مفتي ليبيا السابق: اجتماع روما ناقش خطة لتوطين نازحي غزة في البلاد

أطلق مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني تحذيرًا شديد اللهجة بشأن ما وصفه بـ”معلومات خطيرة” وردت إليه، تتعلق بلقاء جرى في العاصمة الإيطالية روما. جمع بين ابراهيم الدبيبة مستشار الأمن القومي لحكومة الوحدة الوطنية. ونجل المشير خليفة حفتر، صدام حفتر، إلى جانب شخصية أميركية يعتقد أنها مستشار الرئيس الاميركي مسعد بولس .فيما تلوح غايات سياسية من وراء هذه التصريحات غير المرحبة بلقاءات بين قيادات من الشرق والغرب من قبل شخصية محسوبة على جماعة الاخوان.
وفي تصريح له على قناة “التناصح” التابعة لدار الإفتاء الليبية. أشار إلى أن اللقاء المذكور قُدّم في الإعلام على أنه ناقش سبل “استقرار ليبيا”. غير أن ما ورد إليه من معلومات يشير إلى أن الاجتماع تضمّن أيضًا طلبًا أميركيًا باستقبال مهجّرين من قطاع غزة في الأراضي الليبية.
-
عمامة الغرياني ترفع راية التمكين.. والإخوان يتحركون لاختراق وعي الليبيين
-
تصعيد خطير.. الغرياني يؤجج الكراهية ضد المهاجرين والدبيبة يعيد ليبيا إلى أجواء الحرب
وتأتي تصريحات الشيخ الصادق الغرياني، المعروف بارتباطه بالتيار الإسلامي. وبتقارب مواقفه مع جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، في سياق سياسي متوتر تشهده البلاد، لاسيما في المنطقة الغربية. حيث تسيطر فصائل وميليشيات محسوبة على التيار الإسلامي. ويرى متابعون أن هذه التصريحات قد تكون أيضًا جزءًا من محاولة لعرقلة أي تقارب سياسي محتمل بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة والمشير خليفة حفتر، في ظل تقارير عن حوارات غير معلنة بين الجانبين برعاية دولية.
وتعبّر أطراف داخل التيار الإسلامي في الغرب الليبي عن مخاوف متزايدة من أن يؤدي أي تفاهم بين الطرفين إلى إعادة تشكيل السلطة على أسس جديدة. قد تُضعف نفوذ الميليشيات والفصائل الإسلامية المهيمنة في طرابلس ومحيطها. وفي هذا السياق تُقرأ تصريحات الغرياني من قبل بعض المراقبين كمحاولة لإثارة الرأي العام عبر البُعد الفلسطيني. بهدف تعطيل مسار تقاربي قد يهدد مراكز النفوذ القائمة.
وفي قراءته للخلفية السياسية لهذا الاجتماع، لمح الغرياني إلى محاولات أميركية. لتقريب وجهات النظر بين الدبيبة وحفتر من خلال صفقات سياسية سرية. يُخشى أن يكون ثمنها تنازلات عن قضايا مصيرية، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.
وقال إن “التقارير الصحافية تحدثت عن أن لقاء في روما تمحور علنًا حول استقرار ليبيا. غير أن ما تم إخفاؤه، بحسب ما وصله، هو أن الولايات المتحدة طلبت من المجتمعين استقبال من سيتم تهجيرهم من قطاع غزة إلى ليبيا.”
وأضاف أن “إن صحت هذه الأنباء، فهي أمر مشين وعار على أهل ليبيا أن يقبلوا به”. مطالبًا حكومة الوحدة الوطنية بإعلان موقف واضح ورافض لهذا التوجه.
وفي معرض تعليقه على خلفية هذه المعلومات، شدد على أن ليبيا. التي تواجه أزمات داخلية متراكمة ومعقدة، ليست في وضع يسمح بأن تكون ساحة لتصفية حسابات أو توطين قسري للفلسطينيين.
وأكد أن الموقف الوطني والديني يقتضي الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني .ودعم صموده على أرضه، لا المشاركة في تهجيره أو توطينه بعيدًا عنها.
وفي هذا السياق، دعا المفتي حكومة الوحدة الوطنية إلى أن تتبرأ بشكل صريح من أي مخطط من هذا النوع، وأن تعلن ذلك أمام الرأي العام دون تأخير.
وجاءت تصريحاته في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة على صعيد القضية الفلسطينية. لا سيما في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. وتصاعد الحديث عن مشاريع دولية لإعادة توطين فلسطينيين في دول أخرى، وهو ما يثير رفضًا واسعًا لدى قطاعات كبيرة من الشعوب العربية.
وكان اللقاء الذي أشار إليه الغرياني قد جمع مسؤولين ليبيين من طرفي النزاع، في خطوة نادرة تأتي في سياق مساعٍ دولية لإعادة تشكيل المشهد السياسي الليبي. لكن ما كشفه المفتي يسلّط الضوء على أبعاد أخرى محتملة لهذه اللقاءات، إذا ما ثبتت صحة ما ورد إليه من معلومات.
ولم يصدر، حتى اللحظة، أي تعليق رسمي من حكومة الوحدة الوطنية أو من أطراف اللقاء بشأن ما أورده المفتي. فيما ينتظر الشارع الليبي توضيحات رسمية تؤكد أو تنفي صحة هذه المعلومات.
ويأتي هذا التطور في ظل سياق إقليمي متوتر. تصاعدت فيه الدعوات الدولية لإيجاد “حلول إنسانية” لأزمة قطاع غزة، في وقت يرى فيه. مراقبون أن الولايات المتحدة تسعى لتفكيك الصراع الفلسطيني عبر حلول جزئية تخدم مصالح إسرائيل وتُعيد رسم خرائط التوطين خارج فلسطين.