سياسة

منابر إعلامية وتحركات قانونية.. أدوات الإخوان لمواجهة الاتهامات الفرنسية


كشفت صحيفة (بوليتيكو) أنّ منظمات لها صلات بجماعة الإخوان تحاول التأثير على مؤسسات الاتحاد الأوروبي من خلال “أنشطة ضغط كبيرة”. منعًا لاتخاذ أيّ قرار مناوئ للجماعة، على خلفية صدور التقرير السرّي المتعلق بخطورة جماعة الإخوان ومحاولتها التغلل في الأنظمة الأوروبية، وإقامة مجتمعات موازية.

ويرى المختص في القانون الدولي المعتصم الكيلاني أنّ القرار الفرنسي تجاه جماعة الإخوان “يتماشى مع توجهات بعض الدول الأوروبية”، مثل ألمانيا والنمسا. التي تبدي قلقًا مماثلًا بشأن تأثير الإخوان على القيم الديمقراطية والتماسك الاجتماعي. 

ولفت الكيلاني، في تصريحات ، إلى أنّه على الرغم من عدم إعلان حظر شامل للجماعة في فرنسا، فإنّ الدعوة إلى اتخاذ إجراءات جديدة تشير إلى “إمكانية فرض تدابير أكثر صرامة” في ظل الضغط السياسي المتزايد.

وحذّر الكيلاني من أنّ هذه الإجراءات، وإن كانت تهدف إلى تعزيز الأمن الداخلي، قد تؤدي إلى “توترات داخل المجتمع الفرنسي” إذا شعر بعض المواطنين المسلمين بأنّهم مستهدفون. مؤكدًا أنّ السلطات الفرنسية ستعمل على توضيح ذلك لتجنب أيّ خلط.

من جانبه، يرى رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والدراسات الاستخباراتية جاسم محمد أنّ خطوة ماكرون قد تشكّل “تمهيدًا فعليًا لحظر شامل” لجماعة الإخوان داخل فرنسا. وتأتي امتدادًا لإجراءات بدأت منذ عام 2022. 

وأوضح محمد أنّ القرار يستهدف ليس فقط الجماعة ككيان. بل “يمتد ليشمل الجمعيات والمنظمات المرتبطة بها”.

وحذّر محمد من أنّ هذه الإجراءات، رغم أهميتها، قد لا تكون كافية لاحتواء نشاط الجماعة، التي يرجح أنّها “ستلجأ إلى العمل السرّي”. ممّا يشكّل تحديًا جديدًا للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الفرنسية.

وأشار إلى أنّ ما يجري في فرنسا يمثل “تحولًا نوعيًا في طريقة تعاطي الدولة مع جماعة الإخوان“. حيث أصبحت الإجراءات جزءًا من استراتيجية أوسع لمواجهة جماعات الإسلام السياسي المتغلغلة في المجتمعات الغربية.

كما حذّر رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب من أنّ الإجراءات الفرنسية “ستواجه اختبارات حقيقية تتعلق بالأمن المجتمعي”. خاصة أنّ الجماعة “تميل إلى استثمار المظاهرات العامة والتجمعات والمناسبات السياسية والدينية لتوسيع نفوذها”، وأنّ الأوضاع الدولية، مثل حرب غزة. قد توفر “بيئة خصبة لهذا النوع من النشاط”.

وقد نُشرت خلال الأيام الماضية جوانب من التقرير الاستخباراتي .الذي يكشف حجم نفوذ الإخوان في أوروبا بشكل عام، وفي فرنسا بشكل خاص. وتبع ذلك اجتماعات مهمّة بمشاركة الرئيس الفرنسي لوضع استراتيجية لمواجهة الجماعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى