سياسة

معركة الدرونز تتصاعد.. موسكو تطور تكتيكات الاختراق الصامت


تطورات متسارعة تشهدها المعارك في أوكرانيا ما يفرض تغييرات مستمرة في أساليب القتال.

وخلال حرب أوكرانيا، اعتمدت روسيا بشكل كبير على شن هجمات بواسطة الطائرة المسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد”، فيما استخدمت كييف الرشاشات الثقيلة لإسقاطها. ولذلك كان على موسكو البحث عن طريقة لحماية مسيراتها.

وبالفعل، بدأت روسيا في اتباع تكتيك جديد يتمثل في شن هجمات من ارتفاعات شاهقة لتجنب إطلاق النار، وذلك وفقا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.

ونقل الموقع عن يوري إهنات، المتحدث الرسمي باسم القوات الجوية الأوكرانية، قوله: “يتمثل التكتيك الروسي الحالي في تغيير مسارات الطائرات المُسيّرة باستمرار .ومحاولة إطلاقها على ارتفاعات شاهقة تصل لأكثر من كيلومترين فوق سطح الأرض ثم تنقضّ مباشرة على الهدف”.

ورغم أن إهنات لم يُحدد طائرة “شاهد” بالاسم إلا أنها تُعدّ الطائرة المُسيّرة الرئيسية. التي تستخدمها روسيا لقصف المدن الأوكرانية من بعيد.

وأوضح إهنات، في مقال نُشرته صحيفة “آر بي سي أوكرانيا” المحلية. أن المناورات على ارتفاعات عالية تُتيح للرادارات رصد الطائرات المُسيّرة بسهولة أكبر، لكنها تُحلّق خارج نطاق نيران الأسلحة الصغيرة.

وأشار إلى أن هذا الأمر يُمثل مشكلة لجزء من الدفاعات الجوية الأوكرانية. التي تنشر مجموعات نيران متنقلة مُزوّدة برشاشات ثقيلة مُثبّتة على مركبات لإسقاط طائرات “شاهد” عند اقترابها.

استراتيجية

 

قالت الوحدات الأوكرانية إن المسيرات أحادية الاتجاه تحلق على ارتفاعات أعلى وأسرع. مما يجعل إصابتها أصعب بكثير في حين تم الإبلاغ عن بعض التعديلات على “شاهد”. والتي أدت إلى زيادة سرعتها القصوى المعروفة من 115 إلى 180 ميلاً في الساعة.

والأسبوع الماضي، قال أحد قادة فرق إطلاق النار المتنقلة لـ”بيزنس إنسايدر” إنه يتعين على الأوكرانيين البدء في الاعتماد بشكل أكبر على صواريخ أرض-جو التي تُطلق من الكتف. والمعروفة أيضًا باسم منظومات الدفاع الجوي المحمولة.

ويُعد هذا التكتيك الجديد جزءًا من إستراتيجية روسيا لاستخدام مسيرات “شاهد” لاستنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية، بما في ذلك الحرب الإلكترونية الأوكرانية وصواريخ أرض-جو.

والعام الماضي، ارتفع إطلاق مسيرات “شاهد” بشكل حاد. حيث ترسل روسيا المئات منها إلى هدف في ليلة واحدة لإرباك الدفاعات الجوية الأوكرانية.

وبعض المسيرات التي يتم إطلاقها هي نسخ أرخص بدون رؤوس حربية تعمل كفخاخ. وقدّر إيهناث أنه مقابل كل 100 مسيرة ترسلها روسيا هناك حوالي 40 منها فخ.

وعادة ما تكون “شاهد” أبطأ وأقل قوة من صواريخ كروز أو الباليستية، لكنها أقل تكلفة. حيث تتراوح تكلفتها بين 20 ألفًا و50 ألف دولار للمسيرة الواحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى