الشرق الأوسط

ميليشيات الحوثي ترفع تهديد السفن إلى مستوى جديد


 أعلن زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، وجود سفينة أخرى توشك على الغرق بخليج عدن بعد السفينة توتور التي غرقت قبل يومين جراء هجمات جماعته، في خطوة من شأنها زيادة المخاطر بمضيق باب المندب ورفعها إلى “مستوى جديد”، بحسب تقرير لوكالة “بلومبيرغ” الأميركية.

ولفت زعيم الحوثيين في كلمة متلفزة بثتها قناة “المسيرة” الفضائية التابعة للجماعة إلى أن اليمن تعرض هذا الأسبوع لـ24 غارة أميركية بريطانية، لكنها كانت “بدون تأثير”، وقال إن قوات جماعته استهدفت 153 سفينة أميركية وبريطانية وإسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل منذ بدء “عمليات إسناد غزة” في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ولفت أن من أبرز الهجمات التي نفذتها جماعته في هذا الأسبوع كان “هجوما بالصواريخ استهدف حاملة الطائرات الأميركية أيزنهاور للمرة الثالثة في شمال البحر الأحمر”. واعتبر زعيم الحوثيين ذلك “عملا مهما ومؤثرا وجريئا”.

وأضاف أن من أبرز مستجدات هجمات جماعته أيضُا “غرق السفينة (اليونانية) توتور، بعد عملية نوعية نفذتها القوات البحرية” لجماعته، وشملت “إصابتها أولا بزورق حربي، ثم الصعود إليها وتفخيخها وتفجيرها”. وذكر أن “هناك سفينة أخرى أيضاً موشكة على الغرق في خليج عدن”، دون أن يذكر هويتها أو الجهة المالكة لها.

والثلاثاء، أعلنت البحرية البريطانية في بيان غرق سفينة نقل البضائع “توتور” في البحر الأحمر، إثر استهدافها بطائرة مسيرة للحوثيين في 12 يونيو/ حزيران الجاري. وقالت البحرية البريطانية إن آخر شيء مرئي ظهر في موقع الناقلة “توتور” عندما كانت شبه مغمورة بالمياه، بعض الحطام وبقع نفط.

9 بالمئة من التجارة العالمية المنقولة بحرا مر عبر باب المندب العام الماضي، غير أنه من المتوقع أن ينخفض ​​هذا الرقم في عام 2024.

وذكرت “بلومبيرغ” أن هذ العملية تعد أول هجوما ناجحا باستخدام زوارق مسيرة. وارتفعت أسعار التغطية التأمينية لعبور السفن في البحر الأحمر كنسبة مئوية من قيمة السفينة نتيجة الهجوم الأخير إلى حوالي 0.6 بالمئة من مستوى كان يتراوح بين 0.3 و0.4 بالمئة وفقا لشخصين فاعلين في سوق.

وهذا يعني أن السفينة التي تبلغ قيمتها 50 مليون دولار سيتعين عليها دفع 300 ألف دولار مقابل رحلة مرور واحدة.

ومع ذلك، وفق الوكالة، فإن هذا المعدل أقل قليلا من الذروة التي وصل إليها خلال وقت سابق من هذا العام عندما تصاعدت الهجمات.

ويُعد إغراق السفينة التي كانت تنقل الفحم بمثابة تذكير “صارخ” بالتهديد المتزايد الذي يشكله المسلحون على السفن في المنطقة، حيث قال ديرك سيبلز، وهو أحد كبار المحللين في شركة “ريسك إنتليغنس”، “إنه مؤشر آخر على أن الحوثيين يكثفون هجماتهم على تلك السفن التي تم تحذيرها من المرور عبر البحر الأحمر”.

ولا تدفع جميع السفن أقساط التأمين المرتفعة، إذ نقلت “بلومبيرغ” عن بعض الأشخاص الفاعلين في السوق، قولهم إن السفن الصينية لا تزال تحصل على خصم كبير، “على الأرجح لأنها أقل عرضة للاستهداف المتعمد حتى الآن”.

ويقول صامويل كراني إيفانز، الزميل المشارك بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة وهو مركز أبحاث مقره لندن، إن “تزايد التهديدات يعتمد على العدد الذي يمكن إنتاجه من القوارب المسيّرة”.

ويضيف إيفانز أن اعتراض الزوارق المسيرة “ليس بنفس صعوبة الصواريخ الباليستية؛ فهناك متسع من الوقت طالما تم اكتشاف التهديد مبكرا”.

وكانت سفينة “توتور”، حديثة للغاية، إذ تم بناؤها في أواخر عام 2022، وهي قادرة على نقل حوالي 80 ألف طن من الفحم، وتقدر قيمتها بحوالي 37.5 مليون دولار في حال كانت جديدة، وفقا لبيانات من شركة “كلاركسون” المزودة لخدمات الشحن.

ولم تكن “توتور”، السفينة الوحيدة ذات القيمة التي أغرقت، حيث تعرضت السفينة “روبيمار” التي تم بناؤها عام 1997، للغرق في مارس/آذار الماضي، بعد هجوم شنه الحوثيون خلال حملتهم الحالية.

وما يقرب من 9 بالمئة من التجارة العالمية المنقولة بحرا مر عبر باب المندب العام الماضي، غير أنه من المتوقع أن ينخفض ​​هذا الرقم في عام 2024.

وقالت 14 مجموعة تجارية للشحن في بيان الأربعاء إن “هذا وضع غير مقبول، ويجب أن تتوقف هذه الهجمات الآن. لقد سمعنا الإدانة ونقدر كلمات الدعم، لكننا نسعى بشكل عاجل إلى اتخاذ إجراءات لوقف الهجمات غير القانونية على هؤلاء العمال وهذه الصناعة الحيوية”.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يشن المتمردون الحوثيون هجمات انطلاقا من اليمن، بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تجارية في البحر الأحمر والمحيط الهندي، “تضامنا مع الفلسطينيين” في حرب غزة، قائلين إنهم يحاولون استهداف السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل. لكن الكثير من السفن التي هاجموها ليست إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى