مطاريد الإخوان في تركيا..إلى أين الملاذ؟
لا يزال مطاريد الإخوان في تركيا، في بحث دائم عن ملاذات آمنة جديدة، وذلك بعد التغيير في المشهد السياسي للخارجية التركية، التي وضعتهم في مفترق طرق.
- ما هي أسباب ودلالات ونتائج زيارة الشيخ محمد بن زايد لتركيا؟
- زيارة محمد بين زايد لتركيا.. ماذا قدمت أنقرة لتحقيق ذلك؟
طريقان لا ثالث لهما، أمام التنظيم الإرهابي في تركيا، للفرار من مصير محتوم، يلوح في الأفق مع التقارب التركي العربي، إذ أن أنقرة لم تعد الوجهة الآمنة للجماعة الإرهابية.
الطريق الأول، وفق خبراء، هو المغادرة مباشرة إلى محطات دائمة في دول أوروبية مثل بريطانيا وكندا والسويد، وهما الدول الأكثر أمنا لأعضاء تنظيم الإخوان، لاسيما المتورطين في قضايا إرهاب.
- تقرير: الإخوان يدفعون المال لنواب بريطانيين لمهاجمة السعودية
-
مرشد الإخوان.. الصراع بلغ مرحلة تكسير العظام
أما الطريق الثاني، فهو الاضطرار إلى اللجوء لمحطات “ترانزيت”، مثل سوريا ولبنان، رغم ما تشهده هذه الدول من واقع غير مستقر، لكن المراقبين يرون أن هذه الدول قد تكون وجهة اضطرارية بهدف نقل أموال التنظيم خارج تركيا.
وفقا لذلك، فإن المسارين يعكسان أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يواصل الهزائم المتتالية، وأن أنقرة عازمة على استكمال إجراءات بناء الثقة مع الدول العربية عبر تنسيق أمني لا يخلو من تفاهمات حول تسليم المطلوبين المتورطين في قضايا إرهاب وصدرت بحقهم أحكام قضائية.
تحركات مضطربة
تحركات مضطربة، تدفع بالإخوان إلى المغادرة الحتمية، لكن هذه المرة إلى دول “ترانزيت”، وفق الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق.
ويقول فاروق: “دول مثل سوريا ولبنان ستكون أقرب لمحطات مؤقتة للإخوان لترتيب أوضاع الانتقال، والأهم نقل الأموال خارج تركيا، لكن هذا لا يعني الاستقرار الدائم بها” حسب ما جاء في “العين الإخبارية”.
ولعل أحد أهم أسباب عزوف الإخوان عن الاستقرار بتلك الدول، بحسب فاروق، أنها “مناطق صراع ذات حدود ملتهبة بالإضافة إلى تدني الظروف الاقتصادية بهما، حيث أنهما ليست الوجه المناسبة للاستقرار أو للاستثمار“.
شبكة سماسرة من الإخوان المتناثرين داخل لبنان وسوريا، يمكن مساعدتهم لتهريب الأموال للخارج، بحسب فاروق، وذلك يأتي في سياق التعليمات التركية الأخيرة لأعضاء الإخوان بوقف تمويل أي مشروعات تحريضية، بالإضافة لتقنين أوضاعهم المالية.
يدل ما سبق، كيف أن أنقرة تحاول اتخاذ مزيد من الإجراءات التصحيحة تجاه دول المنطقة، في وقت تمارس فيه الدول الإقليمية الكبرى جهودا حثيثة، للضغط على تركيا، لتنفيذ جميع المطالب التي من شأنها تبريد الخلافات بالإقليم,
ويرى “فاروق” أن “مسار الانتقال الدائم سيكون لدول أوروبية مثل كندا وبريطانيا والسويد والدنمارك، حيث لا تشهد هذه الدول تضييقات على جماعة الإخوان حتى الآن”.
وأوضح أن “هناك عددا من إخوان تركيا فروا إلى كندا كلجوء سياسي بشكل مكثف خلال الشهور الماضية، مشيرا إلى أن هناك عناصر إخوانية بدأت تسيطر على مناصب قيادية بكندا”.
وتابع قائلا: “إخوان مصر منذ هروبهم لتركيا وهم يعملون على التوسع والانتشار بدول عدة، في أوروبا وشرق أسيا، عبر ادعاء ورقة اللجوء السياسي، لضمان وجود بدائل في حال الخروج من تركيا”.
ترقب وقلق
وتعيش عناصر جماعة الإخوان الإرهابية في تركيا، حالة من الترقب والقلق الشديدين جراء التقارب المصري التركي خلال الشهور الماضية، وأيضاً التقارب مع الدول العربية، بعد أن طالبتهم أنقرة بضرورة المغادرة.
وعلى مدار الشهور الماضية، بحث أبناء التنظيم الإرهابي عن منافذ أخرى خارج تركيا، تكون آمنة ومستقرة للاستقرار بها بعد أن ضاقت بهم تركيا بشكل كبير، جراء تدخلهم في الشؤون الداخلية من جهة، ولتوطيد العلاقات مع الدول الإقليمية الكبرى من جهة أخرى.
وسبق أن قدمت مصر، عبر نشرة رفعها مكتب التعاون الدولي للشرطة الدولية (الإنتربول)، قائمة تضم أكثر من 60 اسما من قيادات الإخوان المطلوبين على ذمة قضايا إرهاب وصادرة ضدهم أحكام لتسهيل عملية ضبطهم.
وبين حين وآخر، تجدد القاهرة نشرة المطلوبين أمنيا على قوائم الإنتربول، وتعيد إرسالها لدول العالم في إطار ضغط مستمر لرفع غطاء الإرهاب عن عناصر الإخوان الهاربة والمدانة بارتكاب جرائم إرهابية.
ومع احتدام الخلافات الأخيرة بين جبهتي لندن وأنقرة، أصبح هناك دافع جديد لأبناء الجماعة لتغير مقر إقامتهم في تركيا، لاسيما مع الاتهامات المتتالية للأخيرة بالفساد المالي والإداري.
وضربت هذه الاتهامات البنية التحتية للتنظيم، الذي لم يعد قادرا على مواجهة السياسة الجديدة لتركيا “تصفير المشكلات” والتي ستكون أولى حلقاتها طردهم وتسليم المطلوبين.
ودب خلاف حاد بين قطبي التنظيم الإرهابي في لندن وتركيا، وانقسمت الجماعة إلى جبهتين في أنقرة يترأسها أمينه السابق محمود حسين، وفي لندن يتزعمها القائم بأعمال المرشد العام إبراهيم منير.