مصر والإمارات.. قيادة عملية إعادة إعمار غزة
تقود دولتا مصر والإمارات ودول عربية أخرى عملا مشتركا نحو عملية إعادة إعمار غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للفلسطينيين.
وفي خط مواز، تقود مصر والإمارات “استكشاف مسارات جديدة لخفض التصعيد وبدء عملية السلام” بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بعد التوصل للتهدئة في قطاع غزة.
ورجح خبراء سياسيون، في أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية”، أن تسهم الجهود المصرية ودعم ومساندة الإمارات، في تحريك عملية السلام وبدء المسار التفاوضي بين فلسطين وإسرائيل خلال الفترة المقبلة، بعد تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.
ولم تكن الجهود المصرية في التوصل للسلام وحيدة، فدعم الإمارات كان موجودا بقوة وأعطى زخما سياسيا للتحركات المصرية لوقف إطلاق النار، الأمر الذي أسهم في حقن دماء الأبرياء وحماية المدنيين.
الأمر الذي دعت إليه الإمارات وسعت لتحقيقه منذ بداية الأزمة، وقبل تطورها وانتقالها من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
وفور اندلاع التوترات في القدس والمسجد الأقصى، أدان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية جميع أشكال العنف والكراهية التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
لم تتوقف التحركات الإماراتية بل تواصلت وبرزت بوضوح في بيان أدلت به السفيرة لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة أمام المناقشة العامة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أعربت الإمارات في الكلمة عن قلقها البالغ إزاء الممارسات التي تم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني منذ مطلع شهر مايو/أيار الجاري في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك في المسجد الأقصى وفي القدس الشرقية المحتلة، والتهجير القسري للعائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال.
وتعهدت دولة الإمارات العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال الفلسطينية والعربية والإسرائيلية التي تستحق العيش بأمان وكرامة في منطقة مستقرة ومزدهرة.
تحدي الإعمار والسلام
السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أكد في حديث خاص لـ”العين الإخبارية”، أن الرؤية المصرية تتطابق مع ما طرحته الإمارات في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، والتي تصب في اتجاه تعزيز قدرات الموقف العربي على مواجهة تحدي إعادة إعمار غزة، ثم التحرك المشترك لدعوة الشركاء الدوليين لتعزيز فرص الحل السياسي، والدعوة لمؤتمر دولي من أجل السلام.
وتابع قائلا: “للإمارات ثقل ودور هام في التواصل مع الأطراف والشركاء الدوليين من أجل إطلاق عملية السلام، حيث إن الأفق السياسي هو المدخل الوحيد لحل القضية الفلسطينية، والتي لا يمكن ان تحل بالقوة المفرطة والمواجهة العسكرية.
وبين حجازي أن الإمارات ومصر تقودان معا عملية إعادة إعمار جادة يستشعر من خلالها الفلسطينيون بالأمل، علاوة على الضغط على الحكومة الإسرائيلية كي تبتعد عن سياستها العنصرية، ووقف الاستيطان.
أمن واستقرار المنطقة
كما أبرز حجازي أن الدولتين تلعبان دورا كبيرا في تحقيق أمن واستقرار المنطقة، ليس فقط ما يخص قطاع غزة وفلسطين، بل أيضا ما يخص ليبيا والعديد من القضايا العربية المشتعلة.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية تستوجب تثبيت وقف إطلاق النار وهو ما يعمل عليه حاليا وفدان مصريان في فلسطين وإسرائيل، إضافة إلى جهود إعادة الإعمار التي بدأتها مصر والتي يمكن ان تكون قاطرة لمساهمات عربية وخليجية أخرى يستشعر الشعب الفلسطيني من خلالها الأمل في المستقبل.
ثقة ومصداقية
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يرى أن التحركات الإماراتية تخدم الجانب الفلسطيني والسياسة العربية، وتكسب أي تحرك مصري وعربي نحو إحياء مسار السلام، ثقة ومصداقية كبيرة.
وأكد فهمي، في حديث خاص لـ”العين الإخبارية”: “لدى دولة الإمارات اتصالات وعلاقات دولية جيدة مع الولايات المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة ومراكز السياسة الدولية وهو ما يؤهلها لتقديم دعم كبير للقضية الفلسطينية وإحياء عملية السلام”.
ونبه “فهمي” إلى أن “مسار إحياء المسار التفاوضي بين فلسطين وإسرائيل، سيبدأ بدول مسؤولة في الإقليم وتتمتع بعلاقات جيدة مع كافة الأطراف مثل دول الإمارات ومصر والأردن”.
قريبا.. بدء عملية السلام
نبه أستاذ العلوم السياسية إلى أن الدول الثلاث (الإمارات ومصر والأردن) تستطيع أن تمثل ضغطا غير مباشر على إسرائيل ودفعها للبدء في عملية التفاوض من أجل إحلال السلام.
وفي هذا الصدد، أبرز الخبير السياسي أن دولة الإمارات ستشارك خلال الفترة المقبلة في أي اتصالات على صعيد المسار التفاوضي لبدء عملية السلام والتي من المرجح أن تبدأ قريبا في القاهرة أو عمان، بعد تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.
وفي إطار دفع عملية السلام، ألمح فهمي إلى أن وزير الخارجية الأمريكي سوف يزور المنطقة خلال الأسبوع الجاري، علاوة على زيارة سيقوم بها وزير خارجية إسرائيل لمصر بداية الأسبوع المقبل.
وضمن تحركاتها للمساهمة في الحفاظ على وقف إطلاق النار وإحياء عملية السلام.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وأثنى على الجهود المصرية التي أدت إلى وقف إطلاق النار في القطاع والدور الإنساني الهام الذي قام به الرئيس السيسي للتهدئة وحقن دماء المدنيين الأبرياء.
وأكد أن الإمارات على استعداد للعمل مع جميع الأطراف للحفاظ على وقف إطلاق النار واستكشاف مسارات جديدة لخفض التصعيد وتحقيق السلام.
واستضافت الإمارات المؤتمر الافتراضي الطارئ للبرلمان العربي لبحث الأوضاع في القدس، وأصدرت بيانا دعت فيه إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية.
ونجحت مصر في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، دخل حيز التنفيذ في الثانية من فجر الجمعة الماضية، بعد 11 يوما من القصف المتبادل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.