من يخطط للإخوان حالياً؟
سنوات تمضي، وتتغير الوجوه، أو تتغير ملامحها ولكن الشراب المرير يبقى كما هو، ذات الشراب المرير هي حالة الإخوان الإرهابية في مصر كما وصفها السياسي المصري الراحل رفعت السعيد، تلك الجماعة كانت ولا تزال الحاضنة التي فرخت المزيد من الثعابين الأصولية والإرهابية حول العالم.
وقد تعددت الأسماء والمسميات، ومهما تنوعت التوجهات، فهي تأتي من تحت العباءة التي ألقتها جماعة الإخوان، ويكاد تنظيم الإخوان يكمل مائة عام من الوجود الصاخب. ورغم فشله في كل الساحات والمساحات وخصومته الممتدة مع المجتمعات والحكومات بما كان يحتم عليه أن يحرص على المراجعة الجادة لأهداف مشروعه ووسائله وسلوكه في السعي لأهدافه.
الجماعة تحاول لمّ الشمل
والجماعة وبعد انشقاقات كبيرة أدت في النهاية إلى هزيمة ساحقة شهدتها الجماعة ولكن تحاول حالياً العودة من جديد للمجتمع والبعد عن كونها “آفة مجتمعية”. ومضى قطار التنظيم يشق طريقه في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر والكثير من أقطار العالم. ليصل مع خروجه من حكم مصر إلى مرحلة التشظي، وينقسم إلى أربعة كيانات تنظيمية. وهو ما يؤكد محاولة المصالحة مستقبله في ظل كل ما جرى، خصوصاً مع حالة الانكشاف الأخلاقي والسياسي التي يعيشها؟
وهو ما يوضح مطالبات عدد من قيادات الجماعة والأقربين منهم بالانضمام للحوار الوطني في مصر.
تهنئة السعودية بنجاح الحج
نشر الموقع الرسمي للجماعة الإرهابية الخاص بفصيل لندن من جماعة الإخوان الإرهابية، في يوم الجمعة 30 يونيو 2023، بيانًا ثمن فيه القائم بأعمال المرشد صلاح عبد الحق. جهود المملكة في خدمة الحجاج، مشيدًا بالملك، وولي عهده، وبالشعب السعودي. وهذا يمثل تحولًا نوعيًا في خطاب الجماعة تجاه السعودية، ولا يعني هذا البيان المنافق وغير الصادق إلا أمرًا واحدًا، وهو أن الجماعة بدأت تمارس براغماتيتها وحربائيتها المعهودة عنها، تمهيدًا للمصالحة مع من أدرك حقيقتها من الدول والحكومات. وعلى رأسها السعودية، وما يقودهم إلى وهم إمكانية تحقق هذا الأمر هو حلمهم المريض بأنهم كيان يشابه الدولة.
من يحرك الجماعة
ويقول المحلل السياسي المختص في شأن الجماعة، طارق البشبشي، إن جماعة الإخوان جماعة وظيفية. ومن يتحكم في تحركاتهم وأدوارهم السياسية هي بريطانيا التي أنشأتهم لتحقيق أهدافها الاستعمارية. والآن انتهى دور الجماعة لكل الوكلاء الفرعين مثل الأتراك والقطريين وعادت الجماعة للأم الرئيسية بريطانيا.
وأضاف البشبيشي أن بريطانيا هي التي تستميت لإبقائهم على قيد الحياة لإعادة التدوير والاستخدام مرة أخرى. ويمكن أن تتفق بريطانيا على إعادة تموضع الجماعة في بعض المناطق في إفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية بعيدا عن الرصد وكملاذات آمنة لها.
ويقول الإخواني المنشق، سامح عيد، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، إن المشهد داخل الإخوان حاليا شديد الارتباك. وحاليا يديرون الجماعة في الخارج والمجموعات التي في الداخل في أضيق الحدود، ولا يوجد مكاتب إدارية. وفي مصر هناك إخوان الداخل والخارج وإخوان الداخل هم من في السجون وما يحدث بالكاد هو اجتماع الأسرة. ويكون على المقاهي لتجميع الاشتراكات المالية، ومن يستحق الدعم منهم في مصر ولا يوجد أنشطة عامة أو مكاتب إدارية وهذا ما يحدث في مصر.
وأضاف أن إخوان الخارج منقسمون ويؤثرون على الداخل، ومشغولون بتركيا والترحيلات ومساومة النظام التركي والمشهد مرتبك للغاية. وهناك 3 تقسيمات، وجيل الشباب منقسم على الشيوخ وناقم، وفي الداخل منشغلون بمن هم داخل السجون فقط.