الشرق الأوسط

ميليشيات الحوثي تستعرض قوة تنذر بنسف مفاوضات إحياء السلام


قامت ميليشيات الحوثي بتنظّم عرضا عسكريا ضخما في صنعاء. في استعراض قوة يتزامن مع مفاوضات مع السعودية بوساطة عمّانية لإنهاء النزاع الدامي في البلد الغارق في الحرب. فيما تعكس أحدث خطوات المتمردين استعدادهم للتصعيد. ما ينذر بنسف جهود إحلال السلام.

وعلى وقع قرع الطبول والموسيقى العسكرية سار آلاف المقاتلين في ميدان السبعين تحت أنظار شخصيات حوثية على رأسهم رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، أبرز مسؤول سياسي لدى الجماعة الموالية لإيران.

ومن بين هؤلاء جرحى فقدوا أيديهم .أو أرجلهم وقد اتّكأ بعضهم على عكاز فيما وصل آخرون فوق كراسي متحركة. كما شارك أطفال من الكشافة يحلمون شعار الحوثيين “الموت لأميركا. الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”.

وقدّم الحوثيون خلال العرض مدرّعات محلّية الصنع وزوارق محمّلة برشاشات وصواريخ وطائرات من دون طيار. فيما كانت ثلاث مروحيات عسكرية تحلّق في سماء العاصمة التي دخلها الحوثيون في 21 أيلول/سبتمبر 2014 وحلّقت مقاتلة حربية على وقع صيحات الحاضرين.

ورغم ضربات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية دعما للشرعية ومحاولة استعادة السيطرة على صنعاء. تمكّن الحوثيون من مواصلة تطوير قدراتهم العسكرية بمساعدة إيران وإحكام قبضتهم على العاصمة اليمنية طوال سنوات النزاع الذي تسبب بمقتل مئات الآلاف بشكل مباشر .او غير مباشر وبأكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وكان الحوثيون استولوا على أسلحة الجيش اليمني عندما سيطروا على صنعاء والمناطق المحيطة بها في 2014. ويقول مسؤولون عسكريون في صفوفهم إنهم استطاعوا تصنيع صواريخ ومدرعات .وطائرات مسيّرة استخدموها في شن هجماتهم العدوانية.

وقال بيان للحوثيين بمناسبة العرض العسكري نقلته وسائل إعلام متحدثة باسمهم “سنضاعف مستوى جاهزيتنا القتالية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ضمن الاستجابة العملية والمسؤولة للتعامل الحازم والرادع مع أي تطورات”.

وأضاف “جاهزون لخوض المعارك دفاعا عن الوطن والشعب في حال لم يلتزم العدوان بمتطلبات السلام المشرف”.

يأتي ذلك فيما وصف مسؤولون سعوديون وحوثيون المحادثات التي جرت على مدى خمسة أيام في الرياض بأنها “جدية وإيجابية”. معربين عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى خارطة طريق لوضع حرب اليمن على سكّة الحل، رغم عدم الخروج باتفاق واضح.

وعشية العرض العسكري. قال المشاط إن الحوثيين مستعدون للتعامل بايجابية مع مطالب السعودية الساعية لحماية حدودها وأراضيها ومنشآتها من أي هجمات تنطلق من البلد المجاور لها.

وقال “بكل صدق وشفافية ووضوح نؤكد أن صنعاء جاهزة لمعالجة أي مخاوف لدى الرياض. بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف صنعاء ولن تكون صنعاء إلا مصدر خير وسلام لمحيطها وجوارها وكافة بلدان أمتها المسلمة”.

وقام وفد حوثي مؤخّرا بزيارة علنية نادرة إلى الرياض لإجراء محادثات مع المملكة، التي تقود منذ مارس/آذار 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة في مواجهة الجماعة الموالية لإيران.

وأفادت مصادر سعودية مطلعة أن “المحادثات أحرزت تقدّما في ما يتعلق بالنقاط الشائكة الرئيسية ومن بينها الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن وآلية دفع أجور الموظفين الحكوميين”. مضيفة أن “الجانبين سيجتمعان خلال المدة المقبلة لمزيد التفاهم”.

وتركزت المباحثات بين الوفد الحوثي والمسؤولين السعوديين برفقة الوفد العُماني الوسيط. على إعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل ودفع أجور الموظفين الحكوميين وجهود إعادة البناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى