الشرق الأوسط

مناورة “المبادرات القبلية” للحوثي لقطع الطريق على سلام شامل.


قفزت مليشيات الحوثي على ملفات تفاوضية بمناورة لالتفافية تحت عنوان “المبادرات القبلية” لقطع الطريق على سلام شامل.

فمن محافظة “أبين” إلى “تعز” ابتكرت مليشيات الحوثي ما يسمى “الوساطات القبلية المحلية”. في مسعى للالتفاف على الوساطات الإقليمية والدولية والأممية بادعاء تنفيذ مبادرات أحادية الجانب في الملفات الإنسانية التي ظلت تعرقلها لأعوام بهدف إجهاض جهود السلام، على ما يرى خبراء.

وتستبق مليشيات الحوثي التحركات الدولية التي تقودها الرياض ومسقط والأمم المتحدة لإنضاج تسوية سياسية في اليمن. بتفريخ قضايا وفرض حلول منقوصة تتوافق مع مخططاتها للتعاطي مع مراحل المفاوضات لاحقا.

وتستهدف المليشيات الحوثية من هذا التحرك خارج حزمة الحلول الكاملة. التي تفرضها التسوية المرتقبة إلى تجزئة السلام والقفز مبكرا من خلال الحديث عن اتفاقات باسم المجتمع المحلي والقبائل بعيدا عن التوصل إلى سلام شامل في البلاد.

وفد قبلي في تعز

وحسب مصادر سياسية ومحلية في صنعاء وتعز أن مليشيات الحوثي طلبت من شخصيات اجتماعية في محافظة تعز. تبني مبادرة للتفاوض عبر وفد قبلي مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة التابعة للمليشيات لفتح منفذ إلى مدينة تعز قبل الوصول إلى مناقشة ملف المنافذ مع الوسطاء الدوليين. سيما السعودية وسلطنة عمان.

وقالت المصادر إن المليشيات كلفت قيادات عسكرية حوثية في ما يسمى “المنطقة العسكرية الرابعة” بتشكيل وفد قبلي من شخصيات اجتماعية موالية لها تتوجه إلى صنعاء. وتتبنى مبادرة تفاوض مع المليشيات في صنعاء لفتح منفذ إلى مدينة تعز المحاصرة. حيث سبق أن حددت المليشيات الطريق الذي ستقبل بفتحه أمام العابرين إلى مدينة تعز التي تحاصرها المليشيات منذ 7 أعوام.

وأشارت المصادر إلى أن المليشيات وضعت بنود المبادرة. التي ستطالب بتنفيذها الوفد القبلي المزمع تشكيله لتمثل رؤية وخطاب الحوثي وتحركاته. في هذا الجانب لتكون مقدمة لتنفيذ مخططات حوثية لاحقة لإبرام اتفاقات تحدد من قبل المليشيات باسم المبادرات المجتمعية.

وكشفت المصادر عن مضامين المخطط الحوثي لفرض طرف قبلي في تعز موالي للانقلاب كممثل للمحافظة المصنفة عاصمة ثقافية للبلاد. وذلك بعيدا عن المكونات القبلية والاجتماعية والسياسية والعسكرية التي تنضوي تحت مظلة الشرعية.

وينص المخطط الحوثي على إطلاق عدد من المختطفين المدنيين الذين تحتجزهم المليشيات في معتقل مدينة الصالح بالحوبان بتعز. إضافة إلى إطلاق عدد من أسرى الجبهات الحدودية مع المملكة. حيث يوجد لدى المليشيات عدد كبير من المقاتلين الذين وقعوا في الأسر بوادي جبارة في محافظة صعدة على حدود المملكة وهم يقاتلون مع الشرعية.

وحسب المصادر فإن المليشيات الحوثية ضمنت مخططها فتح منفذ إلى مدينة تعز من الجانب الغربي وهو منفذ مفرق شرعب على أن يكون منفذ عبور مشاه. وليس مركبات بينما يكون عبور المركبات من طريق الدفاع الجوي والذي ستعلن المليشيات تكفلها بتأهيله.

وحسب المصادر فإن المليشيات ستعلن عن فتح المنافذ المحددة وهي غير رئيسية. ولا تنهي الحصار على مدينة تعز بل يشرعن المخطط الحوثي لاعتماد منافذ هامشية. للمدينة تعزز الحصار بشكل غير مباشر في حين ستسوق المليشيات بأنها فتحت منافذ لتعز.

صيغة مشوهة

وأوضحت المصادر أن المليشيات الحوثية تخطط لتنفيذ صيغ مماثلة في عدد من المحافظات لإفشال أي مفاوضات مرتقبة تفرض عليها فتح المنافذ والطرقات الرئيسية. التي تغلقها بين المحافظات وذلك بتبنيها مخطط جزئي لفتح منافذ يتوافق مع تموضع مليشياتها العسكري وبقائها في معاقلها الرئيسية منذ سنوات.

ويأتي هذا التحرك لتسويق ما يعتبره الحوثي حوارا يمنيا يمنيا بدون مشاركة خارجية. كما تدعي المليشيات وهي بذلك تضع عراقيل أمام أي تسوية شاملة من شأنها إنهاء الانقلاب والحرب معا.

وكانت مليشيات الحوثي نسقت عبر أذرعها في جنوب اليمن وتبنت وساطة قبلية سمّتها “وفد قبائل أبين” وروج لها نشطاء مدعومون بقوة من دولة إقليمية. وذلك من أجل إطلاق اللواء فيصل رجب في مناورة حوثية استهدفت إحياء النعرات المناطقية في المحافظات الجنوبية.

ويعد إطلاق رجب مفتتح لمليشيات الحوثي لتنفيذ مسرحيات مشوهة تستهدف تنفيذ مبادرات أحادية الجانب في ملفي الطرقات والأسرى. تسعى من خلالهما الاستثمار السياسي والإعلامي محليا ودوليا خاصة أمام المجتمع الدولي الذي يسعى لحلحلة الملفات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى