الشرق الأوسط

مفاوضات غزة: نقاط الخلاف ومصير معبر فيلادلفيا في طريق صعب


مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس، يبدو أن الجولة الأخيرة من مناقشات وقف إطلاق النار وصلت إلى «طريق مسدود»، ووصفها مسؤول أمريكي العملية بالـ”محبطة”.

ورغم هذا «الإحباط» تسابق الولايات المتحدة الزمن عبر المفاوضين لتقديم مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة، وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في الأيام المقبلة، بحسب مسؤولين أمريكيين ومصدرين أمنيين مصريين.

نقاط الخلاف

وحول نقاط الخلاف، نقلت شبكة “إيه بي سي” الإخبارية الأمريكية، عن مسؤول كبير في إدارة بايدن قوله: إن “هناك منطقتين للنزاع فيما يتصل بتبادل الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا”.

المسؤول أكد في تصريحات صحفية، الأربعاء، أن “90٪ من هذا الاتفاق تم الاتفاق عليه”، رافضا اعتبار الاقتراح بأن ممر فيلادلفيا هو نقطة الخلاف المتبقية الوحيدة، مشيرا إلى أن تبادل الأسرى كان محور معظم مناقشات الأسبوع الماضي.

وبين المسؤول البارز، أنه “لا شيء في الاتفاق يتطرق لمحور فيلادلفيا والخلاف هو ما إذا كانت تلك المنطقة ستصنف كمنطقة ستنسحب منها إسرائيل”.

قائمة الرهائن

وأشار المسؤول إلى أن المفاوضات تجري على أساس قائمة من الرهائن، وهي القائمة التي أصبحت الآن أصغر حجما بعد مقتل ستة رهائن خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وتابع المسؤول: “كما تعلمون، إنه أمر مروع. وحماس تهدد بإعدام المزيد من الرهائن. نحن جميعا نعرف مع من نتعامل. نحن نتعامل مع جماعة إرهابية”.

وأضاف: “بالنسبة لكل رهينة، هناك عدد معين من السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم. لذا، سيكون لديك عدد أقل من الرهائن كجزء من الصفقة في المرحلة الأولى. إنه أمر مأساوي ومروع، كما تعلمون، إنه يؤثر علينا جميعًا”.

سباق أمريكي

وبحسب مسؤولين، فإن البيت الأبيض يسعى جاهدا لتقديم مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في الأيام المقبلة.

ويهدف المقترح الجديد إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية التي أدت إلى الجمود المستمر منذ أشهر في المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر سعيا إلى التوصل إلى هدنة في الصراع بين إسرائيل وحماس.

وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين بشكل منفصل يوم الأربعاء إنه تم التوافق على جزء كبير من الاتفاق إلا أن المفاوضين ما زالوا يحاولون التوصل إلى حلول لعقبتين رئيسيتين.

وأوضح المسؤول، الذي رفض كشف هويته، أن “العقبتين تتمثلان في مطالب إسرائيل بإبقاء قوات في محور فيلادلفيا، وفي هوية الأفراد الذين ستشملهم صفقة مبادلة الرهائن المحتجزين لدى حماس بفلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل”.

وبين أن “أمن إسرائيل سيكون في خطر أكبر في غياب اتفاق، والمخاوف الأمنية الإسرائيلية ستحظى بالأولوية في تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار

تفاصيل «المسودة المنقحة»

وذكر المسؤول الأمريكي الأول أنه “قد يتم عرض مسودة الاتفاق الجديدة الأسبوع المقبل أو حتى قبل ذلك. وهناك شعور بأن الوقت قد نفد. ولا تستغربوا إذا رأيتم (المسودة المنقحة) مطلع الأسبوع”.

ويرأس مدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز المفاوض الرئيسي عن الولايات المتحدة، مجموعة صغيرة من كبار المسؤولين الأمريكيين تضم منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ويعملون على صياغة مسودة المقترح.

فيما ذكر مصدران مصريان أن الولايات المتحدة تحولت من نهج كان يوصف بأنه «تشاوري» بصورة أكبر، إلى محاولة «فرض خطة لوقف إطلاق النار على الطرفين”.

وأضاف المسؤولان الأمريكيان، أن “الخطة المعدلة لن تكون عرضا نهائيا ‬‬للقبول به أو رفضه كليا، وإن واشنطن ستواصل العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار إذا لم يكتب لها النجاح.

مطالب حماس

وقالت حركة حماس، في بيان، الخميس، إنه “لا توجد حاجة إلى مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار وإن المطلوب الآن هو الضغط على إسرائيل لقبول مقترح أمريكي وافقت عليه الحركة بالفعل”.

وذكرت حماس في البيان أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا “يهدف لإفشال التوصل لاتفاق”.

وأضافت “نحذر من الوقوع في فخ نتنياهو وحيله حيث يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على شعبنا”.

وتقول حماس إنها قبلت بالمقترح الذي قدمته الولايات المتحدة في الثاني من يوليو/ تموز.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهم، الأربعاء حركة حماس “برفض كل” ما تم طرحه خلال المفاوضات التي جرت بوساطة دولية للتوصل إلى هدنة في غزة في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.

وقال في مؤتمر صحفي حاول فيه التقليل من أهمية الاتهامات بأن إصراره على احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على محور فيلادلفيا، المنطقة الممتدة على طول حدود قطاع غزة مع مصر، يحول دون نجاح المفاوضات: “لقد رفضت حماس كل شيء، وعندما نحاول إيجاد أرضية تمهد لإطلاق المفاوضات، يرفضون و(يقولون) إنه ليس هناك ما يمكن مناقشته”.

وأضاف “لذا آمل أن يتغير ذلك لأنني أريد أن يتم إطلاق سراح هؤلاء الرهائن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى