات لتحسين الأوضاع مستقبلا، وهو ما يصب في تحسين صورتها العالمية، وضمان مدخل وموطئ قدم لها بآسيا.
فيما أجرت عدة مفاوضات مع أميركا والاتحاد الأوروبي لصالح حليفتها طالبان، بالإضافة إلى مطالبة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في كلمته خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة دعم أفغانستان.