الشرق الأوسط

من الدعوة إلى الدبابة.. كيف دمّر حزب الإصلاح نسيج اليمن؟


أوضحت دراسة نشرها الدكتور علي أحمد محمد الديلمي في صحيفة “البناء” أن حزب الإصلاح اليمني، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. تجاوز منذ بداية الحرب حدود العمل السياسي، لينخرط بعمق في مشروعات عسكرية وأمنية عززت الانقسام وأضعفت مشروع الدولة، في وقت واصل فيه استخدام الخطاب الديني كأداة للإقصاء وتفكيك المجتمع.

ففي مأرب وتعز، استثمر الحزب الدعم العسكري من التحالف العربي لتشكيل وحدات تحت مظلة “الجيش الوطني”، لكنها كانت في الواقع خاضعة للولاء الحزبي. 

وقد عُيّنت قيادات إصلاحية على رأس هذه التشكيلات، وأُقصيت التكوينات غير التابعة له. مما تسبب في صدامات داخلية، أبرزها ما وقع بين قوات الحزب وكتائب “أبو العباس” السلفية في تعز.

لم يقف الأمر عند عسكرة الحياة، بل احتكر الإصلاح موارد عسكرية ومساعدات دولية كانت مخصصة لبناء جيش وطني موحّد، واستُخدمت بدلاً من ذلك لتعزيز نفوذ الحزب وتصفية الخصوم. كما أنشأ الحزب أجهزة أمنية موازية، بينها “الشرطة العسكرية” و”الأمن الخاص”. متورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان، من اعتقالات تعسفية إلى سجون سرية.

وبحسب الدراسة، فإن حزب الإصلاح ساهم أيضاً في إجهاض مشروع الجيش الوطني، عبر تقسيمه فعليًا إلى ولاءات متضاربة بين قوى الإصلاح، والمجلس الانتقالي الجنوبي. وقوات طارق صالح، ما أدى إلى اشتباكات داخلية بين أطراف يُفترض أنها تحت راية “الشرعية”. وتسبّب في خسائر ميدانية أمام الحوثيين.

وفي المبحث السادس، يحلل الدكتور الديلمي كيف استخدم الحزب الدين كوسيلة للهيمنة الإيديولوجية، مشيرا إلى أنه ومنذ التسعينيات، روّج لخطاب يُكفّر الخصوم اليساريين والزيديين. واعتبر نفسه “الفرقة الناجية”. كما قاوم مطالب تمكين المرأة وأصدر فتاوى تمنعها من الترشح والمشاركة الفاعلة.

الأخطر، بحسب الدراسة، هو توظيف الفتوى لخدمة الأجندات السياسية، من قتال الاشتراكيين في 1994، إلى فتاوى “الجهاد” ضد معارضي الحزب بعد الثورة. هذه النزعة غذّت العنف وأنتجت بيئة ثقافية طاردة، أسست لخطابات الكراهية والانقسام المجتمعي، وساهمت في تغذية التطرف الديني والسياسي في اليمن.

هذا وتكشف الدراسة أن حزب الإصلاح لم يكن مجرد لاعب سياسي في المشهد اليمني. بل أحد أبرز العوامل التي ساهمت في عسكرة المجتمع، وتشظي الدولة. وتعميق الانقسام الطائفي والمناطقي تحت عباءة الدين والسياسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى