المغرب العربي

من هو عزيز أخنوش الذي قضى على حكم العدالة والتنمية في المغرب؟


نجح السياسي المخضرم عزيز أخنوش وحزبه التجمع الوطني للأحرار، بعد حملة شاقة، في دفع إخوان المغرب من حافة السلطة، لأول مرة من 10 سنوات، في انتصار ساحق، أعلن عنه وزير الداخلية المغربي عبدالوافي لفتيت، بعد فرز 97% من الأصوات.

وحصل حزب التجمع الوطني للأحرار على 97 مقعدا، فيما حل حزب الأصالة والمعاصرة ثانيا بـ82 مقعدا، ثم حزب الاستقلال ثالثا بـ78 مقعدا، وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 35 مقعدا، تلاه حزب الحركة الشعبية بـ26 مقعدا، كما حصل حزب التقدم والاشتراكية على 20 مقعدا، ثم 13 مقعدا للاتحاد الدستوري، فيما تذيل حزب العدالة والتنمية الترتيب بـ12 مقعدا فقط.

فمن يكون عزيز أخنوش الذي سيترأس الحكومة المغربية؟

هو الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، خاض حياة مهنية متشعبة جمعت بين السياسة والاقتصاد والعمل الأكاديمي، في مسار استثنائي صنع شخصية استثنائية، يملك ثروة تقدر بـ الملايين، ترعرع في واحدة من المناطق الأمازيغية الصغيرة، وسط المغرب.

خاض أخنوش مسارا أكاديميا حافلا، بدأ بحُصوله على شهادة عليا في التسيير الإداري من جامعة شيربروك الكندية عام 1986، ثم عاد إلى المغرب، حيث تولى قيادة مجموعة أكوا، وهي الشركة القابضة التي تسيطر على عشرات الشركات المتخصصة في توزيع البنزين والاتصالات والخدمات.

وفي 2003، دخل أخنوش مسار العمل العام، حين انتخب رئيساً لمجلس جهة سوس ماسة درعة، قبل أن يُعين وزيرا للفلاحة عام 2007.

وفي عام 2016، انتخب أخنوش بالأغلبية، رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار، خلفاً لسلفه صلاح الدين مزوار.

في المقابل، شغل أخنوش عدداً من المهام الأخرى، إذ كان عضواً بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وعضواً بمكتب الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وترأس تجمع النفطيين المغاربة. وشغل عضوية خلية التفكير التي أسسها الملك الحسن الثاني سنة 1999، والمعروفة بـمجموعة 14.

وزير بدون راتب

وعلى مدار حوالي أربعة عشر عاماً شغل فيها مهاما وزارية متعددة، آخرها قيادته وزارة الفلاحة، لم يتقاض أخنوش أي تعويض أو راتب من خزينة الدولة المغربية، حيث تُخصص الدولة المغربية بموجب اللوائح القانونية، راتباً ومجموعة من الموارد المالية الأخرى لتغطية عمل الوزراء من تنقلات ومصاريف أخرى، إلا أن أخنوش يرفض تلقي أي مبلغ مالي مُقابل مهامه الوزارية وعمله العام.

وفي حوار سابق مع جريدة جون أفريك الفرنسية، قال السياسي المخضرم إن مصاريف تنقلاته الوزارية، وأيضاً مُساعديه وفريقه الوزاري، يتكلف بها من ماله الخاص دون أن تُصرف لهم ميزانيات من خزينة الدولة.

وحتى لا تُؤثر مشاريعه الخاصة على عمله الوزاري ولا يحدث تضارب في المصالح، استقال أخنوش من رئاسة جميع الشركات التي يملكها بمجرد توليه منصبه الوزاري.

خطة الإطاحة بالإخوان

وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات التي جرت أمس، جمع أخنوش كل معارفه وخبراته الاقتصادية والسياسية في برنامج انتخابي طموح أظهر خطايا حكم العدالة والتنمية في الفترة الماضية، وقدم رفقة حزبه التجمع الوطني للأحرار، عدداً من الخُطط والاستراتيجيات الحُكومية، التي تهدف أساساً إلى النهوض بالمجال الاجتماعي في المملكة المغربية.

وفي هذا الصدد، يقترح الحزب خمس نقاط على رأسها إحداث مدخول الكرامة لفائدة المسنين، والذي سيضمن دخلا شهرياً للمسنين لا يقل عن 100 دولار مع تأمين صحي مجاني.

كما يعد أخنوش بتعميم التغطية الصحية وفتح باب الحق في المعاش لكل العاملين، بمن فيهم الممارسين حاليا في القطاع غير المهيكل.

ويجعل أخنوش من تعميم التغطية الصحية على جميع المغاربة، أولوية للحكومة المقبلة إذا ما منحه المغاربة ثقتهم خلال الانتخابات المقررة في الثامن من سبتمبر الجاري.

أما الأشخاص الذين يعانون وضعية إعاقة، فيُقدم لهم حزب التجمع الوطني للأحرار، خطة تشمل التغطية الصحية المجانية، والوقاية والكشف المبكر، وتوفير مساعدين مختصين في الرعاية، ودعم الجمعيات.

وفي سياق الدعم المُجتمعي، يضع الحزب خطة لدعم الأسر، بـ30 دولاراً من التعويضات الشهرية عن كل طفل في حدود 3 أطفال لكل أسرة، شريطة مواصلة الانخراط في النظام التعليمي. ومنحة عن الولادة قدرها 200 دولار عن أول مولود، و100 دولار عن المولود الثاني.

كما يتعهد الحزب بتشجيع المقاولين الشباب، ومحاربة البطالة، إلى جانب تعزيز الصناعة المحلية، وتقوية العلامات المصنوعة في المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى