أوروبا

من أوكرانيا إلى الصين.. قمة بروكسل تبحث عن توازن نفوذ واستقلال القرار


وسط تقلبات جيوسياسية، تلتئم القمة الأوروبية في بروكسل، لمناقشة قضايا ملحة، بينها الشرق الأوسط وأوكرانيا، وملفات اقتصادية.

وصل قادة الاتحاد الأوروبي الـ 27 إلى بروكسل لحضور قمة من المتوقع أن تكون ذات طابع جيوسياسي قوي، وتغطي الصراع بين إسرائيل وإيران، والكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وغزو روسيا لأوكرانيا، والحالة المتدهورة للتحالف عبر الأطلسي في عهد دونالد ترامب الجديد.

وكل هذه الأمور زادت من الشعور بالقلق وعدم اليقين في العواصم الأوروبية.

ومن المقرر أن تظهر أيضًا قضايا التعريفات الجمركية والهجرة والقدرة التنافسية خلال المناقشات المغلقة للقادة الأوروبيين.

وتأتي القمة بعد يومين من إعلان ترامب عن وقف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل وإيران، والذي لا يزال ساريًا على الرغم من التوترات الشديدة بين الجانبين.

ولقي هذا الإعلان ترحيبًا حارًا من الأوروبيين، الذين كانوا قلقين من حدوث تداعيات خطيرة ذات عواقب غير متوقعة.

الموقف من إسرائيل

ويتيح وقف الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل، التركيز بشكل أكبر على قضية أخرى متعلقة بالشرق الأوسط لا تزال تسبب انقسامًا في الاتحاد الأوروبي، وهي حرب إسرائيل على غزة.

والأسبوع الماضي، قدمت الخدمة الأوروبية للشؤون الخارجية (EEAS) تقريرها المرتقب حول اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ووجدت ”مؤشرات“ على أن البلاد قد انتهكت التزاماتها في مجال حقوق الإنسان.

وتقدم المراجعة المكونة من سبع صفحات قائمة شاملة بالانتهاكات، بما في ذلك حظر المساعدات الإنسانية، والهجمات العسكرية على المستشفيات، والتشريد القسري للسكان الفلسطينيين، والاعتقالات الجماعية، والاحتجاز التعسفي، والأعمال العنيفة التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون.

ومع ذلك، فإن الدول الأعضاء منقسمة حول ما يجب فعله بعد ذلك: بعض الدول تدعو إلى رد ملموس، بينما تفضل دول أخرى عدم اتخاذ أي إجراء.

وتعكس أحدث نسخة من نتائج القمة الأوروبية، التي نشرتها شبكة “يورو نيوز”، المعضلة الداخلية: النص ببساطة ”يحيط علماً“ بالمراجعة و”يدعو“ وزراء الخارجية إلى مناقشة ”متابعة“ في منتصف يوليو/تموز.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “كانت هناك مراجعة لا يمكن إنكارها. لن يكون هناك أبداً إجماع في الاتحاد الأوروبي على تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل. لكن عليك القيام بأمور معينة لأن هناك مشكلة. هناك 55 ألف قتيل (في غزة)”.

وحث دبلوماسي من دولة أخرى بروكسل على الدخول في حوار مع إسرائيل لإيجاد سبل لتحسين الوضع الإنساني في غزة، لكنه حذر من أنه قد يتم اتخاذ ”تدابير“ في منتصف يوليو/تموز إذا لم يكن هناك تقدم ملموس على الأرض، وفق “يورو نيوز”. 

أوكرانيا وزيلينسكي

ومن المقرر أيضا أن تحتل الحرب في أوكرانيا أيضًا جزءًا كبيرًا من النقاش السياسي يوم الخميس، حتى لو كان الشرق الأوسط قد شغل مؤخرًا انتباه الكتلة.

ومن المقرر أن يخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة في القاعة عبر الفيديو لمناقشة آخر التطورات على ساحة المعركة، والوضع المالي لبلده، والحاجة الملحة لتكثيف الدعم العسكري.

ومن القضايا الأخرى ذات الأولوية التي من المرجح أن يثيرها زيلينسكي في مداخلته ترشح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والذي لا يزال مجمدًا فعليًا بسبب حق النقض الذي تتمتع به المجر.

ومن المتوقع أن يتفاقم هذا الجمود بعد أن يقدم رئيس الوزراء فيكتور أوربان نتائج استطلاع رأي وطني مثير للجدل أطلقته حكومته لقياس رأي المواطنين المجريين بشأن انضمام أوكرانيا، ويظهر رفضهم هذه الخطوة. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى