من السياسة إلى التصنيف الإرهابي.. كيف وصل الإخوان إلى القوائم الأمريكية؟
في خطوة جديدة نحو تضييق الخناق على تنظيم الإخوان المسلمين، كشف خبير في شؤون الجماعات المتطرفة عن دوافع إدارة الولايات المتحدة لوضع الجماعة على قوائم الإرهاب، موضحًا أن هذه الخطوة ليست مجرد حركة رمزية بل تعكس إدراكًا أمريكيًا متناميًا للخطر الذي تمثّله الشبكات الإخوانية على الأمن القومي والسياسي.
وأكّد منير أديب، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، أن واشنطن تستهدف تفكيك شبكات تمويل ضخمة وموارد مالية يعتمد عليها التنظيم، خاصة في العواصم الغربية حيث تُعد هذه الموارد حجر الزاوية في قدرته على تمويل أنشطته العابرة للحدود.
وأضاف، بحسب ما نقله موقع “برلماني” المصري، أن الخطوة تأتي في سياق إعادة رسم أولويات الأمن العالمي عبر الحد من قدرة التنظيمات الراديكالية على استخدام التمويل والتأييد السياسي في نشر تأثيرها.
المحلل أشار أيضًا إلى أن الإدارة الأمريكية ترى في الإخوان عبئًا سياسيًا وأمنيًا بعد أن استخدموا سابقًا أدوارًا في المنطقة كأدوات ضغط نفوذ بدلاً من أن يكونوا قوة مستقرة، ما دفع واشنطن إلى إعادة تقييم علاقتها مع تنظيم يرى البعض أنه يدعم فروعًا مرتبطة بأعمال عنف مثل دعم حماس في بعض النزاعات.
ويُشار هنا إلى أن التوجّه الأمريكي يماثل مبادرات محلية في بعض الولايات الأمريكية مثل فلوريدا وتكساس التي أعلنت بالفعل عن إدراج الإخوان أو كيانات مرتبطة بهم ضمن فئات المنظمات الإرهابية في سياق تشريعات محلية، رغم غياب تصنيف رسمي كامل على المستوى الفيدرالي.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه التنظيم تراجعًا في قوته السياسية في بعض دول المنطقة، بينما يستمر الخلاف الدولي حول ما إذا كان تصنيف الإخوان ككيان إرهابي سيُسهم في تعزيز الأمن أم سيساهم في تصعيد الخطاب ضد المعارضة الإسلامية السياسية بشكل عام.
وتشير تحليلات إلى أن إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب قد يكون له أثر في تقليص نشاطاتهم وتمويلاتهم، لكنه يثير أيضًا جدلًا حول حدود حرية العمل السياسي والتمييز بين الجماعة كحركة سياسية وبين الفروع العنيفة المنتمية لها.
