مستقبل غامض لنازحي الجنوب اللبناني وسط تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل
مع استمرار المواجهات بين إسرائيل و”حزب الله” على طول الحدود اللبنانية، يبدو أن عودة عشرات الآلاف من النازحين اللبنانيين إلى قراهم في الجنوب ما زالت مستبعدة. فقد تسببت الغارات والقصف الإسرائيلي المتواصل في منعهم من العودة، وحالت دون تفقد منازلهم وأرزاقهم.
-
لبنان يحيي ذكرى المفقودين وسط توتر متصاعد بين حزب الله وإسرائيل
-
بعد صواريخ حزب الله: صحيفة أمريكية تكشف الخطوة التالية لإيران
ارتفاع أعداد النازحين
تشير أحدث تقارير مكتب منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إلى أن أكثر من 113 ألف شخص نزحوا من القرى الحدودية الجنوبية حتى تاريخ 6 سبتمبر، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بالـ102 ألف نازح المسجلين حتى 8 أغسطس.
هذا التزايد في أعداد النازحين يعكس تدهور الأوضاع الميدانية، وسط غياب أي حل يلوح في الأفق لوقف التصعيد المتواصل منذ اندلاع المواجهات في 7 أكتوبر الماضي.
على الرغم من دعوات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في 25 أغسطس للنازحين للعودة إلى حياتهم الطبيعية بعد مقتل القيادي فؤاد شكر، إلا أن السكان رفضوا العودة، بل ارتفعت أعدادهم في الشهرين الماضيين.
-
نيويورك تايمز: إسرائيل وحزب الله يحاولان احتواء التصعيد وردع الحرب الإقليمية
-
ما هي الأسلحة التي سيستخدمها حزب الله في مواجهة حرب مفتوحة مع إسرائيل؟
أي تحرك من قبل النازحين لتفقد ممتلكاتهم يتم بشكل مؤقت وتحت حماية الجيش اللبناني والصليب الأحمر الدولي وقوات الأمم المتحدة “اليونيفيل”.
القرى الحدودية شبه خالية
في هذا السياق، تحدث إبراهيم شعلان، أحد سكان بلدة كفر كلا الحدودية، عن الوضع في بلدته، قائلاً: إن “البلدة شبه خالية بسبب استمرار المعارك، وأن بعض الأهالي عادوا لفترة قصيرة لتفقد ممتلكاتهم، ولكن بترتيبات أمنية مشددة”.
وأشار إبراهيم إلى أن أكثر من 500 وحدة سكنية من أصل 1500 في كفر كلا تعرضت للدمار نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر.
-
أكسيوس تكشف كواليس اللحظات الأخيرة قبل تبادل الضربات بين حزب الله وإسرائيل
-
رويترز: غارات إسرائيلية على منشآت أسلحة لحزب الله في وادي البقاع
مدينة الخيام، التي تعد واحدة من أكثر المناطق تأثراً، باتت أيضاً شبه خالية من سكانها، ووفقًا لـ خليفة، أحد سكان الخيام، فإن القرية تواجه دماراً كبيراً ولن يكون بالإمكان العودة إليها قبل انتهاء الحرب، وأضاف أن القرى الحدودية تعاني من نسبة كبيرة من الدمار، وأن الأهالي لا يرغبون في العودة قبل تثبيت الاستقرار بشكل كامل على طول الحدود.
محاولات مؤقتة للعودة
رغم رفض غالبية السكان العودة، عاد بعض التجار من بلدتي ميس الجبل والعديسة مؤقتاً لنقل بضائعهم من المستودعات، وتم هذا التحرك بتنسيق مع الجيش اللبناني وتحت مراقبة الصليب الأحمر الدولي وقوات “اليونيفيل”.
-
حزب الله يعوّل على تكتيك حرب الأنفاق في مواجهته مع إسرائيل
-
تفاقم الأزمة بين وزير الدفاع وقائد الجيش وسط تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل
إلا أن العودة إلى الحياة الطبيعية، كما دعا إليها حزب الله، تبدو غير واردة في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي.
يقول سكان القرى الحدودية: إنهم يتعرضون لضغوط كبيرة بسبب القصف والغارات، مما جعل العودة إلى قراهم محفوفة بالمخاطر.
وعلى الرغم من دعوة حسن نصر الله للنازحين للعودة، فإن توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية حال دون تنفيذ هذا التوجه. وفيما تستمر الحرب، يجد النازحون أنفسهم محاصرين بين نيران الصراع الدائر وحاجتهم للعودة إلى منازلهم.
غموض بشأن تصعيد عسكري محتمل
ورغم الشائعات حول توقعات بعمليات أمنية إسرائيلية واسعة في جنوب لبنان، نفت مصادر قريبة من حزب الله وجود أي مؤشرات على تحرك عسكري إسرائيلي كبير، كما أكدت المصادر أن أي سيناريو مشابه لما يحدث في غزة سيقابل بمواجهة شديدة من جانب حزب الله.
منذ 8 أكتوبر الماضي، أدخل حزب الله لبنان في دوامة من المواجهات شبه اليومية، وذلك بفتح جبهة الجنوب دون التنسيق مع الحكومة اللبنانية أو البرلمان.
هذا التصعيد المستمر أدى إلى توجيه سهام النقد للحزب من معارضيه، الذين يعتبرونه مسؤولاً عن الأزمة المتفاقمة في الجنوب والنزوح الجماعي للسكان.
حصيلة الخسائر
تسببت المواجهات على جانبي الحدود في سقوط 610 قتلى على الأقل في لبنان، بينهم 394 مقاتلاً من حزب الله و135 مدنياً، وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس.
أما في إسرائيل، فقد قُتل 24 عسكرياً و26 مدنياً، من بينهم 12 شخصاً في الجولان السوري المحتل.
كما أدت هذه المواجهات إلى نزوح مئات الآلاف من اللبنانيين من جنوب البلاد، تاركين منازلهم وأراضيهم هرباً من القصف والغارات الجوية. فيما ما تزال الأوضاع متوترة على الحدود، يتزايد القلق حول مستقبل القرى الحدودية وسكانها، الذين يواجهون مصيراً غامضاً في ظل تصاعد العنف.