الشرق الأوسط

ميليشيات الحوثي تستهدف السفن في ثلاث بحار


 أعلن المتحدث باسم جماعة الحوثي يحيى سريع عن “تنفيذ ثلاث عمليات نوعية استهدفت ثلاث سفن في البحر الأحمر وبحر العرب والبحر المتوسط. موجها تحذيرا “للشركات التي تتعامل مع الكيان بأن سفنها وبغض النظر عن وجهتها ستتعرض للاستهداف ضمن منطقة العمليات المعلن عنها”.

وقال سريع في بيان له الجمعة “العملية الأولى استهدفت سفينة إسرائيلية (إم.إس.سي ألكساندرا) في البحر العربي بعدد من الصواريخ الباليستية، والعملية الثانية نفذتها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية استهدفت سفينة يانيس أثناء مرورها بالبحر الأحمر”. وتابع “العملية الثالثة نفذتها القوة الصاروخية مستهدفة سفينة(إسيكس) الإسرائيلية بعدد من الصواريخ في البحر الأبيض المتوسط”.

وينفذ الحوثيون في اليمن منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي هجمات في البحر الأحمر على سفن إسرائيلية أو متوجهة إلى إسرائيل قائلين أنها “دعما ونصرة للشعب الفلسطيني وغزة”.

وردا على ذلك، شكلت الولايات المتحدة وحلفاؤها قوة عسكرية للتعامل مع ضربات الحوثيين، حيث شنت الطائرات الأميركية والبريطانية ضربات عدة على مناطق متفرقة في اليمن، فيما ينفذ الجيش الأميركي بين الحين والآخر، مهمات بشكل منفصل عن أي تحالف بحري بالمنطقة.

وأعلن الحوثيون مساء الخميس، عن هجوم أميركي بريطاني بغارتين، على مطار الحديدة الخاضع لسيطرتها غرب اليمن. وذكرت قناة “المسيرة” في خبر عاجل مقتضب، أن “العدوان الأميركي البريطاني استهدف بغارتين مطار الحديدة الدولي”، دون مزيد من التفاصيل. والأربعاء، أعلنت الجماعة استهداف مطار الحديدة بـ6 غارات أمريكية بريطانية، دون ذكر نتائج القصف.

وفي وقت سابق الخميس، أعلن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في كلمة بثتها القناة ذاتها، أن قواته استهدفت 119 سفينة أمريكية وإسرائيلية وبريطانية منذ بدء التصعيد في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ويقع مطار الحديدة جنوبي المحافظة المطلة على البحر الأحمر غربي اليمن، ويضم مدرجا طوله 3 كيلومترات، وقبل الحرب (بين الحكومة والحوثيين قبل نحو 10 سنوات) كان المطار يقدم خدمات للرحلات الداخلية والدولية، لكنه متوقف حاليا بسبب تداعيات الصراع.

وتعد الحديدة واحدة من أهم المحافظات اليمنية، كونها تحوي مطارا دوليا و3 موانئ حيوية ومعسكرات، إضافة إلى امتلاكها شريطا ساحليا طويلا.

ومع استمرار تصاعد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، قال نائب وزير الإعلام في جماعة الحوثيين نصر الدين عامر لمجلة نيوزويك الأميركية إن الحملة لن تستثني أي سفينة أو شركة تعتبر متحدية للحصار الفعلي الذي تفرضه الجماعة على إسرائيل بسبب الصراع.

وأضاف عامر “حتى الآن الأهداف هي السفن التي تدخل الموانئ الإسرائيلية وتكسر قرار اليمن بفرض حصار على كيان العدو الصهيوني، وأيضا الشركات المشغلة لهذه السفن بغض النظر عن جنسيتها أو وجهتها سيتم استهدافها بالكامل”.

ويبدو أن الحوثيون يسعون إلى التعاون مع أي طرف لتحقيق أهدافهم الجيوسياسية، حيث كشف تقرير لصحيفة “تلغراف” البريطانية، أن الحوثيين أصبحوا يتعاونون مع ما يعرف باسم “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، وذلك من خلال منح الحوثي للأخير طائرات بدون طيار، وتبادل معتقلين بينهما.

ومع أن نشاط تنظيم القاعدة تضاءل في السنوات الأخيرة، لكن خبراء يقولون إن “تعاونه مع جماعة الحوثي التي تدعمها طهران، يخاطر بخلق مخاطر جديدة”، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط بالفعل توترات متصاعدة بشأن الحرب في غزة.

وقالت الصحيفة إن أصابع الاتهام تتجه نحو تنظيم القاعدة، بشن هجوم قبل حوالي أسبوعين من خلال تفجير قنبلة أسفرت عن مقتل 6 جنود موالين لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” في جنوب اليمن، معتبرة أن هذه “علامة على نشاطهم المتزايد” في البلاد.

ومع أن الطبيعة الدقيقة للشراكة المفاجئة بين الجماعتين لا تزال غير واضحة، فإن هناك أدلة واضحة على التعاون بينهما، وذلك رغم العداوة المذهبية والاختلافات الأيديولوجية الكبيرة بين الطرفين، وفق الصحيفة البريطانية.

وجاء أهم تلك الأدلة في مايو/أيار 2023، عندما نفذ تنظيم القاعدة 7 هجمات بطائرات بدون طيار على مجموعة موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة، جنوبي اليمن.

وكتب روبن داس من المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب في سنغافورة “بالنظر إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لديه قدرة محدودة على تطوير طائراته بدون طيار، خاصة بعد مقتل خبراء المتفجرات مؤخراً، فإن الدعم الخارجي للحصول على هذه الأسلحة ربما كان حاسماً في ذلك التعاون”.

وتابع “يقال إن الطائرات بدون طيار حصل عليها أبو أسامة الدياني، وهو زعيم يمني متشدد مقرب من زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية القتيل خالد باطرفي، والذي يحتفظ (الدياني) بعلاقة وثيقة مع الحوثيين”. وكان باطرفي قد قتل في وقت سابق من هذا العام لأسباب غير معروفة.

من جانبه، أوضح المتحدث باسم ما يعرف بـ”القوات المسلحة الجنوبية” محمد النقيب، لـ”فاينانشال تايمز”، أن “الحوثيين قدموا للقاعدة الدعم اللوجيستي، بما في ذلك الصواريخ الحرارية والطائرات بدون طيار ومعدات الاستطلاع”.

وقبل بضعة أشهر فقط، تبادلت المجموعتان معتقلين، حيث أطلق الحوثيون سراح القعقاع البيهاني، وموحد البيضاني، مقابل اثنين من مقاتليهم، وعلى الأرض، يقول السكان المحليون إن المجموعتين “توقفتا عن خوض مناوشات مع بعضهما البعض”.

وفي هذا الصدد، قال مواطن يدعى محمد، رفض ذكر اسمه كاملا لأسباب أمنية “يدير مسلحو تنظيم القاعدة نقاط تفتيش، عليها رايتهم، على الطريق الذي يربط شبوة بمحافظة البيضاء(في جنوب شرق البلاد)”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى