حصري

مليط… صرخة الدم والخبز


في مليط لم تُقصف ثكنة عسكرية، ولم تُستهدف قاعدة للخصوم. ما قُصف هناك هو شاحنات الخبز والدواء، ما قصفت هناك هي الحياة نفسها.
عندما تتحول لقمة الجائع ودواء المريض إلى أهداف للطائرات، ندرك أننا أمام مشروع لا يعرف الرحمة، مشروع لا يعادي خصومه فقط، بل يعادي الشعب بأكمله.

دم مليط يفضحهم

هذه ليست حرباً عادلة، وليست مواجهة بين متقاتلين. هذا استهداف مباشر للأبرياء، للأطفال الذين كانوا ينتظرون الغذاء، وللنساء اللواتي كنّ ينتظرن دواءً يخفف آلام المرض.
في مليط، سقط القناع مرة أخرى عن وجه الحركة الإسلامية. لم يعد هناك مجال للشك: هذه حركة تتغذى على الدم، وتعيش على أنقاض جوع الشعب وأحزانه.

رسالة إلى الداخل

إلى شعب السودان: دم مليط يقول لكم إن المعركة أكبر من صراع سياسي، إنها صراع وجود. إما أن تنتصر الثورة ويولد مشروع الديمقراطية، أو نبقى جميعاً أسرى مشروع لا يرى فينا سوى وقود لحروبه.
القصف في مليط رسالة لنا جميعاً: الثورة لم تنته بعد، بل ما زالت تحتاج إلى عزيمتنا وصمودنا.

رسالة إلى الخارج

إلى المجتمع الدولي: لم يعد الصمت مقبولاً. من يقصف المساعدات الإنسانية يرتكب جريمة حرب موثقة، ويستهزئ بالقانون الدولي وبكل ما تمثلونه من قيم. الإدانة وحدها لا تكفي، والمطلوب هو موقف شجاع يوقف هذه الجرائم ويحاسب مرتكبيها.

الثورة مستمرة

نحن نعرف أن طريق الحرية ليس سهلاً، وأن خصوم الديمقراطية لن يترددوا في استخدام الجوع والسلاح ضد المدنيين. لكننا نعرف أيضاً أن الشعوب لا تُقهر، وأن الدم الذي سُفك في مليط لن يضيع هدراً، بل سيصبح وقوداً لإصرار أكبر على استكمال الثورة.
مليط ليست مجرد جرح، إنها صرخة تقول لنا: لا تتراجعوا، لا تستسلموا، لا تسمحوا لقتلة الخبز والدواء أن يقرروا مستقبل السودان.

في مليط كُتبت الحقيقة بالدم: الحركة الإسلامية عدو للشعب، لا مستقبل لها في وطن يتطلع إلى الحرية والكرامة.
ولذلك، فكل صوت يعلو اليوم ضد هذه الجريمة، وكل يد تمتد لتساند الثورة، هو وفاء لضحايا مليط، وهو وعد بأن السودان سيُبنى على الخبز والعدل، لا على الدم والقصف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى