من قلب الحرب في السودان: شهادات مؤلمة لنساء تعرضن للعنف الجنسي على يد الجيش

13 فبراير 2025

3 دقائق

من قلب الحرب في السودان: شهادات مؤلمة لنساء تعرضن للعنف الجنسي على يد الجيش

في ظل النزاع المستمر في السودان منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وثّقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، خاصةً فيما يتعلق بالعنف الجنسي ضد النساء والفتيات. تتراوح أعمار الضحايا بين 7 و50 عامًا. وتعرّضن لجرائم تشمل الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي، لا سيما في ولاية جنوب كردفان.

في تقرير آخر، أفادت المنظمة بأن الجيش ارتكب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في العاصمة الخرطوم. جمعت “هيومن رايتس ووتش” شهادات من 42 من مقدمي الرعاية الصحية والعاملين الميدانيين، الذين أبلغوا عن 262 حالة عنف جنسي في الخرطوم بين أبريل 2023 وفبراير 2024. تضمنت هذه الحالات اغتصابًا واغتصابًا جماعيًا. وأفادت التقارير بأن بعض الضحايا تعرضن للاغتصاب من قبل ما يصل إلى خمسة من مقاتلي الجيش.

من بين الشهادات المؤلمة، روت امرأة نوبية تبلغ من العمر 35 عامًا أن ستة مقاتلين من الجيش اقتحموا مسكن عائلتها واغتصبوها جماعيًا بعد قتل زوجها وابنها اللذين حاولا الدفاع عنها. في حادثة أخرى، أفادت امرأة تبلغ من العمر 18 عامًا بأنها اختُطفت مع 17 امرأة وفتاة أخرى من قريتها واحتُجزن في قاعدة عسكرية. حيث تعرضن للاغتصاب والضرب يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، مما يشكل أيضًا استعبادًا جنسيًا.

تُظهر هذه الشهادات المروعة حجم الانتهاكات التي تتعرض لها النساء والفتيات في السودان، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. دعت “هيومن رايتس ووتش” الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إلى نشر قوة لحماية المدنيين في السودان، وحثت الدول على محاسبة المسؤولين عن العنف الجنسي.

تُعد هذه الانتهاكات جزءًا من نمط أوسع من العنف الجنسي .الذي يُستخدم كسلاح حرب في النزاعات المسلحة، مما يتطلب استجابة دولية قوية لحماية الضحايا وتقديم الجناة إلى العدالة.

وفي تقرير وثّق انتهاكات جسيمة ارتكبتها القوات المسلحة السودانية في بلدة تابت بإقليم دارفور. شمل التقرير شهادات مروعة لنساء .وفتيات سودانيات تعرضن لاعتداءات جنسية جماعية على يد جنود الجيش السوداني.

شهادات الضحايا:

أفادت إحدى الناجيات بأنها تعرضت للاغتصاب من قبل عدة جنود داخل منزلها. بينما كان أفراد أسرتها محتجزين في غرفة مجاورة. وذكرت أخرى أنها، بعد أن فرت من منزلها، تم القبض عليها واغتصابها من قبل مجموعة من الجنود في منطقة نائية. كما أشارت شهادات أخرى إلى أن الجنود قاموا باقتحام المنازل ليلاً، واعتدوا جنسياً على النساء والفتيات، بعضهن لم يتجاوزن الثانية عشرة من العمر.

تفاصيل الانتهاكات:

وفقًا للتقرير، بدأت هذه الهجمات في 30 أكتوبر 2014. عندما طوّقت القوات المسلحة السودانية بلدة تابت، وبدأت في تنفيذ عمليات تفتيش واسعة النطاق. خلال هذه العمليات، ارتكب الجنود أعمال عنف جنسي ممنهجة، حيث تم اغتصاب أكثر من 200 امرأة وفتاة خلال 36 ساعة. أفادت الشهادات بأن الجنود كانوا يستخدمون العنف والتهديد بالأسلحة لإجبار الضحايا على الامتثال، وأن بعض النساء تعرضن للاغتصاب الجماعي من قبل عدة جنود.

التداعيات النفسية والاجتماعية:

تسببت هذه الاعتداءات في آثار نفسية مدمرة على الضحايا، حيث أفادت العديد منهن بمعاناتهن من صدمات نفسية حادة، واكتئاب، وشعور بالخزي والوصمة الاجتماعية. كما أُجبرت بعض الضحايا على مغادرة مجتمعاتهن خوفًا من الانتقام أو النبذ الاجتماعي.

ردود الفعل الدولية:

أثار هذا التقرير استنكارًا دوليًا واسعًا. حيث دعت منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في هذه الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها. كما طالبت “هيومن رايتس ووتش” الحكومة السودانية بالسماح للمنظمات الدولية بالدخول إلى المنطقة لتقديم الدعم الطبي والنفسي للضحايا.

تُظهر هذه الشهادات المروعة حجم الانتهاكات التي ارتكبتها القوات المسلحة السودانية ضد النساء والفتيات في دارفور. وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لمحاسبة المسؤولين وتقديم الدعم اللازم للناجيات.