الشرق الأوسط

من اليمن إلى تونس ومصر.. لماذا تفشل جماعة الإخوان في الحكم؟


قال الكاتب الصحفي أسامة فؤاد محمد: إنّ الجماعات العقائدية، كجماعة الإخوان المسلمين، منذ نشأتها، لطالما ارتبط اسمها بالجدل والانقسام”. مشددًا على وجود قاسم مشترك يجمع كل تجاربها في السلطة أو محاولة الوصول إليها، ألا وهو الفشل الذريع، سواء في اليمن أو في غيره من البلدان.

وأضاف محمد، في مقالة نشرها عبر موقع (المنتصف نت). أنّ “الجماعة تركت وراءها إرثًا من خيبة الأمل، والاستقطاب الحاد، والأزمات المتفاقمة”.

ولم يُنكر أسامة فؤاد محمد أنّ الإخوان المسلمين “يمتلكون قدرة تنظيمية عالية وحضورًا قويًا في الشارع”، لكنّه شدد على أنّ “هذه الميزات. لم تُترجم أبدًا إلى رؤية حكم رشيد أو قدرة على إدارة الدولة”. 

وانتقد محمد “دأب الجماعة على اختلاق “الشماعات” وتعليق فشلها عليها، تارة النظام السابق، وتارة المؤامرات الخارجية، وتارة قوى الثورة المضادة، وتارة الإعلام المعادي. وكلها حجج جاهزة لتبرير العجز والفشل”.

وفي سياق حديثه عن نموذج اليمن، أوضح الكاتب الصحفي أنّ “حزب (الإصلاح) في اليمن يركز على الجانب الإيديولوجي والدعوى الزائفة. ويتجاهل الجوانب الأخرى الضرورية للحكم، مثل الاقتصاد، والتنمية، والعدالة الاجتماعية”. وأشار إلى أنّهم “غالباً ما يعتمدون على كوادر تنظيمية تفتقر إلى الخبرة والكفاءة اللازمة لإدارة مؤسسات الدولة المعقدة”.

وبيّن محمد أن حزب (الإصلاح) يميل إلى تهميش وإقصاء كل من يخالفه الرأي. ممّا يؤدي إلى تضييق القاعدة الشعبية وتعميق الانقسامات في المجتمع”. 

وأضاف أنّ “الكثيرين يرون أنّ حزب (الإصلاح) مرتبط بأجندات خارجية تخدم مصالح دول أخرى. ممّا يضعف من مصداقيته وقدرته على تمثيل مصالح الشعب”.

وأوضح أسامة فؤاد محمد أنّهم في حزب (الإصلاح) “يتبنون تفسيرات متطرفة للدين لا تتناسب مع الواقع المتغير وتكريسها لخدمة الجماعة لضمان بقائهم في السلطة. ممّا يجعلهم غير قادرين على تقديم حلول عملية للمشاكل المعاصرة”.

وخلص الكاتب إلى أنّ “استمرار حزب (الإصلاح) في إنكار أخطائه والبحث عن “الشماعات” لن يغير من حقيقة فشله”، داعيًا الجماعة إلى “مراجعة نفسها، وأن تعترف بأخطائها. وأن تقدّم رؤية جديدة تتجاوز الإيديولوجيا الضيقة، وأن تسعى إلى بناء دولة حديثة قادرة على تلبية طموحات الشعب”.

وقدّم محمد دليلًا على هذا الفشل المتتالي قائلاً: “أكبر دليل على فشلهم المتتالي خلال (10) أعوام منذ سيطرتهم على مفاصل الدولة. أنّهم لم يتمكنوا من حكم سيطرتهم على شارع فقط من المناطق التي تقبع تحت سيطرتهم، ناهيك عن انهيار العملة. وانعدام أبسط مقومات الحياة، وعمليات التصفية لكل معارضيهم، وإنّ تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في كل محافظة تحت سيطرتهم دليل على فشلهم الملازم لهم منذ الأزل”.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى