أمريكا

مقترح بايدن لوقف حرب غزة: عقبة ممر فيلادلفيا وأزمة الرهائن في الميزان

يواجه المقترح النهائي للرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف الحرب في غزة تحديات كبيرة، أبرزها عقبة ممر فيلادلفيا وأزمة الرهائن


وسط توتر متزايد وتصاعد الضغوط، يتجه الرئيس الأمريكي جو بايدن نحو تقديم مقترح نهائي يهدف إلى إنهاء الصراع المتصاعد في غزة، مع التركيز على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، المبادرة التي تُعتبر حاسمة في مسار المفاوضات، تواجه تحديات كبيرة من الأطراف المعنية، وتثير تساؤلات حول مدى قدرتها على تحقيق توافق ينهي الأزمة الإنسانية في القطاع.

مقترح نهائي وضغوط متزايدة

كشفت مصادر مطلعة لموقع “أكسيوس” الأمريكي، عن تفاصيل مقترح نهائي من الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن مفاوضات غزة، والذي يهدف إلى إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.

وحسب ما أفادت به المصادر، فإن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أطلع عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة على أن بايدن يدرس تقديم هذا الاقتراح في الأيام القليلة المقبلة، على أمل أن يحظى بموافقة جميع الأطراف.

في ظل مقتل ستة رهائن على يد حركة حماس في غزة، ارتفعت وتيرة الضغوط على إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق سريع.

وقد أشارت المصادر إلى أن بايدن عقد اجتماعات مكثفة مع فريقه للأمن القومي لتحديد الخطوات النهائية للمضي قدمًا في هذا الملف الشائك. وقد شهدت هذه الاجتماعات مشاركة نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي انضمت إلى فريق التفاوض بشأن صفقة الرهائن.

فرصة قد تتحقق

في خطوة تعكس مدى جدية الولايات المتحدة في التعامل مع هذا الملف، أجرى جيك سوليفان ومستشار الرئيس بايدن للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، مكالمة عبر تطبيق “زووم” مع عائلات الرهائن الأمريكيين السبعة المحتجزين في غزة.

وأكد المصدران المطلعان، أن سوليفان وماكغورك أبلغا العائلات بعدم ضمان التوصل إلى اتفاق، لكنهما أشارا إلى وجود فرصة قد تتحقق في غضون الأسبوعين المقبلين.

تفاصيل المقترح

بحسب المصادر، فإن الولايات المتحدة ستقدم خلال أيام قليلة، نسخة محدثة من مقترحها لكل من إسرائيل وحماس، مع منح الطرفين أسبوعًا للرد بنعم أو لا.

وأشارت المصادر، إلى أن المفاوضات التي جرت في القاهرة والدوحة الأسبوع الماضي شهدت تقدمًا كبيرًا، خاصة فيما يتعلق بقوائم الأسرى والأسرى الفلسطينيين الذين يُفترض إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة، ومن المتوقع أن يتم إطلاق سراح ثلاثة رهائن على الأقل في هذه المرحلة.


النقطة الشائكة

يعتبر محور صلاح الدين “فيلادلفيا” الواقع على طول الحدود بين مصر وغزة، نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات الدائرة.

حيث يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بقاء القوات الإسرائيلية منتشرة على طول الممر خلال فترة وقف إطلاق النار، التي تمتد لمدة 42 يوماً وتشكل جزءاً من المرحلة الأولى من الاتفاق.

هذا المطلب يواجه رفضًا حازمًا من قبل حماس ومصر، وهو ما يزيد من تعقيد الأمور ويضعف احتمالات التوصل إلى اتفاق شامل.

تضارب في الرؤى

شهدت الاجتماعات الحكومية الإسرائيلية تصاعدًا في الخلافات حول قضية الممر الفيلادلفي، حيث أدى موقف نتنياهو المتشدد إلى مشادة كلامية غير مسبوقة بينه وبين وزير دفاعه يوآف غالانت.

ويبدو أن الموقف المصري وحماس يتماشيان مع رفض أي انتشار للقوات الإسرائيلية على هذا الممر، مما يثير تساؤلات حول كيفية تجاوب الأطراف مع المقترح الأمريكي.

ضغط شعبي

في سياق متصل، عقد جيك سوليفان اجتماعًا افتراضيًا مع عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى حماس، حيث ناقش معهم الأخبار المأساوية عن مقتل الرهائن الستة على يد حماس.

أكد سوليفان، أن الجهود الدبلوماسية الأمريكية مستمرة على أعلى المستويات لتحقيق هدف إطلاق سراح الرهائن المتبقين، مشددًا على التزام الرئيس بايدن بإعادتهم إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن.

شهدت إسرائيل خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، في احتجاجات استمرت ليومين متتاليين، مصحوبة بإضراب عام نظمته أكبر نقابة عمالية في البلاد، وذلك للضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق سريع. ورغم أن المقترحات السابقة التي قدمتها الولايات المتحدة، بمشاركة قطر ومصر، لم تكلل بالنجاح، فإن النسخة المحدثة من مقترح بايدن قد تحمل الأمل في تحقيق اختراق طال انتظاره.

عقبات كبيرة

من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المقترح الأمريكي يواجه عقبات كبيرة قد تعرقل تحقيقه، مضيفًا، أن إصرار نتنياهو على بقاء القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا يعكس تخوفات إسرائيلية من أي فراغ أمني قد يحدث في المنطقة، لكن هذا الموقف يضعف من فرص التوصل إلى اتفاق شامل، خاصة أن مصر ترفض بشكل قاطع أي تواجد إسرائيلي في هذا الممر”.

وأضاف فهمي أن “الولايات المتحدة بحاجة إلى ممارسة ضغوط أكبر على نتنياهو وإسرائيل، لضمان نجاح المقترح وتحقيق الاستقرار في المنطقة، موضحًا أن التوقيت يلعب دورًا حاسمًا في نجاح المبادرة الأمريكية، خاصة مع تزايد الضغوط الشعبية في إسرائيل، بالإضافة إلى الضغوط الدولية، وهو ما قد يجبر نتنياهو على تقديم تنازلات، ولكن ذلك يعتمد على مدى قدرة إدارة بايدن على الاستفادة من هذا الزخم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى